المفوضية الأوروبية تؤكد رفع «مايكروسوفت» دعوى على «غوغل» بتهمة الاحتكار
أكدت المفوضية الأوروبية? الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي? أمس أن شركة «مايكروسوفت» الأميركية العملاقة للبرمجيات قدمت شكوى رسمية لمكافحة الاحتكار ضد هيمنة شركة «غوغل» الأميركية في سوق محركات البحث على الإنترنت.
وقالت أميليا توريس المتحدثة باسم المفوض الأوروبي لشؤون المنافسة يواكين ألمونيا في بيان إن «المفوضية أخطرت بالشكوى? وكإجراء سنبلغ غوغل وسنطلب وجهة نظرها في ذلك».
وتعزز شكوى «مايكروسوفت» التحقيقات الجارية للاتحاد الأوروبي بشأن هيمنة «غوغل» في السوق? وتأتي بعد خطوات مشابهة اتخذتها شركات أخرى من بينها شركة «سياو دوت دي» الألمانية التابعة لشركة «مايكروسوفت» وهي بوابة للتسوق الإلكتروني.
وقال المتحدث باسم «غوغل» كاي أوبيربيك في هامبورغ إننا «لم نتفاجأ بهذه الخطوة من مايكروسوفت. سوف نستمر في المناقشات مع المفوضية الأوروبية وشرح نموذج عملنا».
كان نائب رئيس «مايكروسوفت» ومستشارها العام براد سميث أعلن أول من أمس الأربعاء مبادرة شركته في مدونة حيث حدد ستة أمثلة على السلوك المعادي للمنافسة من قبل «غوغل».
ومن بين هذه المزاعم? قال سميث إن «غوغل» منعت محرك «بينغ» التابع لمايكروسوفت ونظام تشغيلها «ويندوز فونز» من الوصول إلى ملفات الفيديو الموجودة على موقع «يوتيوب» الذي اشترته «غوغل» في عام 2006.
واعترف سميث بأنه «سيكون هناك البعض ممن سيشير إلى المفارقة في مواقف مايكروسوفت حيث قامت سلطات مكافحة الاحتكار الأوروبية في العقد الماضي بتغريم الشركة مبلغ قياسي لتسببها في إغلاق نشاط شركات منافسة في سوق برامج الكومبيوتر».
وتأمل «مايكروسوفت» أن يستحث هذا الإجراء مسؤولين في أوروبا على اتخاذ إجراءات وأن تساعد الأدلة التي جمعتها على دفع مسؤولين في الولايات المتحدة لاتخاذ الإجراءات نفسها.
وفي أوروبا? تدخل «مايكروسوفت» ضمن مجموعة من الجهات المتقدمة بشكاوى ضد «غوغل»? ولكن حتى الآن? فقد أتت غالبية هذه الشكاوى من شركات الإنترنت الصغيرة التي تزعم أن شركة «غوغل» تقوم بالترويج لمنتجاتها? مثل موقع مقارنة أسعار المنتجات التي تطرحها الشركات (Google Product Search)? بشكل غير عادل? في مقابل ما تعرضه كيانات منافسة.
وتعتبر شبكة الإنترنت والهواتف الذكية السوقين اللتين يتركز فيهما الطاقة والاستثمار وأسعار الأسهم المرتفعة. وتضخ «مايكروسوفت»? التي لا تزال شديدة الثراء? المليارات في هذه المجالات سريعة النمو? خاصة البحث على شبكة الإنترنت. إلا أن عملاق أجهزة الكومبيوتر ما زال دون عملاق البحث «غوغل». قال مايكل إيه كوسومانو? الأستاذ بكلية سلون للإدارة التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والذي قد أجرى دراسة على شركة «مايكروسوفت»: «تلجأ الشركة? التي كانت أضخم شركات الكومبيوتر بلا منازع? إلى مكافحة الاحتكار? حيث تكون تلك دائما هي الحالة التي يستطيع فيها المنافسون الخاسرون مقاضاة المنافسين الناجحين». ويشير كوسومانو إلى أن شكوى «مايكروسوفت» تعد أيضا بمثابة تذكرة بالسرعة الهائلة التي يمكن أن يحدث بها تحول في اتجاه الثروات في أسواق التكنولوجيا سريعة الحركة. وأشار كوسومانو قائلا: «إن هذا لا يحدث في التو واللحظة? غير أنه يحدث بشكل أسرع في هذه الصناعة منه في معظم الصناعات الأخرى». على مدى سنوات? دخل عملاق برامج أجهزة الكومبيوتر الشخصية في معركة محتدمة مع المنافسين والجهات المنظمة لقوانين مكافحة الاحتكار في أميركا وخارجها? متفاديا مزاعمها بأن «مايكروسوفت» قد اكتسحت منافسيها وأساءت استغلال قوتها في السوق. وفي الولايات المتحدة? عانت الشركة من الأحكام القضائية الصادرة ضدها. وفي عام 2001? تم التوصل إلى تسوية? والتي بموجبها منعت «مايكروسوفت» من اتباع الأساليب القائمة على استخدام قوتها. وفي أوروبا? تغلبت «مايكروسوفت» على المعوقات التي واجهتها والغرامات المفروضة عليها من قبل منظمي وقضاة. غير أنه لا يوجد مكان للسخرية في قوانين مكافحة الاحتكار. فيجب النظر في شكوى «مايكروسوفت» بناء على الأدلة المتوفرة? كجزء من التحقيقات واسعة النطاق الجارية للوقوف على حقيقة مخالفة «غوغل» قوانين الاحتكار? التي قد بدأت العام الماضي والتي ترأسها مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية? خواكين ألمونيا.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» يشير محامو الشركة إلى أن التفاصيل الواردة في نص مذكرة الشكوى المقدمة من شركة «مايكروسوفت» تشمل اتهامات باتباع «غوغل» ممارسات مخالفة لمبادئ المنافسة فيما يتعلق بالبحث على شبكة الإنترنت والإعلان الإلكتروني وبرامج الهواتف الذكية. غير أن «مايكروسوفت» تشير إلى أن أحد المواضيع المحورية في هذه الشكوى يتمثل في أن «غوغل» تقوض قدرة شركات محركات البحث الأخرى في المنافسة بشكل غير عادل – فضلا عن أن محرك البحث «بينغ» الخاص بشركة «مايكروسوفت» بات تقريبا هو محرك البحث الوحيد الباقي على الساحة كمنافس – من فحص وفهرسة المعلومات التي تتحكم فيها شركة «غوغل»? مثل خدمة الفيديو الضخم