اقصفوا اليمن بقنابل نووية رحمةً بشعبها
بقلم / محمد أنعم
يتعرض 27 مليون إنسان في اليمن منذ قرابة عامين لأبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية، وأساليب التنكيل الوحشية، بعد أن نجح نظام آل سعود الفاشي في توظيف أغلب المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية للعمل معه كسجانين وحراس لمعتقل الموت المفتوح -الجمهورية اليمنية- الذي ترتكب السعودية داخله أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
عشرات المنظمات الإنسانية والدولية وفي المقدمة الأمم المتحدة أصبحت تشارك الفاشية السعودية في جرائم إبادة الشعب اليمني ومنها المنظمات التي ظلت تتباكي باسم الدفاع عن حقوق الإنسان حيث أصبحت تؤدي دور حراس محارق السعودية في اليمن.. مثلما كان يقوم بذات الدور الجنود النازيون في السجون الهتلرية إبان الحرب العالمية الثانية.
إن صور المجاعة التي تفتك بأبناء اليمن وتحديداً في محافظة الحديدة تفضح الدور القذر لمعظم المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية والتي لم نعد نسمع لها همساً ولا نلمس لها عملاً يوحي بأنها تؤدي رسالة إنسانية فعلاً.
لا تتردد السعودية اليوم في استخدام الغذاء والدواء كسلاح لقتل الشعب اليمني جوعاً، فها هي صور الضحايا تكشف أن هذا السلاح الذي جاء في نظريتي العالمين الألمانيين »لاسال ومالتوس« لا يختلف عن تلك الأسلحة المحرمة دولياً التي ترتكب بها مذابح قتل جماعية، وكان آخرها المذبحة المروعة في قاعة عزاء آل الرويشان بصنعاء 8 أكتوبر الجاري.
وإذا كانت نيران محارق النازيين قد قلبت العالم رأساً على عقب، فإن نيران نازية آل سعود التي لم يرتكب مثلها بهذه البشاعة حتى هتلر نفسه تمر دون ان يحرك العالم ساكناً..
أين المنظمات الدولية.. وأين منظمات حقوق الإنسان.. وأين تعاليم سيدنا المسيح عليه السلام.. وأين دموع التماسيح التي تذرفونها كذباً ودجلاً.. فهناك قرابة 26 مليون إنسان في اليمن تحصد أرواحهم المجاعة المفروضة عليهم من قبل السعودية بشكل مرعب جراء استمرار الحصار الجائر ومنع دخول الغذاء والدواء.. وهناك ملايين لا يملكون الوجبة التالية.
كسرة خبز.. قطعة لحم.. حبة دواء.. جالون وقود.. بكل تأكيد يمكن أن تنقذ حياة إنسان في اليمن، لكن أية قساوة في هذا العالم.. كل القلوب تجمدت وفقدت الرحمة..
يا الله.. كم يبدو العالم بشعاً ومتوحشاً ودماء أهلنا تنزف دون توقف.. وجراحهم مفتوحة وتتحول إلى مصدر قاتل للمصابين.. بينما أصبح هذا العالم يؤدي دور حراس سجون هتلر.. نعم إنهم هكذا مجرد حراس سجون عاجزين حتى عن فتح مطار صنعاء الدولي أمام الطائرات المدنية.. ولا يستطيعون أيضاً إجبار السعودية على السماح بدخول السفن التجارية التي تقل أغذية وأدوية الى الموانئ اليمنية لإنقاذ شعب يموت يومياً جوعاً وتفتك به الأمراض..
لا نريد مساعدتكم.. لا نريد دموعكم.. لا نريد بياناتكم.. لانريد إداناتكم وشجبكم واستنكاركم.. لا نريد أيضاً تعاطفكم.. ولا نريد أن تستخدموا صور امهاتنا وبناتنا وزوجاتنا وعماتنا وأطفالنا لتمارسوا التسول من العالم باسمنا.. وتتاجروا بمأساتنا من أجل ان تضاعفوا أرصدتكم المتراكمة بالأموال المدنسة..
نريد منكم فقط.. أن تثبتوا للعالم أنكم لستم موظفين مع السعودية ولاتعملون لديها سجانين وجلادين ومسئولين عن كل هذه المحارق التي ترتكب ضد الشعب اليمني.. نريد ان نعرف هذه الحقيقة لنرتاح قبل أن نموت..
مجاعة.. كوليرا.. مذابح.. قتل يومي.. الآلاف يموتون بسبب عدم وجود حبة دواء.
هكذا أصبحت اليمن معتقلاً كبيراً تشرف عليه الأمم المتحدة.. معتقلاً للموت اليومي العبثي بنفس الأساليب التي ترتكبها القاعدة وداعش..
الكهرباء كحق من حقوق الإنسان لا تُقطع حتى في سجون العالم، أما في الدول الأكثر بوليسية فيتم اطفاؤها لساعات، لكن منذ أن حولت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اليمن الى معتقل يخضع للنظام السعودي يعيش 27 مليون إنسان يمني منذ قرابة عامين في الظلام.
كل مناشدات الشعب اليمني تذهب أدراج الرياح.. كل الدماء والدموع لا أحد يكترث بها.. كل صور أطفالنا ووجوههم الملائكية المضرجة بالدماء.. وصور أهلنا والجوع يحول أجسادهم الى هياكل عظمية.. لم تحرك الضمير العالمي.. إذاً ليس أمامنا نحن أبناء الشعب اليمني المظلوم المقهور إلاَّ أن نناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا وكندا أيضاً أن يمنحونا حق »الموت الرحيم« ويخففوا من تعذيبنا بصفقات أسلحتهم المتواصلة وأن يبيعوا للسعودية قنبلة نووية.. ونفضل خمس قنابل نووية إن كانت تكفي لإطفاء نيران الحقد السعودي الذي يكنه للشعب اليمني حتى لا تتوقف مصانعكم عن العمل.. وأن تواصلوا أداء دوركم في مجلس الأمن وتعملوا على استصدار قرار دولي يسمح للسعودية بقصف الشعب اليمني بقنابل نووية حتى لا تتوقف مصانع أسلحتكم عن العمل.
لا نريد لجان تحقيق دولية بعد اليوم.. بِتْنَا نخجل وأنتم لا تخجلون!
ارحمونا بقنابل نووية بحق المسيح عليه السلام.