بغداد تبكيك يا صنعاء.
بقلم / نزار العبادي :
حزن يعم بيوتنا، ويجوب الشوارع بوجوه عابسة، وقلوب فطرتها مشاهد الجثث المتفحمة تحت انقاض القاعة الكبرى.. وشرارات الغضب تتطاير من عيون العراقيين مما حلّ بصنعاء من مجازر تفوق هولوكست النازيين..
صباح اليوم وقفت أمام رئاسة البرلمان لأروي فاجعة المجزرة، وأحصي لهم عدد الشهداء والجرحى، والغارات، وصواريخ الحقد الصهيوني التي قصفت مجلس العزاء.. غلبتني دموعي بمنتصف الحديث، وفضح حزني صوت البكاء،، وساد صمت على الكراسي، وأطلق الجميع عنان الحديث لدموعه.. فالصدور ضاقت ذرعاً بآهاتها وأوجاع حزنها على شعب كل ذنبه أنه عربي أصيل يأبى الحياة بغير كرامة..
كيف لا نبكي وهي اليمن.. مهد عروبتنا.. فخر أصالتنا.. حضن أمنا الدافيء الحنون.. عنوان حكمتنا.. وقبلـة إيماننا.. وتلك الأشلاء المتفحمة هي لمن وصفهم الرسول الكريم-ص- “الأرق قلوباً وألين أفئدة”… وأولئك القتلة هم آل سلول، بقية ملة الكفر والارهاب الذين دمروا بلداننا، وقتلوا أهلنا في كل بلد عربي عريق، وفجروا دواعشهم في أعراسنا ومجالس عزائنا، ومدارسنا، وأسواقنا، وكل شبر ينبض بالحياة..
تبت أيديهم، ولعن الله كل من والاهم أو حاباهم ولو بشق كلمة.. وليعلم الجميع أن جيوش ارهابهم هزموا في العراق وظلت جثثهم تنهشها الكلاب.. ويهزمون اليوم في سوريا شر هزيمة.. وما مجزرة القاعة الكبرى بصنعاء إلاّ سكرات موت أخيرة يلفظها آل سعود، ويوهمون أنفسهم أن ذلك سيغطي فضائح هزيمة مشروعهم الصهيوني بالمنطقة، لكن والله سيرتد كيدهم الى نحورهم، وقريباً جداً ستحترق عروشهم، ويتزلزل ملكهم، وسترون جثثهم في الرياض كعصف مأكول.. ولن يجدوا على وجه الأرض ملاذاً يعصمهم من غضب الله وانتقامه..
لن تنثني إرادة اليمنيين، ولن تهز المجازر بأسهم، بل كل العالم واثق أنهم رجال يشتدون بأساً كلما اشتدت عليهم النوائب.. وسيكتب التاريخ مجدداً: “اليمــن مقــبرة الغــزاة”!
رحم الله الشهداء الابرار، وتغمد ارواهم بواسع جناته، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.. والله أكبر على الظالمين..