(( خداع الحكام))
– لن أخفيكم قولا أني كنت من أكثر الناس تخوفا من خروج الشباب اليمني إلى شوارع المحافظات للمطالبة بإسقاط النظام في بادئ الأمر أسوة بشقيقتيها في تونس ثم مصر حيث كان خوفي هذا نابعا من مكون اليمن على جميع الأصعدة (المكون السياسي والمكون الاجتماعي الطبقي والمكون الفكري ) وأيضا انتشار السلاح الخفيف والثقيل في وسط الشعب اليمني انتشارا أكثر من إنتشارة بين صفوف الجيش وأخيرا حاله الاضطراب السياسي في شمال الشمال (الحوثية ) وجنوب الجنوب ( الحراك الانفصالي ) حيث وكل هذه الأفكار كانت تقودنا جميعا لوضع يدينا على قلوبنا رغبة ورهبة من السيناريو الذي قد يصل إليه اليمن حيث زرع حكامنا في اليمن في رؤوس وعقول الشعب اليمني أجمع من خطر زوال هذا النظام وما ستؤول إليه البلاد مستقبلا فتارة يخوفونا من تسلط الحوثية على اليمن وحكمهم إيانا وإرجاع نظام الحكم الأمامي إلى الواجهة وتارة نجدهم يهولوا قضية الجنوب ( رغم شرعيتها في الحقوق وليس في الانفصال ) وتارة يرعبونا من انتشار الفتنة الطائفية والقبلية بين أبناء اليمن وسرعة التهامها لليابس (لعدم وجود أخضر فيها ) خاصة مع الانتشار الرهيب للسلاح وتارة أخيرة بعدم قدرتنا على حكم أنفسنا بأنفسنا ( وما لنا إلا علي ) وبالفعل انطوت هذه الخدع علينا أو بالأصح على معظمنا حيث أصبحنا مؤمنين بهذه الأفكار وبأنها سيحل الدمار علينا تماما وسنصبح هباء منثورا يتخطفنا الطير او تهوي بنا الريح في مكان سحيق, ومع استمرار المظاهرات والاعتصام وزيادة شدتها في الشارع بدأت تتلاشى عنا كل هذه المخاوف وتبددت كلها بعد مجزرة الجمعة الدامية والتي راح ضحاياها شهداء الثورة خاصة أنها لم تفرز ردود فعل من الجانب الآخر (جانب الشباب) أو تبدي قضايا ثأر هنا وهناك أو تظهر لنا اضطرابات أو إعادة حرب حوثيه او انفصال حركي أو تقاتل القبايل مع بعضهم أو من هذه المشاكل التي كانت موجودة في ظل النظام الحالي والتي بدأت ملامحها في التلاشي والاختفاء في ظل الثورة, فهاهم الحوثيون يخلعوا ثياب الفكر الشيعي المتحجر وينظموا إلى قافلة الشباب متناسين صراع 6 حروب وما فقدوة من شباب وغيرهم وهاهي أعلام التشطير الجنوبي التي كانت تشتد حماها في السماء الجنوبي اختفت تماما بعد أن لمست ان التغيير قادم وبأن الحقوق ستعود إلى مجاريها كل هذه المشاكل التي كانت في الأصل موجودة اختفت والثورة ما زالت في منتصفها مما يبشر بأن القادم بالفعل سيكون أفضل وليس كقادم النظام الحالي والذي عشنا سنين منتظرين لهذا القادم متى سيحل ويهل علينا , فكنا متعايشين وعايشين محتارين تحت وطأة هذه الأفكار المرعبة والتي جعلتنا جميعا نتمنى استمرار هذا النظام إلى ما لانهاية الأهم عدم انجرار اليمن إلى فتن داخلية تحصد الدين والأرواح والثروات والأرض وتجعل للدول الغربية حجة للتدخل والدخول إلى اليمن وكل هذا سببه النظام ومستشاريه وإعلامه وثقافته التي كانت تنتقد النظام الأمامي وأسلوب تعامله ولكنها أستنسختة تماما في تعاملها معنا , والآن ومع تساقط وتهاوي أعمدة النظام ومكوناته فلا خيار أخير لرأس النظام إلا التنحي الآن وتسليم اليمن إلى شباب التغيير في اليمن وليتم بقية حياته تائبا مستغفرا عما أقترفتة يداه وسياسته حتى يتوفاه الموت , ونحن بالتأكيد لن تنطلي علينا مثل هذه التعبيرات والتغييرات والترهيبات والتهويلات مستقبلا فقد تجرعنا منها ما تجرعنا , ولكن ما شاهدته في ثورة شباب اليمن الحر لا مثيل لها حيث كل المؤشرات تشير إلى النهاية وفق هذه الرؤية الراقية التي تمنيناها ونتمناها إن شاء الله للوصول باليمن وأهلها إلى بر الأمان وذلك عندما نجد حكامها ومسئوليها ومنميها وقوادها ممن يملكون طاقات الشباب ورؤية الشباب وطموح الشباب بعيدا كل البعد عن التمترس في بروج عالية لا نرى شعوبنا ماذا تريد منا ولا نسمع صيحات جوعهم وألمهم ومعاناتهم , والله ولي ذلك والقادر علية
alhadree_yusef@hotmail.com