الطامه الكبرى ..
بقلم / د/ علي الطائفي
ماحدث يوم أمس في الصاله الكبرى بصنعاء ، يعجز اللسان عن وصفه و تعجز جميع المفردات و كافه الجوارح عن سرده أو حصره ..
كارثه كبرى .. طامه كبرى .. فاجعه كبرى بكل ماتعنيه هذه الكلمات من معنى ، ونحن نستقبل الجرحى بالأمس في الطوارئ العامه و داخل غرف العمليات رأيت من الحالات و الفضائع مالم يمكن أن يتخيله عقل بشر ؟!
أبتلينا من بين خلق الله بعدو لايعرف أبجديات الحرب كما أنه لايعرف أبجديات الهدنه ، عدو غبي لدرجه التبلد وحقير لأبعد من درجه الأنحطاط ، لم يكتسب من بيئته البدويه الهوجاء سوى حقد البعير و جفاف الصحراء و خسه و نذاله العملاء ..
عندما تدمر له ثكنه عسكريه ردآ على عدوانه الغاشم يقصف هو مدرسه أو مستشفى أو جامع ،
عندما تدمر له دبابه أو آليه عسكريه بداخل معسكر يقصف هو باص نقل جماعي أو سياره مدنيه على الطريق العام ،
عندما تقتل قادته و ضباطه العسكريين في
(ميدان المعركه ) بصرواح ، يسارع هو ليقصف داخل
( صاله) مكتضه بجموع المعزيين المدنيين بصنعاء
يتكلم عن ( الهدنه ) و هو يعد لمجزره لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر و القديم ، ولم يتجرأ على مثلها من قبل لا أهل الكتاب ولا حتى جحافل الملحدين .
عدو لايعلم أين يقاتل الرجال و لايعلم متى يقاتلون ؟!
أوصدت (مملكه الشر) في وجهنا كل النوافذ و المنافذ و الأبواب و حتى الشقوق أو الثقوب التي يمكن أن يمر من خلالها وميضآ من الضوء أو بارقه أمل إلى وقف عدوانها البربري الهمجي المتوحش على اليمن
بالرغم من أن العقل و المنطق يحتم عليها السعي بجديه للخروج من المستنقع الذي ألقت نفسها فيه ثم علقت ، فلا هي بلغت ماتريد ولابلغت الرشد لتدرك خطأها ، ولم تدرك أيضآ بسبب غرورها و أستكبارها أن الصمود الأسطوري لليمنيين وصفات الرجوله الفولاذيه والحصريه التي يتمتعون بها هي سبب هزيمتها من قبل، و ماتسبب في هزيمتها بالأمس لن يكون بأي حال من الأحوال سبب أنتصارها اليوم ، وأن المزيد من الأنحطاط و الجرائم سيقابل بالمزيد من البساله و البطوله و الصمود ..
ذلك القصف الجنوني الهستيري للمدنيين العزل لايدل على القوه والسيطره بقدر مايدل على الضعف و الوهن الناتج من قله الحيله في الحسم و إنهيار العقل السياسي المسؤول عن إداره القوه والتسليم الكامل بالهزيمه النكراء من قبل أولئك الأعراب ..
أن تلحق المجزره بمجزره ، فقد وصلت لمرحله
( الغرغره ) التي تسبق الموت ،
وأن تمحو الجريمه بجريمه ، فقد أيقنت أنك وصلت لمرحله (الهزيمه ) التي تسبق العقاب ،
وعندما تغسل الدماء بسيل من الدماء ، فأنتظر الرد (المزلزل) من رب السماء قبل أن يرد عليك عباده في الأرض ..
فعلى عقلاء العالم عامه والأمه العربيه و الأسلاميه خاصه ، أن يتحملوا مسؤولياتهم ، لأن ما سيجري في الأيام القادمه سيكون كارثيآ وسيعلم حينها الظالمون أن دماء و أرواح اليمنيين الطاهره هي أغلى بكثير مما كانوا يتصورون ، وأن مجزره الصاله الكبرى في صنعاء ستكون بمثابه المسمار الأخير في نعش ذلك العدو القذز ..
دعواتنا بالشفاء لجميع الجرحى و الرحمه والخلود لجميع الشهداء ، والخزي والعار للمعتدين و العملاء .. ولانامت أعين الجبناء