عسكريون وعلماءُ ومَشَايخ ومثقفون ونساء وأكاديميون: دعمُ البنك المركزي.. جبهةُ جهاد جديدة!
شهارة نت – استطلاع / أحمد داوود:
تحرَّكَ الشعبُ اليمني بكل أطيافه ومكوّناته خلال الأيام الماضية تلبيةً لنداء الواجب ولدعوة قائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي في دعم البنك المركزي اليمني؛ وذلك لإفشال مُخَطّطات الأعداء في تركيع اليمنيين وإذلالهم.
ويمكن القول إن الطريقَ لهزيمة اليمنيين منحدر زِلِقٌ ومن العته للمرتزقة وقرن الشيطان الانتصار لقضيتهم ومؤامراتهم الخبيثة.
ومثلما فشل العُـدْوَان في حملته العسكرية الكبرى التي لم يشهد لها تأريخ اليمن مثيلاً فشل أيضاً سياسياً وهو الآن يتجرع الويلات والهزائم اقْتصَادياً؛ بسبب الوعي الكبير للشعب اليمني وإدراكه مبكراً لحجم المُخَطّطات والمؤامرات التي تحاك ضده.
الدكتور أحمد الشامي رئيس الجبهة التعبوية العامة قال إن الشعب اليمني يواجه حرباً ظالمة من قبل الأعداء، لكن الشعب اليمني يضرب أروع الأمثلة في التصدي لكل هذه المؤامرات، وقد انتصر اليمنيون عسكرياً وسياسياً وسوف ينتصرون سياسياً.
وأضاف قائلاً: “ليست هذه المرة الأولى التي نأتي إلى البريد، بل إننا على استعداد لتقديم المزيد والمزيد حتى إجهاض المُخَطّط الاقْتصَادي العُـدْوَاني ضد البلد.
جنودُ الله.. جهادٌ بالمال والنفس
وبعد خطاب السيد القائد بمناسبة الذكرى الثانية لانتصار ثورة 21 سبتمبر ودعوته لإطلاق حملة شعبية لمؤازرة ودعم البنك المركزي هبّ الشعب اليمني سريعاً في محافظات الجمهورية، وقدّمَ المواطنون الأموال الطائلة التي كان لها الأثر الكبير في إنعاش البنك المركزي.
ولم يقتصر الأمر على أمانة العاصمة بل تعداه إلى محافظات الحديدة وشبوة وحجة وتعز وذمار ومأرب والجوف ومديريات محافظة صنعاء، لينتقل الأمر إلى جبهات القتال، حيث ضرب المجاهدون أروع الأمثلة في تقديم المزيد من الدعم، فهم إلى جانب جهادهم الأكبر في الجبهات وتقديم جماجمهم ودماءهم في سبيل الله، آثروا إلا مشاركة أَبْنَـاء الشعب اليمني في دعم البنك المركزي، فجمعوا الأموال والتبرعات وأرسلوها إلى صنعاء.
العقيد عَبدالله الصعفاني أحد ضباط وزارة الداخلية كان متواجداً في هيئة البريد المركزي بصنعاء يوم الثلاثاء الماضي وقال في تصريح للمسيرة إن الإدارة العامة لشؤون الضباط بالوزارة جمعت تبرعات كثيرة وتم إيداعها في البريد.
ودشنت وزارة الداخلية حملة التبرع للبنك المركزي ودعم الاقْتصَاد الوطني في الوحدات والأجهزة الأمنية المختلفة. بمشاركة قيادات وضباط وصف وأفراد قوات الأمن المركزي، وذلك بقسط شهري من مرتباتهم في جميع المحافظات التي يتواجدون فيها.
كما دشنت الوزارة حملة التبرع للبنك المركزي ودعم الاقْتصَاد الوطني في شرطة النجدة، حيث كان في مقدمة المشاركين في الحملة قيادات شرطة النجدة، ومعهم ضباط وصف وأفراد شرطة النجدة.
وَشهدت الإدارة العامة للمرور تدشين حملة التبرعات للبنك المركزي ودعم الاقْتصَاد الوطني، صباح اليوم، بمشاركة القيادات المرورية، وتفاعل واسع من ضباط وصف وأفراد رجال المرور في الإدارة العامة للمرور، ومرور أمانة العاصمة.
رجال الأمن المشاركون في حملة التبرعات للبنك المركزي عبّروا عن استعدادهم بدفع أقساط من مرتباتهم وكل ما يملكون من غالٍ ونفيس فداءً وحباً وتضحيةً من أجل ثرى هذا الوطن، ومواجهة العُـدْوَان السعودي الغاشم، بشتى الطرق والأساليب.
وتقدم العميد الركن عَبدالحكيم الماوري مدير أمن أمانة العاصمة والقيادات الأمنية بالأمانة والضباط والصف والجنود جموع المتبرعين، وبمشاركة واسعة من الإدارة العامة للإمداد والتموين بوزارة الداخلية، كما قام منتسبو الشرطة الراجلة خلال الأيام الماضية بحملة تبرع للبنك المركزي، بمشاركة قيادات وضباط وأفراد الشرطة الراجلة في أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية.
العلماءُ في مقدمة الصفوف
وحَثَّ العلماء الشعب اليمني للمشاركة الواسعة في هذه الحملة، لمقارعة الظالمين والمستبدين، وتوافدوا إلى مكاتب البريد دعماً للبنك المركزي.
وزارة الأوقاف والإرشاد دشنت قبل يومين الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي اليمني استجابة لدعوة قائد الثورة وذلك بحضور وكلاء الوزارة والعلماء.
العلامة فؤاد ناجي قال إن رفد الجبهة الاقْتصَادية واجب على كُلّ يمني غيور على وطنه، مشيراً إلى أن مُخَطّطات العُـدْوَان الأمريكي السعودي باءت بالفشل ما دفعه للجوء إلى الجانب الاقْتصَادي لتركيع الشعب اليمني، على حد قوله.
ودعا نائب وزير الأوقاف والإرشاد، إلى تقديم الدعم المالي وإيداع الأموال في الحسابات المعتمدة والمعلن عنها في مكاتب البريد لدعم البنك المركزي وحث الخطباء والعلماء والمرشدين على الاضطلاع بدورهم في توعية المجتمع بأَهميّة دعم البنك المركزي لتجاوز الأزمة الراهنة.
من جانبه قال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد عَبدالله عامر إن العُـدْوَان الأمريكي السعودي حينما وصل إلى النهاية لجأ إلى محاربة الشعب اقْتصَادياً، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب، وذلك بالمشاركة الواسعة للشعب اليمني وإحساسه الكبير بحجم المعاناة التي يمر بها.
العلامة صالح الخولاني عضو رابطة علماء اليمن دعا اليمنيين للمشاركة بشكل أوسع في هذه الحملة، مضيفاً في تصريح لقناة المسيرة إن العلماء هم اليوم في مقدمة الصفوف، وسارعوا للتبرع بالمال دعماً للبنك المركزي.
القبائلُ اليمنية.. ذُخْــرُ الثورة المنيع
وكعادتها القبائل اليمنية التي كانت السباقة إلى رفد الجبهات بالمقاتلين وصَـدّ زحوفات المنافقين والغزاة تدافعت إلى مكاتب البريد في صنعاء وعدد من المحافظات كما تواجدت في اللقاءات القبلية الموسعة لدعم البنك المركزي.
يقول أحدُهم: لقد قدمنا ما هو أكثر، ذهبوا خيرة رجالنا دفاعاً عن الوطن والحرية والكرامة، ولن يكون معيقاً لنا البذل بالمال وبكل سخاء.
وفي محافظات الجمهورية كان هناك الكثير من الوقفات واللقاءات القبلية الموسعة، حيث تدافعت القبائلُ للتبرع والجُود بالمال للبنك المركزي، مشيرين إلى أن السيد عَبدالملك الحوثي قائد الثورة الذي دعا المواطنين للتبرع ولو بخمسين ريالاً، فإن القبائل اليمنية لبت النداء وتبرّعت بأضعاف أضعاف الخمسين ريالاً.
ودشّن مجلس التلاحُم القبلي يوم الثلاثاء الماضي في البريد المركزي بصنعاء حملة دعم البنك المركزي بتقديم التبرعات بمشاركة القبائل من مختلف قبائل اليمن.
وخلال التدشين أوضح رئيس المجلس ضيف الله رسام، أَهميّة التفاعل من قبل كُلّ أَبْنَـاء اليمن مع الحملة وتقديم كُلّ ما تجود به انفسهم لدعم البنك المركزي ليتمكن من مواجهة الأزمة الاقْتصَادية التي يمر بها الوطن جراء العُـدْوَان السعودي الغاشم وَحصاره الجائر.
ودعا جميع القبائل إلى تقديم الدعم للبنك كُلّ حسب استطاعته استجابة لدعوة قائد الثورة لمواجهة العُـدْوَان السعودي الأمريكي الذي يستخدم الورقة الاقْتصَادية لتركيع الشعب اليمني، مؤكدا استمرار صمود الشعب ضد العُـدْوَان الذي يستهدف كُلّ مقدراته بكل الوسائل العسكرية والاقْتصَادية وَالحصار الذي يهدف إلى فرض عقاب جماعي على جميع أَبْنَـاء اليمن.
من جانبه قال الشيخ يحيى عَبدالله الرزامي من كبار مَشَايخ محافظة صعدة بأنهم جاؤوا إلى صنعاء تلبية لدعوة السيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، مشبهاً ما يحدث للشعب اليمني من حرب اقْتصَادية من قبل الأعداء بغزوة تبوك التي دعا فيها الرسول – صلى الله عليه وعلى آله- المسلمين للرفد والانفاق والصدقات حتى ولو بشقّ تمرة.
وأبدى الشيخ علي سنان العجي عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام استعداده وقبيلته لتلبية دعوة السيد القائد عَبدالملك الحوثي في رفد البنك المركزي بالأموال، مشيراً في تصريح لقناة المسيرة يوم الثلاثاء الماضي إنهم أمام البريد المركزي لتقديم الدعم بكل ما يستطيعون وإذا لزم الأمر فإنهم على استعداد لبذل أَرْوَاحهم رخيصة في سبيل الله والدفاع عن الوطن وحريته وكرامته بالعقارات والسيارات والسلاح وبكل ما يملكون.
أما الشيخ أحمد سيف الذهب من كبار مَشَايخ البيضاء فقد أوضح أن من لم يشارك بالمال والرجال دفاعاً عن الوطن في المؤامرة التي يمر بها سواء على الجانب السياسي أو الاقْتصَادي أو العسكري، فهذا ليس من اليمنيين ولا يمثلهم.
الجنوبيون: ستكون لنا بصمةٌ في دعم البنك
ولم يقتصر الأمر على أَبْنَـاء المحافظات الشمالية الذين هبّوا للتبرع بالمال دعماً بالبنك المركزي، فقد كان لأَبْنَـاء المحافظات الجنوبية موقف سيسجله التأريخ في أنصع صفحاته.
مسؤولُ التلاحم القبلي في المحافظات الجنوبية الشيخ عَبدالقادر الجنيدي قال إنه وإضافة إلى دعوة السيد القائد عَبدالملك الحوثي للتبرع بالمال فإن أَبْنَـاء المحافظات الجنوبية لا بد لهم أن تكون لهم بصمة في هذه المشاركة.
ودشنت اللجنة التنسيقية للجبهة الوطنية لأَبْنَـاء المحافظات الجنوبية لمقاومة الغزو والاحْتلَال يوم الاثنين الماضي الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي اليمني استجابة لدعوة قائد الثورة.
ودعت اللجنة التنسيقية للجبهة الوطنية لأَبْنَـاء المحافظات الجنوبية، أَبْنَـاء الشعب اليمني إلى التفاعُل مع الحملة وتقديم التبرعات ودعم البنك المركزي اليمني لإفشال مُخَطّطات تحالف العُـدْوَان الهادفة إلى تركيع الشعب اليمني من خلال المؤامرة الاقْتصَادية.
وأكّدت أَهميّة مساهمة الجميع في إنجاح الحملة وتوفير السيولة النقدية للبنك المركزي.
المرأة اليمنية.. الحضور المذهل في كُلّ الميادين
وكما كان للمرأة اليمنية المشاركة الفاعلة في كُلّ مسيرة النضال والتحدي والتصدي لكل مؤامرات الأعداء على كافة المستويات كانت حاضرة ومتواجدة إلى جانب أخيها الرجال، باذلة المال والذهب دعماً للبنك المركزي واستجابة لتوجيهات السيد القائد عَبدالملك الحوثي.
وتُذهلك العزيمة القوية لإحدى النساء التي فقدت زوجها وأخاها وعدداً من أقاربها في جبهات القتال، وارتقت أَرْوَاحهم إلى السماء مع الشهداء والصديقين، لتزاحم هذه المرأة الجميع وتقف في طوابير نسائية كبيرة لتقدم المال للبنك المركزي.
وتؤكد النساء أن اندفاعهن الكبير لدعم البنك المركزي هو للدفاع عن الوطن ولإجهاض كُلّ مؤامرات الأعداء على كافة الأصعدة السياسية والاقْتصَادية والعسكرية، مشيرات إلى أن الوطن يستحق منا تقديم كُلّ ما نجود به من أجل الحرية والكرامة واستقلال القرار.
أكاديميون: المؤامرة الاقْتصَادية ستبوء بالفشل
وشارك عددٌ كبيرٌ من الأكاديميين وعمداء الكليات والموظفين والعاملين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة صنعاء يوم الثلاثاء الماضي يتقدمهم نائبُ وزير التعليم العالي الدكتور عَبدالله الشامي ووكلاء الوزارة ورئيس جامعة صنعاء الدكتور فوزي الصغير ونواب رئيس الجامعة في الحملة الوطنية لدعم البنك المركزي اليمني.
وعبّر المتبرعون الذين توجهوا إلى مكتب بريد كلية الآداب بجامعة صنعاء عن استعدادهم لتقديم الغالي والنفيس من أجل الوطن والدفاع عنه.. مؤكدين أن هذه الحملة تعبر عن الوعي والإدراك الكبير لدى الشعب اليمني لإفشال مُخَطّطات الأعداء.
وأكدوا أن الشعب اليمني سيتخطى هذه المرحلة وسيظل شامخاً قوياً عزيزاً متحرراً من الهيمنة.. داعين إلى مواصلة الصمود حتى دحر هذا العُـدْوَان الوحشي الذي يستهدف كُلّ مقدرات الشعب اليمني بالوسائل العسكرية والاقْتصَادية والحصار الغاشم الذي يهدف من خلاله لفرض عقاب جماعي على جميع أَبْنَـاء الشعب اليمني العظيم.
صدى المسيرة-