هل محاولة إغتيال الرئيس صالح وكبار قيادات حزبه مبررا لمجزرة القاعه الكبرى
بقلم المهندس / هشام شرف
تابعتُ كغيري من أهل اليمن الغالي والعالي فوق الجراحات والأحزان ردود الأفعال حيال مجزرة القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء ،على المستوى الإقليمي والدولي وبالذات في أوروبا وأمريكا .
وبجانب المواقف النبيلة والثابتة لصحيفة رأي اللندنية وقناة الميادين وبعض المنابر الأخرى التي أنحازت لشرف المهنة وللطرف المظلوم طوال فترة العدوان، شعرت هذه المرة ببعض التغير الايجابي في مؤشر البوصلة الإعلامية الدولية، وتحديدا المقروءة والمرئية في الولايات المتحدة وأوروبا،التي يستشفُّ المراقب والمتابع لها بعض التحول نحوإظهارحقيقة الجريمة التي يُحاول إعلام المتهم الأول بإرتكابها هووحلفاؤه إخفاءها وإخفاء مايُعانيه الشعب اليمني خلال العام والثمانية الأشهر الماضية من حصار وقتل وتدمير.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو :هل كان من الضروري أن تتكرر جرائم العدوان ،وتحدث أسوأها وأبشعها يوم 8أكتوبر حتى يسمع العالم ويلتفت ولو لبعض الوقت إلى ماحدث ويحدث من جرائم وحرب إبادة جماعية تجاوزت كل المبادىء الإنسانية من قِبل آلة الحرب التي يمتلكها ويحصل عليها الأشقاء، دونما أي اعتبار لحقوق الإنسان وحقوق الجوار وصلات الرحم، وإحترام هذا الشعب وحقه الوجدي، والسيادي على أرضه ودولته؟
أمر مؤسف القول إنه،وبعلم الجميع تقريبا ، قد قامت بعض دول الخليج وبقيادة (الشقيقة الكبرى ) بتوظيف المال لشراء صمت العالم وعلى رأسه الإعلام الفاعل والمؤثر على المستوى الإقليمي والدولي ،كي تمنع وصول حقيقة ما يجري في اليمن للعالم ،ووصول أصوات اليمنيين المبحوحة وصور شهدائهم وجراحهم وكل أشكال الدمار والخراب ونتائج الحصار للضمير الإنساني.
لكن وعلى الرغم من كل محاولات ومساعي التعتيم على المشهد في اليمن ، فإن هناك وسائل إعلامية شريفة ، سبق ، وأن أشرنا إليها، اضف إلى ذلك أنه ومنذُ مجزرة القاعة الكبرى في صنعاء، تحركت بصورة إيجابية الوسائل الإعلامية الدولية من شبكات أخبارية وصحف ومجلات ومنها شبكة (CNN) و الـ ( BBC)و (DW ) التي بدأت ،ونقول هنا : ( بدأت)، في فضح قوى العدوان على شعبنا المسالم ،الفقير الذي تقوم آلة الحرب الهمجية بقتله وتدميرما بناه خلال الـ (50) السنة الماضية بإمكانياته المتواضعة.
نعود الى الجريمة/ المجزرة التي صعقت العالم كله يوم السبت الأسود ( 8 اكتوبر)، وحولها نتسأل بكل صراحة : هل كان هناك أي مبررأخلاقي،إنساني ،عسكري في قيام العدوان العربي بقتل وسفك دماء المئات من المدنيين الأبرياء، إعتقادا منه أن الرئيس علي عبدالله صالح أو نجله أوقيادات حزبه وبعض قيادات الجيش والأمن واللجان الشعبية موجودة في القاعة؟
وهل وصل – أيضا – العجز بمن لديهم كل تلك الإمكانيات وأسراب الطائرات الأمريكيه والفرنسية والبريطانية الأحدث في العالم ومعها فيالق الدبابات والصواريخ إلى ذلك المستوى من الإجرام والغدر ومحاولة الإغتيال الجبان، بدلا عن القتال بشرف في ساحات المعركة؟
وبعد توفر معلومات مؤكدة وكافية عن أسباب تلك المجزرة، يأمل اليمنيون اليوم من الدول التي تراقب أجواءهم بأقمارها الصناعية وأجهزة تنصتها ومخابراتها أن تمكن الجميع من الإطلاع على المعلومات التي لديها ،أوتوضح ما جرى بشفافية لاغير.
وبغض النظر عمّا حدث ويحدث من إجرام بحق هذا الشعب المظلوم والمحصار ،لازلنا ندعو إخوننا العقلاء في دائرة الحكم والقرار في المملكة العربية السعودية أن يعملوا على وقف هذا العدوان الغاشم غير المبرروالذي ،كما ذكرنا في مناسبات عديدة، سيخلق عداوات وثآرات بين الشعبين الشقيقين لمئات السنين. واليوم نكرردعوتهم إلى سرعة الجلوس معنا على طاولة واحدة لوضع حد للعدوان ونزيف الدم ،برعاية قطبيّ القوة العالميين( أمريكا ) و(روسيا) .
وبموازاة ذلك نخاطب المجتمع الدولي للنظر إلى مايحدث من جرائم تحت سمعه وبصره ، ونخص بالذكر هنا أولئك الذين كانوا أصدقاءنا ،ونتمنى أنهم لا يزالون كذلك، وفي مقدمتهم الأصدقاء في أميركا الذين جمعتنا بهم سنوات عملنا فيها معا من أجل تحقيق أهداف وأفكار ورؤى تتعلق بالتنمية والديمقراطية ومكافحة الارهاب ،نناديهم بشرف الموقف وبكل المشتركات الإنسانية إلى العمل على كبح جماح وتهورأشقائنا في السعودية الذين يستقون علينا بالمال والحماية والسلاح والخبراء الأميركيين،وننبه بأنهم وفي حال طال سكوتهم ومداراتهم للأنظمة التي تعتدي علينا فإن ذلك سيفقدهم مصداقيتهم في أجزاء واسعة من العالم، كما أنهم سيخسرون كل أصدقائهم في هذا الجزء الهام من العالم أيضا.
كما نتمنى على الأصدقاء في واشنطن أنه وفي حال وجدوا صعوبهة في إقناع الإخوة في السعودية لوضع حدا لهذا العدوان والجلوس على طاولة المفاوضات لتحقيق السلام، أن يبتعدوا مسافة كافية عن المياه البحرية اليمنية التي يتواجدون فيها ويحاصرن ويراقبون من خلالها ومن خلال طائرات الأواكس والأقمار الصناعية السواحل اليمنية على مدار الساعة ، نتمنى أن يتساهلوا معنا بعض الشيء على الأقل من أجل أن نتمكن من إدخال أسلحة نوعية ومتظومات دفاعات جوية بسيطة ومؤقتة من أجل الدفاع عن أنفسنا وتأمين أطفالنا في مدارسهم وأحيائهم ولو بنسبة (60%) والحال نفسه من الأصدقائنا التاريخيين في روسيا الاتحادية ، نأمل أم يرفعوا أصواتهم وعدم السكوت عمّا يجري بحق شعبنا وما يقوم به العدوان وحلفائه في مياهنا وأجوائنا من انتهاكات وجرائم لايرضى بها أي عاقل .
ختاما:
أتوجّه ألى أبناء شعبنا اليمني الصامد ،الصابر،المُبتلى، وأقول لهم: نشاطركل أب وأم وأخ وأخت ويمني ويمنية فقد عزيزا عليه في القاعة الكبرى وغيرها من الأماكن التي تعرضت لمجازر على يد الأشقاء ،مصابكم الجلل ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى،الذين منع عنهم الحصار دخول الدواء،أو الخروج من اليمن لتلقي العلاج في مشافي الخارج .
وليثق الجميع إن شعبنا اليمني وقياداته لن ينسى ماحدث يوم السبت الأسود وكل ماسببه العدوان ،وستظل تلك الجرائم والأحداث محفورة في الوجدان ، مطبوعة في الاذهان ولن تستطع كفّ الزمن أن تمحوها .
واسمحوا لي هنا أن أذكر ما أكده الرئيس /علي عبد الله صالح : “ماتموت العرب إلا وهي متوافية “
* وزير النفط والتجارة السابق – قيادي بحزب المؤتمر
عن الرأي اليوم اللندنية