القاعدة تدخل على خط الأزمة في اليمن…المعارضة تحمل صالح مسؤولية الأحداث في أبين
زادت خطورة الأوضاع في اليمن أمس حيث أعلن تنظيم القاعدة محافظة أبين بجنوب اليمن «إمارة إسلامية»? الأمر الذي اعتبرته أحزاب المعارضة اليمنية «خطة» من قبل النظام اليمني «لإحداث فوضى عامة» متوعدة باستمرار الاحتجاجات.
في الغضون? دعا الرئيس اليمني علي عبد اللـه صالح معارضيه المطالبين برحيله إلى أن يرحلوا هم? وذلك بالترافق مع تراجع السلطات اليمنية عن مبادرة تنص على أن ي?ْسلم الرئيس سلطاته لرئيس الحكومة المقالة علي محمد مجور بعد تعيينه نائبا?ٍ له? على أن ت?ْشكل بعد ذلك حكومة وحدة وطنية انتقالية.
وأعلن «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب محافظة أبين بجنوب اليمن (إمارة إسلامية)? يأتي ذلك في أعقاب سيطرة الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة على القصر الرئاسي والإذاعة بالمحافظة وعلى مصنع للذخيرة في جعار? أدت محاولة استيلاء الأهالي عليه الاثنين إلى مقتل 150 شخصا?ٍ و80 جريحا?ٍ? حسبما أفاد مسؤول محلي لوكالة الأنباء الفرنسية.
بدوره حمل بيان أصدره تكتل اللقاء المشترك وهو الائتلاف الرئيسي للمعارضة اليمنية صالح وحاشيته المسؤولية عن الانفجار وقال إنه المسؤول عن الجماعات المتشددة ومنها تنظيم القاعدة في محافظة أبين حيث وقع الانفجار.
وقال الائتلاف في بيان «إننا إذ ندين ونستنكر هذه الجريمة البشعة? فإننا نحمل الرئيس وحاشيته المسؤولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين».
وأضاف: «في ظل هذا السلوك الإجرامي الخطير الذي ينتهجه الرئيس صالح وحاشيته فإن اللقاء المشترك وشركاءه يعتبرون بقاءه واستمراره يشكل خطرا?ٍ على اليمن وشعبها والمصالح الدولية ويهدد أمن واستقرار المنطقة ويدعون الأشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي عموما?ٍ بالوقوف إلى جانب مطالب ملايين اليمنيين في ساحات التغيير وميادين الحرية بإسقاطه للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات وتطلعات اليمنيين كافة وتكون شريكا?ٍ جديا?ٍ للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب».
ومنذ سقوط المحافظة بأيدي عناصر القاعدة تجري وساطة بين شخصيات اجتماعية وأئمة مساجد في المنطقة بهدف تسليم القصر الجمهوري والإذاعة المحلية للجان الشعبية التي تم تشكيلها في المنطقة.
من جهة أخرى اتهم البرلماني علي عشال من حزب الإصلاح المعارض الرئيس علي عبد اللـه صالح بـ«توجيه تلك الجماعات المتطرفة لكي يظهر للعالم بأنه القادر على مقارعة الإرهاب».
وقال سكان أبين في الأيام القليلة الماضية: إن قوات الأمن تركت بلدة جعار منذ وقوع الانفجار? وغادر محافظا الجوف وصعدة في الشمال كذلك ربما خوفا?ٍ من مواجهات مع قبائل معارضة للرئيس.
من جانبه صعد الرئيس اليمني حملته تجاه معارضيه مؤكدا?ٍ أن «على الطامعين في السلطة أن يسلكوا سلوكا?ٍ حضاريا?ٍ? وأن يتجهوا نحو صناديق الاقتراع? وإذا منحهم الشعب ثقته فسنسلم لهم السلطة أولا?ٍ بأول». وجدد التأكيد أن الأغلبية العظمى من اليمنيين تؤيده? وذلك في ظل توقف المفاوضات الرامية إلى الخروج من الأزمة.
وقال صالح لوفد شبابي مساء الاثنين: «أيها الشباب إذا كانت أغلبية أبناء الشعب وبنسبة 95% مع أمن واستقرار الوطن ومع التنمية والوحدة وخمسة بالمئة أقلية يقلقون أمن الوطن? فمن الذي يرحل?».
وتأتي هذه التصريحات بعد أن توقفت المفاوضات الرامية إلى التوصل لمخرج للأزمة في اليمن منذ الخميس ووسط استمرار المطالبات برحيل الرئيس اليمني.
وأضاف في كلمته للشباب: «عليهم أن يرحلوا الآن? يرحلون ودون ذكر أسمائهم بدلا من أن يطالبوا الآخرين عبر القنوات الفضائية والصحافة بالرحيل»? وتابع: «قولوا لهم ارحلوا? فليرحل المأزومون والمأجورون والعملاء من أرض الوطن? يرحل من خان الثورة والجمهورية والديمقراطية»? في إشارة إلى المعارضة.
(رويترز – أ ف ب – يو بي آي)