خارطة الطريق
شعر/ معاذ الجنيد
لقد سُلَّ سيفُ الحقِّ وانكسرَ الغِمدُ
فلا عاصِمٌ من بأسنا اليوم يا ( نجدُ )
أتتكِ بلادُ الرافدين ، فرِفدها
رجالٌ ، ونهرَاها هُما الجيشُ ، والحشدُ
توحَّد أحرارُ العراق جميعهم
فسُنّتها سيفٌ ، وشِيعتُها حَدُّ
توحَّدت الأديانُ مجداً وعزةً
فكُلٌّ على دربِ الجهاد لهُ جُهدُ
يقودهمُ الكرارُ في كل خطوةٍ
وهل لعليٍّ يا طغاة الورى نِدُّ ؟
إذا قيل يوم الحشد دقَّت طبولهُ
فقُل جاء يومُ الحشرِ واقترَبَ الوعدُ
ربيعُكِ يا (أمّ الربيعين ) عائدٌ
وفجرُكِ يا ( بغداد ) طابَ لهُ العَودُ
فيا (ساعةُ الحدباء) بالنصر أ ذِّني
ويا (حلب الشهباء) صلَّى لكِ المجدُ
فداعشُ في بغداد صرعى ، وأُمُّها
بصنعاء تهوي ما لخيباتها حّدُّ
وآلُ سعود اليوم يُبدون حرصهم !
أخيراً رأينا الحرصَ من أجلنا يبدو !!
فيا قلق اسطنبول أضحكتَ جرحنا
ويا خوف أمريكا ، لقد تَعِبَ الضِدُّ
ومن غير أمريكا أتتنا بداعشٍ
وما داعشٌ إلا السعوديَّةُ الحِقدُ
ولم تأتِ أمريكا تُحاربُ نفسَها
فيا جيشنا السوريّ قد عُرِفَ القصدُ
عليها صرَخنا ، فاستبقنا دخولها
لأنَّ شعار الموت في وجهها صَدُّ
ومن ظنّها خيراً ، تَلقَّى شرورها
فلا دينها دينٌ ، ولا عهدها عهدُ
ولكنَّ هذا العصر ما عاد عصرها
فمن دون أن تدري إلى موتها تعدو
إلى (حلَبٍ) ترنو ، وتُنشدُ (نينوى)
وفي كل أرضٍ صارَ يسحبُها اللحدُ
تحيدَرت الدنيا بكل جهاتها
عليكِ ، فما أجدت حِرابُكِ يا (هندُ)
وراياتُكِ السوداء يا (نجد) نُكِّست
فوجهكِ من حشدي كظيمٌ ومُسوَّدُّ
توزّعتِ أحقاداً على كل موطنٍ
ومن يستفزّ الأُسُدَ ، تنهشهُ الأُسُدُ
رمالُكِ نحو الريح ألقَتْ بنفسها
وهل يستقرُّ الرملُ والعصفُ مُشتدُّ ؟
خبيرُ شئون الحرب غرَّكِ ، إنما
خبيرُ السما والأرض قائدنا الفردُ
أتاكِ العراقيون وعداً ، وصيحةً
وفي سوريا لله سبحانهُ جُندُ
وطوفان حزب الله أقبلَ فانفذي
بجِلدكِ ، هذا إن بقى بعدهُ جِلدُ
وفي يمنِ الإيمان أنتِ غريقةٌ
وماذا أفادَ الحِلفُ ، والعالَمُ الوغدُ ؟
وأبرقَ (بدر الدين) نصراً مُظفراً
ولاحَ لـِ(نصر الله) في أُفقنا رعدُ
وقد حسَمَ الأنصارُ بالزحف ردَّهُم
ومن لم يروا في الزحف ردَّاً فما رَدُّوا
إذا دُقَّ ذيلُ الشرِّ ، صاحَت رؤوسُهُ
فشُدُّوا الخُطى إن ضجَّ إعلامُهُم شُدُّوا
بزحفكَ يا جيش العراق وشعبها
ومملكةُ الإرهاب تهوي ، وتنهدُّ
لقد نصرَ الله الضحايا بحربهم
على الظلم ، والجلادُ أنهَكَهُ الجَلدُ
قضيتنا الأولى تعود لنبضنا
وما أفلحوا فيما أرادوا ، وما ودّوا
وإن أنكأ الأعداءُ جرحَ عروبتي
فللجرح في توحيد أبنائها ضِمدُ
هُنا العربُ الأحرار ، يا كل خائنٍ
هوَ العبدُ للعبدِ الذي ربُّهُ عبدُ
هُنا حلبُ الشهباء شُهُبٌ تسومكُم
هُنا كل نبضٍ في صدور العدا رصدُ
حُماةُ ديار الشام أنتُم حُماتُنا
ونعتزُّ لو يوماً متارسكُم نغدوا
يمانيةٌ بغداد ترنو لقدسنا
دمشقيةٌ صنعاء لبنانها زندُ
ويا شعب مصر الحر بارِك حشودنا
وإنّا لكُم رِفدٌ ، وأنتُم لنا رِفدُ
(جزائرنا) العظمى إليكِ انتماؤنا
بشعبكِ كم نزهوا وأمجادُنا تشدو
وإنّكَ يا شعب الجزيرة حشدُنا
لكَ الخُلدُ دون الحاكمين لكَ الخُلدُ
وبُعداً لأمريكا وبُعداً لحلفها
ويا كل عرشٍ في الخليج لك البُعدُ
فمهما تنافختُم سيذهبُ مُلككم
جُفاءً ، ونحنُ البحرُ والجزرُ والمدُّ
ونحنُ شعوبٌ أنجَبَتنا جبالُنا
فأباؤنا هذي الصهاريجُ ، والسّدُّ
ونحنُ جذور الأرض فينا تشكَّلت
وطارئةُ الصحراء ليس لها مهدُ
أتيتُم من التسعين عامٍ لتطمسوا
شعوباً إلى بِدءِ الخليقةِ تمتّدُّ !!
ستلعنُ أمريكا الجهاتُ جميعها
وحيثُ مضى الشيطانُ لعنتهُ الطّردُ
وتُدركُ إسرائيلُ أنَّا زوالها
فقد سُلّ سيفُ الحق ، وابتسمَ الغِمدُ ..