المغازي الخبيثة في بيان التحالف الصادر بشان جريمة الصالة الكبرى
بقلم / أكرم عبدالرحمن غندل
.
كما قلت في مقالات سابقة أن أي خطوة سياسية لا تحقق عدة أشياء فمن الأفضل في قاعدة السياسيين تركها ، لأن أي خطوة لا تحقق إلا شيء واحدا فمن الأفضل تركها حتى ولو كانت نسبة نجاحها 99% لأنها إذا فشلت فسوف تعود بالنتائج السلبية العكسية .
.
وكذلك هو الحال بالنسبة للبيان الذي أصدرته ما تسمى بقوات التحالف بشأن مجزرة القاعة الكبرى والذي اعترفت فيه بارتكابها تلك المجزرة بسبب المعلومات الخاطئة التي تلقتها !!
.
فمن قرأ البيان قراءةً سطحية سيفهم أن آل سعود يريدون أن يتخلّصوا من التهمة وأن يرموا بها فوق عملائهم !! أما من قرأ البيان جيداً وتمعّن فيه جيداً ، فسوف يعرف أن آل سعود يريدون من خلاله تحقيق عدة أشياء :
.
الشيء الأول : يحاولون تخفيف أي حدة حقد وثأر وانتقام متوقعة من قبيلة خولان ، من خلال تشكيكهم في حقيقة المسألة التي هي في الأصل مسألة قطعية يقينية .
.
الشيء الثاني : يريدون أن يضربوا عصفوران بحجرٍ واحد وتشكيك مشايخ قبيلة خولان في بعض الشخصيات الخولانية الموالية لعلي محسن الأحمر خصوصاً ولحزب الإصلاح عموماً .
.
الشيء الثالث : يريدون من خلال بيانهم هذا أن يسوّقوا مفهوماً جديداً مفاده : (( بأن مركز القوات الجوية اليمنية هو من يمتلك الصلاحيات في التحرك وتحريك الطائرات دون أن يرجع إلى الجهات المعنية في قوات التحالف ( إلا للتوجيه فقط ) .
.
الشيء الرابع : يريدون من خلال بيانهم هذا أن يسوقوا مفهوما ثانياً مفاده (( إن قوات التحالف لا تقوم بأي عملية إلا بعد الإبلاغ عنها من صنعاء ))
.
الشيء الخامس : يريدون من خلال بيانهم هذا أن يسوقوا مفهوما ثالثاً مفاده (( أن التحالف يتبع احترازات أمنية متبعة ، وأن اليمنيين وبسبب حقدهم على بعضهم لا يتبعوا تلك الاحترازات ))
.
الشيء السادس : يريدون من خلال بيانهم هذا أن يخففوا من ضغط المنظمات والقنوات الإعلامية العالمية لاسيما الأمريكية التي تاجرت إعلاميا بهذه الحادثة وتنوي بالمتاجرة بها سياسيا وإدراجها ضمن ملفاتها التي ستتخلص بها من آل سعود . وربما بهذا البيان أيضا يحاول آل سعود أن يخففوا عن أنفسهم عناء المساءلة القانونية ، وهو واضح من خلال البحث المبكر عن المخرج من هذه الورطة .
.
الشيء السابع : ختم البيان كلامه قائلا : ((ولا يزال الفريق يجمع ويحلل التقارير والمعلومات التي تشير إلى قيام أطراف أخرى في موقع الحادثة باستغلال ما جرى من استهداف خاطئ للموقع لرفع عدد الضحايا، ويؤكد الفريق بأنه سيستمر بالتحقق من ملابسات الحادثة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية في الحكومة الشرعية اليمنية والدول المعنية والإعلان عن أي نتائج يتم التوصل لها حال انتهائها))
.
وهذه إشارة واضحة إلى أن البيان لازال مفتوحاً ، وذلك يعني أن من المتوقع أن يتم الإعلان عن تهمة كاذبة بحق الحوثي وصالح من أنهم يسعون لتضخيم الحادثة التي ليست بالحجم الذي يهولونه أصلاً ..
.
وتلك هي محاولة أخرى من آل سعود للتخفيف على أنفسهم من عواقب تلك الجريمة الشنعاء .
.
ومع وجود تلك المغازي الخبيثة في البيان إلا أن المتأمل فيه جيدا سيجد عبارات تدل على أنه لا يخلوا من الاعتراف الحقيقي الفاضح وذلك حين قال :
.
(( … وبإصرار منها على استهداف الموقع بشكل فوري باعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً ))
.
فقوله (بشكل فوري ) ، كلام منطقي لأن من المنطق أن العزاء ليس ضمن خطة القصف المجدولة .. بل حتى ولا من خطط القصف المتوقعة !! فالعزاء وتجمع القادة فيه بهذه الكيفية والكمية هي مصادفة بامتياز ، ولذلك فمن المؤكد أن يأتي بلاغ فوري ينتج عن هذا البلاغ اقتراح فوري ، لينتج عن هذا الاقتراح الفوري أيضاً طلب فوري للقصف والاستهداف