المعارضة ترفض عرضا جديدا لصالح ومخاوف من تكرار مأساة ليبيا
أعلنت المعارضة اليمنية رفضها عرضا جديدا للرئيس علي عبدالله صالح لانهاء الازمة الحالية في البلاد دون تنحيه عن منصبه? مشيرة الى تواصل الاعتصامات في عدة مدن بالعاصمة صنعاء ? فيما يخشى مراقبون من تسليح صالح “ميليشيات” قبلية ربما تقوم بأعمال انتقامية ضد معارضيه المطالبين برحيله .
ويؤكد محتجون يمنيون يطالبون بتنحي صالح اصرارهم على تنحي صالح عن السلطة فورا ? عقب اعمال عنف شهدتها البلاد وسقط على اثرها المئات من القتلى والجرحى ? مشيرين الى ان غدا الجمعة ستكون “جمعة الخلاص” لحشد مظاهرات مليونية في مختلف المحافظات اليمنية للخلاص من نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
ودعت الهيئة التنظيمية للثورة الشعبية في اليمن جميع أبناء الشعب اليمني للمشاركة في “جمعة الخلاص” ? مؤكدة أن شباب الثورة سيحددون موعد الزحف في حال لم يتنحى النظام في الوقت الذي يرونه مناسبا.
وكان الشباب قد أطلقوا على الجمعة الماضية “جمعة الرحيل” وشارك فيها مئات الألاف في مختلف المحافظات.
اقتراح صالح
وكشفت مصادر سياسية مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الاربعاء أن الرئيس علي عبدالله صالح تقدم بمبادرة سياسية جديدة إلى المعارضة بإشراكها في السلطة مقابل التنازل عن مطلب تنحيه عن السلطة.
ونقلت صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية عن المصادر قولها: “إن اجتماعات مكثفة عقدها الرئيس صالح? خلال الساعات الـ48 الماضية? مع عدد من أبرز قادة المعارضة? وتحديدا في حزب التجمع اليمني للإصلاح? وذلك بهدف التوصل إلى تسوية سياسية? حيث اقترح صالح تشكيل حكومة مشتركة من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة? وأن تكون هذه الحكومة انتقالية? كما اقترح أن ينقل إلى هذه الحكومة صلاحياته الدستورية? مقابل البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته عام 2013”.
وتضمنت مقترحات صالح? أن يكون منصب رئاسة الحكومة من نصيب المعارضة? وتقاسم الوزارات بالتساوي? في حين أضافت مصادر إعلامية أن صلاحيات الرئيس لن تنقل بالكامل للحكومة الانتقالية المقترحة? بل سيحتفظ بصلاحياته على وزارتي الدفاع والخارجية.
واشارت الصحيفة الى ان شخصيات يمنية بارزة طرحت أفكار هذه المبادرة? وتواصل السعي من أجل تحويلها إلى اتفاق? وأن الجانب الأمريكي لعب دورا في وضع الكثير من المقترحات? خلال الفترة الماضية? ضمن مساعيه المتواصلة منذ فترة للتوفيق بين السلطة والمعارضة في اليمن.
وفي أول تعليق لأحزاب المعارضة في تكتل “اللقاء المشترك”? قلل الدكتور عيدروس النقيب رئيس
الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي اليمني المعارض? من أهمية ما طرح? وأكد أنه جرى الاختلاف? خلال المساعي السابقة? على مسألة التنحي وتسليم السلطات والصلاحيات لنائب الرئيس “فكيف بنا بتشكيل حكومة ونقل صلاحيات”? وأعطى ذلك وصفا بما معناه أنه تم الاختلاف على “الكعكة” كاملة “فما بالنا بنصف الكعكة”.
واضاف النقيب: “إنه لا أحد يستطيع أن ينصب نفسه على طلبات الشارع اليمني الموجود في الساحات والشوارع بالملايين ويطالب برحيل النظام”? وإن هذا “أمر غير مقبول”? داعيا صالح إلى التنحي.
وأشار إلى أن هذا الطلب “قبله بن علي ومبارك قبل صالح”? مؤكدا أن من حق الرئيس علي عبدالله صالح “أن نعمل له توديعا محترما ومشرفا? وأن يرتاح بعد 33 سنة في الحكم”.
وأكدت أحزاب “المشترك” تمسكها بمطلب رحيل صالح و”اتهمته بالمناورة وبالإكثار من المقترحات للبقاء في السلطة”.
فيما قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان “ليس أمام الرئيس إلا الرحيل من السلطة? وإن رمي البالونات لم يعد له معنى”.
ونقل موقع “الصحوة نت” اليمني المعارض عن قحطان قوله: “إن الرئيس كما يبدو يطلق مبادرات تقوم على استبدال المعارضة بالمؤتمر الشعبي العام? وكأن المشكلة في المؤتمر الذي يتولى الحكومة? ونحن في المشترك نقول له ارحل فأنت المشكلة يا افندم”.
مأساة ليبيا
من جهتها? قالت توكل كرمان كاتبة صحفية يمنية وقيادية في الثورة الشيابية خلال اتصال هاتفي مع قناة “الجزيرة”: “هناك مخاوف حقيقية من تنفيذ الرئيس لسيناريو القذافي في ليبيا”? مشيرة الى ان الرئيس صالح يقوم بتسليح بعض القبائل الموالية له ويقوي تنظيم القاعدة ويسعى للفتنة والحقد بين أبناء الوطن الواحد”.
واضافت كرمان: “هناك خطر حقيقي في بقاء هذا النظام دقيقة واحدة هذا النظام يجب ان يحاكم من قبل المحكمة الجنائية الدولية لانه يسعى لتدمير هذا البلد”.
وحملت الناشطة اليمنية المجتمع الدولي مسئولية ما يحدث في اليمن ? مشيرة الى ان المجتمع الدولي لم يقف مع الثوار في اليمن كما حدث في مصر وتونس.
واكد كرمان تواصل الاعتصام في صنعاء واستمرار المسيرات التي تخرج من الساحات وتتجه اليها مرة اخرى ? مؤكدة ان الشعب اليمني سينتصر خلال ايام قليلة بدون الدعم الدولي.
تسليح القبائل
وقال شهود العيان: “فإن معظم المحافظات اليمنية باتت تعيش تحت وضع أمني صعب بعد أن انسحبت قوات من الج