النفوذ السعودي يتراجع في لبنان
شهارة نت – وكالات :
يؤكد قرار تعيين الزعيم المخضرم ميشال عون لرئاسة لبنان، بعد أن ظل المنصب شاغرًا لفترة طويلة، تراجع دور السعودية في البلاد، حيث بات تولي عون الرئاسة شبه مؤكد، وفي الأسبوع المقبل سيصبح الرئيس، بناء على اقتراح سعد الحريري، الذي عارض حزب الله لسنوات.
ومن المرجح أن ينتخب البرلمان اللبناني عون في 31 أكتوبر، مما سيقود إلى إنهاء عنصر واحد يشل الأزمة السياسية، حيث ظل منصب الرئيس شاغرًا لمدة 29 شهرًا، لكنه يخلق توترًا بشأن تشكيل الحكومة المتوقع من قِبَل الحريري مع عون.
يثير انتخاب عون أيضًا التساؤلات حول السياسة الغربية تجاه لبنان، خاصة أن الجيش اللبناني هو الضامن للسلام الداخلي للبلاد، ويعتمد على المساعدات من الولايات المتحدة.
قبل عدة أسابيع كان قرار الحريري غير متوقع، ويبدو أنه أجبر عليه بسبب المشكلات التي تواجهها شركته، سعودي أوجيه، ومقرها السعودية، وهي العمود الفقري لشبكته السياسية في لبنان، كما أن ترشيح عون علامة على احتضار التحالف الذي يقوده الحريري.
الدور الإقليمي الذي يلعبه حزب الله في المنطقة أدى لخروج لبنان من أولويات السعودية، واللجوء إلى دفع حلفاء الرياض في لبنان لعقد صفقات جديدة للحفاظ على مصالحهم.
من جانبه قال نبيل أبو منصف، معلق سياسي في صحيفة النهار اللبنانية: لبنان لم تعد أولوية لدى السعودية، والسعودية لم تعد تدعم حلفاءها في لبنان، وبالتالي أصبح حليفها سعد الحريري في موقف ضعيف.
ويضيف: قبول ميشال عون يعد هزيمة لمعسكر الحريري، فهناك منتصر مهزوم، وهذا الشيء الذي دومًا يجلب العواقب الوخيمة في لبنان.
من غير المرجح أن يضمن عون الفوز بالرئاسة من تصويت الجولة الأولى، يوم الاثنين المقبل، حيث يتطلب الفوز بأغلبية الثلثين في البرلمان الذي يتكون من 128 مقعدًا، لكن يتوقع المحللون تأمين الأغلبية البسيطة المطلوبة للفوز في التصويت الثاني الذي سيعقد في اليوم ذاته.
وقال دبلوماسي غربي: الغرب سيهتم بشكل وثيق بدور عون وعمله للمصلحة الوطنية للبلاد وتعاونه مع حزب الله، وعما إذا كان يحاول تعيين موالين له في المؤسسات الحيوية مثل البنك المركزي والجيش.
رويترز