الأمن القومي يسعى للسيطرة على موقع (مأرب برس) عن طريق القضاء برعاية وكيل وزارة الشباب
تفاجأ موقع مأرب برس, عصر الثلاثاء 22/3/2011, بخطة يقوم بها جهاز الأمن القومي اليمني, ممثلا بوكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية والإدارية المدعو حسين بن ناصر الشريف, للسيطرة عليه? عبر التقدم وبصورة عاجلة إلى المحكمة التجارية في صنعاء بدعوة تتضمن طلبا مستعجلا لاستدعاء رئيس التحرير الزميل محمد الصالحي من المحكمة التجارية للحضور أمامها, اليوم الأربعاء, بغرض الحراسة القضائية على الموقع.
وجاء في الدعوة التي فاجأتنا والمرفوعة من قبل حسين بن ناصر الشريف “قبول طلب فرض الحراسة القضائية على موقع مأرب برس الإخباري شكلا وموضوعا”, إضافة إلى “تعيين حارس قضائي على الموقع”.
وتأتي هذه التحركات ضد موقع “مأرب برس” بذريعة عقد موقع بين حسين بن ناصر الشريف ورئيس تحرير الموقع محمد الصالحي ومدير تحريره أحمد عائض, بتاريخ 15/5/2006, أي بعد انطلاق الموقع بسبعة أشهر, إذ كان قد انطلق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005, في محافظة مأرب, كأول موقع إلكتروني إخباري ينطلق من خارج العاصمة صنعاء.
ويتضمن العقد الموقع حينها عقد شراكة لمؤسسة تسمى بمؤسسة “الشرق للصحافة والإعلام” والتي لم تر النور منذ توقيع العقد, ويعد العقد ملغيا? لعدم قيام أو تسجيل مؤسسة بهذا الاسم.
وتفاجأنا بمحاولات الشريف وجهات أمنية, على رأسها جهاز الأمن القومي, لإسكاتنا منذ انطلاق الثورة الشعبية في اليمن, والتي كان مأرب برس أحد المنابر الحرة التي واكبتها وما زال, كما أنه لنا الشرف, ولا يزال, أن كنا أحد أعمدتها الإعلامية, ولا تراجع عن ذلك, مع أن تلك الجهات, وعبر المدعو الشريف ذاته, كانت قد قامت بمساومتنا للتخلي – عما كنا قد اتخذناه مسارا واضحا لا غبار عليه – عن الوقوف إلى جانب الثورة الشبابية السلمية.
وقد تعرض موقع “مأرب برس” الإخباري لهجمة الكترونية من قراصنة كلفته حتى الآن أكثر من 20 ألف دولار, وهي الهجمة التي لم تأت? من أفراد وإنما من جهة معينة تم الكشف عنها في وقته.
وتأتي محاولة استدعاء الموقع من المحكمة بعد عجز الجهات الأمنية عن تدميره الكترونيا أو اختراقه. وما فاجأنا أكثر هو اعتراف المدعو حسين بن ناصر الشريف بل وتفاخره من أنه وراء تلك المحاولات التي قال إنه دفع أكثر من مليون ريال لمجموعة من الهكر لاختراق الموقع والضغط على سرفره بهدف إيقافه.
وتسعى جهات أمنية بتوجيه سياسي وبصورة عاجلة للحجب الكامل على موقع “مأرب برس” تحت مسمى حسابات مالية, على الرغم من أننا واثقين من موقفنا? لأن من يحمل اسم الموقع ولديه سجل تجاري باسمه هو رئيس تحريره الحالي الزميل محمد الصالحي الذي هو معروف عند جميع قراء الموقع وجميع الزملاء الصحفيين وغيرهم, في حين لم ي?ْسمع يوما من الأيام أن للشريف علاقة بالموقع, على الرغم من أننا لا ننكر وجود علاقة صداقة فيما بيننا في الفترة السابقة.
وعليه, يناشد موقع مأرب برس كافة الزملاء وحملة الأقلام التضامن لحضور الجلسة التي لم يعلم بها الموقع إلا قبل 24 ساعة من موعدها المقرر عقده في الثامنة والنصف من صباح اليوم الأربعاء أمام المحكمة التجارية الواقعة في شارع هائل, بصنعاء.
مع أننا نسجل هنا غرابتنا من إصدار المحكمة طلبي استدعاء في يومين متتالين, وهو ما يدعو إلى الريبة, إلا أننا نهيب بالقضاء اليمني أن يتحمل مسئوليته, ولدينا الثقة التامة من أنه سينصفنا وسيكون قضاء?ٍ عادلا?ٍ.
ولا ننسى أن ننوه إلى أن حسين الشريف قام, وبتوجيهات من الأمن, بمنع الجهات والمؤسسات الحكومية من الإعلان في موقع “مأرب برس”, كما قام بثني الجهات والمؤسسات التي لها علاقة بالسلطة والتي كانت تزمع الإعلان في الموقع, عن الإعلان فيه, وهو ما منع عنا وصول إيرادات قدرت بأكثر من مليوني ريال.
إلا أن الأغرب من هذا كله, أن تناهى إلى مسامعنا, مؤخرا, أن الشريف كان يتذرع, في السابق, بملكيته للموقع والترويج لنفسه عبر استخدام اسم “مأرب برس”? للضغط على جهات حكومية وجهات في الدولة? لتحقيق أكبر قدر من مصالحه الشخصية.
وإننا إذ نأسف من استخدام المناصب الحكومية والعامة وأموال الدولة من قبل أشخاص في محاولة لحجب الحقيقة وقمع الإعلام الحر بهدف عدم تسليط الضوء على ما يقوم به النظام من قمع المتظاهرين سلميا في الوقت الراهن, يجدر بنا أن نشير إلى أن مسار “مأرب برس” ومهنيته ومنبره الإعلامي الحر والمسئول ووقوفه إلى جانب الثورة الشعبية لن يتزحزح قيد أنملة عما عهده الجميع عنه.