التثبيط دليل الخوف
بقلم: ابو داوود نصر الله
ليس غريباً أن يأمرَ التحالف مرتزقتَهُ وأبواقَهُ في هذه المرحلة أن يبذلوا جهودهم لتثبيط احرار اليمن عن التوجُّه إلى الجبهات وخصوصاً الحدودية منها فالتحالفُ وأذنابه يعيشون حالةً من الرعب والخوف لما يتلقَّونهُ من صفعات في ميادين المعارك بأيدي رجال الرجال فكيف إذا تضاعف عدد الأبطال وانطلق الجميع للقتال وهوجمت كل المدن والمناطق الحدودية.
ولكن الغريب العجيب هو أن يأتي أشخاصٌ محسوبون على اليمن يدعون اليمنيين للخنوع والركوع والاستسلام وانتظار الموت بقنابل الطائرات وصواريخها او بسكاكين داعش ورصاص الإصلاح فلا نتحرّك ولا نقاوم ولا حتى ندافع عن أرواحنا واعراضنا وسيادة بلدنا.
وأسأل هؤلاء المخادعين ومن ورائهم عدّة أسئلةً :
هل اليمن تقصفه طائرات معتدية ام لا؟ هل القصف يطال طرفاً او فئةً معينةً أم الجميع؟ هل سوق مستبا، وسوق آل مقنع، وسوق حزم الجوف وسكن المخا وزوارق الصيادين، ومصانع الزبادي والعاقل وغيرها وصوامع الغلال، وأعراس السنباني والطلح وغيرها، وأهل عطان ونقم وحوث ويريم وارحب وجارف وغيرهم الكثير، ومستشفيات رازح وحجة والكثير والكثير هل هذه وغيرها مناطق مباحةٌ للقصف والتدمير وهل اهلها وضحاياها مباحون للقتل والإحراق والتنكيل؟
هل اعتدى اليمنيون على السعودية بقتلهم لجندي او مواطن سعودي او اغتصبوا شبراً من أراضيها او أضرّوا ولو بجزءٍ واحد من ألف جزءٍ من مصالحها قبل بداية عدوانها؟
هل لرئيسٍ مستقيل ومكروه من أغلب شعبه وبائعً لشعبه شرعية؟
وهل السعودية وحلفاؤها مخوّلون بالدفاع عن شرعيّة هادي وما الفرق بين شرعيّة هادي المزعومة وشرعيّة بشار الاسد لتحارب هذه وتدافع عن تلك؟
وهل الدفاع عن شرعية رئيسٍ تكون بقتل شعبه وتدمير معسكراته وبيوت اهله وبنيته التحتية؟
من الرافض لمشاركة الآخر أذناب السعودية وامريكا في الداخل ام باقي المكونات اليمنية؟ هل القاعدة و”داعش” موجودون في اليمن ام لا؟
لو كان اليمن هو المعتدي على السعودية او غيرها هل كان يحق لها الدفاع عن نفسها أم لا؟
من الاولى بهذه الحرب اليمن ام اسرائيل؟ هل اوهامكم ومخاوفكم وتخيلاتكم وما تسوقونه من ذرائع وأعذار واهية مبرِّرٌ وموجبٌ لقتل الرجال والنساء صغاراً وكباراً عسكريين ومدنيين وحصار شعبٍ بأكملهِ جوّاً وبرّاً وبحراً؟
هل؟ وهل؟ وكيف؟ واين؟ ولو؟ وغيرها المئات من الأسئلة وإياكم ثم إياكم من الهروب والتستر بباطلكم المفضوح كقولكم الحوثيون السبب فالجميع وحتى انتم واذنابكم تعلمون علم اليقين أنكم من اعتدى وتسبَّب واعاق حوار الاطراف في الداخل وضرب عرضَ الحائط بكل مصالح اليمن واهله وبكل روابطكم مع اليمن واهله إرضاءاً لأسيادكم الأمريكان وعبيدكم من اليمنيين ولو كنتم تعملون لمصلحة الشعب او تقدّرون رغبة اهله جميعاً لكنتم استمعتم إلى أصواتهم التي تصرخ وتخرج في مظاهراتٍ مليونية امام اعينكم لتعبّر عن رفضها لعدوانكم ولكنكم لا تعتبرونها شيئاً ولا تعترفون أنها جزءٌ بل جزءٌ كبيرٌ من الشعب له رأيهُ وقرارهُ ورغبتُهُ. وانتم أيها المثبطون والمخذِّلون أيها الناصحون بنصيحة ابليس لآدم بأكل الشجرة:
هل دعوتم الخليجيين وأذنابهم في الداخل كما تدعوننا اليوم بعدم الحشد والذهاب للجبهات؟ وهل توقَّف أولئك عن قتالنا لنتوقف نحن؟ وإذا كنتم لا تريدوننا أن نقاتل فماذا نفعل في رأيكم أنستسلم ونركع ونخضع ولو استسلمنا وخضعنا وركعنا فهل ستخرجون داعش والقاعدة وأخواتهم من اليمن وهل ستحموننا من القنابل الامريكية السعودية والسكاكين التكفيرية وتضمنون عدم استفراد الإصلاح ومرتزقة التحالف بحكم البلاد واهانة اهلها واجتثاث كل وطني وغيور؟
وهل قد رايتم منهم الافعال الشنيعة أم لا؟ وهل الجحملية والصراري وغيرها في اليمن ام لا؟ أيُّها المثبطون والمرجفون نحن نحسُّ بارتجافكم ونعرفكم بسيماكم ولحن أقوالكم وسنزيدكم بنفورنا الى الجبهات خوفاً وقتالاً بإذن الله ونقول لكم: نحن لا نقاتل لأجل شخص او حزبٍ او مذهب أو طائفة نحن – وإن تعاميتم او لم تقتنعوا او تصدّقوا – نقاتل لأجل كرامتنا وشرفنا وامننا وعزّة بلدنا وسلامة ديننا ودنيانا فليتخلّف من تخلّف وليجبن من جبن وليقعد من يقعد كائناً من كان ويكفينا قول الله وآيات كتابه الحكيم دليلاً وبرهانا ومانراه من جرائم المعتدين وأفعال مرتزقتهم الحاقدة الوحشيّة دافعاً وحافزاً ويكفينا الله ولياً ونصيراً .
وأخيراً: أيّها المثبّط والمشكِّكُ كائناً من تكون، وسواءٌ كنت غبيّاً او جباناً او منتقماً أو مأجورا: لا نقول لك إلا ما قالهُ وليّنا علي بن ابي طالب -عليه السلام- لمثلِكْ: والله لئنّ امرءاً يمكّن عدوّه من نفسه يفري جلدَه ويهشم عظمه، لعظيمٌ عجزُهُ ضعيف ما اشتملت عليه جوانحُ صدره فكن ذاك إن شئت فأما انا فوالله دون ان أعطي ذلك ضربٌ بالمشرفيّة تطير منه فراشُ الهام وتطيحُ السواعدُ والأقدام ويفعلُ اللهُ بعد ذلك ما يشاء.