على ذمة الاعلام الامريكي.. السعودية تتخلى عن مرتزقتها وترفض دفع مستحقاتهم
شهارة نت – متابعات :
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن حالة التململ في صفوف مرتزقة العدوان السعودي ومليشيات الفار هادي عقب قطع التمويل المالي عنهم من قبل النظام السعودي.
وأثار هذا الواقع على مراحل مختلفة من عمر الحرب غضباً عارماً في أوساط مليشيات هادي وهدد تماسكها وفعاليتها ما تُرجم في أحيانٍ كثيرة انكفاءً عن الميدان واحتجاجات ضد قيادة القوات الموالية لهادي و«العدوان».
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أثارت هذا الموضوع من جديد في تقريرٍ بعنوان «ليس الرصاص ما يُخرج القوات من الميدان بل الراتب»، متناولةً الخلافات بين المقاتلين المرتزقة في صفوف القوات الموالية لهادي من جهة وقيادة هذه القوات و«العدوان» من جهة أخرى بسبب تخلف السعودية عن دفع رواتب هؤلاء المقاتلين المرتزقة ما قدّم في أحيان كثيرة وفق التقرير خدمة للطرف الآخر أي قوات الجيش واللجان الشعبية.
ونقلت الصحيفة عن الضابط في صفوف القوات الموالية لهادي مرتضى اليوسفي أن مئات من المقاتلين غادروا الميدان بسبب عدم تقاضي الأموال وحاول اليوسفي أن يحتوي الغضب المتنامي لدى هؤلاء المقاتلين عبر اتفاق يعطي الجنود المتزوجين إجازة «لزيارة عائلاتهم وإطعام أطفالهم». ووفق قوله فإنه توجه قبل ذلك إلى المقاتلين بالقول إن غضبهم هذا «قد يؤثر سلباً في صورتنا». وقد وافق الجنود بسرعة على الاتفاق وتناوبوا في مجموعات صغيرة على التخلي عن مناصبهم بحثاً عن وظيفة مؤقتة في مكان آخر.
يقول التقرير الذي نُشر أول من أمس إن السعوديين يموّلون عدوانهم العسكري جيداً لكنهم بطيئون جداً في الدفع مضيفاً أن تسوية اليوسفي عكست اليأس من تخفيف الأزمة «التي يقول مسؤولون إنها تخفض من معنويات المقاتلين وفعاليتهم وتُطيل أمد الحرب». ويقول الأخير إن هناك استياءً متنامياً بين المقاتلين المرتزقة الذين لا يمتلكون قدرة التأثير في حكومة الرياض أو «تحالف العدوان» للدفع لهم.
الإمارات تدفع في مناطق سيطرتها أضعاف ما تدفعه السعودية
ويوضح التقرير نفسه أن الذين يشكلون غالبية المقاتلين الموالين لحكومة هادي هم شبّان في أواخر العقد الثاني من العمر وبينهم من ترك المدرسة للانضمام إلى تحالف العدوان حينما شن العدوان عملياته العسكرية ضد اليمن. وكانت غالبيتهم تعمل على مراكب صيد في المزارع ومواقع البناء لإعالة عائلاتهم، وفق مسؤولين.
وكان تحالف العدوان قد وعد كل موظف بـ 270$ في الشهر وهو الراتب الذي كان يتقاضاه قبل الحرب أستاذ جامعي بحوزته درجة في الماجستير. لكن مقابل ذلك الوعد وجد أغلب الشبان أنفسهم فقراء في آخر الشهر بسبب تخلف الرياض عن الدفع.
أيضاً يشير التقرير إلى أنه على النقيض التام من هذا الواقع يتقاضى معظم المقاتلين في المناطق التي تسيطر عليها القوات اليمنية المشتركة بين 200$ و300$ في نهاية الشهر مع القليل من التأخير وفق مقاتلين من الجيش اليمني.
المتحدث باسم تحالف العدوان أحمد عسيري رفض الإجابة للصحيفة الأميركية بشأن شكوى القوات المرتزقة مؤكداً أن تحالف العدوان أعطى التمويل المطلوب لحكومة الرياض وأضاف عسيري أن «توزيع الأعمال ليس شأننا» فيما لم يوافق الكثير من المسؤولين القابعين في فنادق الرياض وجدة على هذا القول وفق التقرير مؤكدين أن لديهم مشكلة في الحصول على الأموال من الأساس.
وفيما تذكّر الصحيفة الأميركية بأن السعودية لا تزال تعاني الانخفاض في أسعار النفط يتجاهل اعضاء حكومة هادي هذا العامل مفسرين تأخر الدفع بأنه «استغلال».
ومن أهم ما ورد في التقرير يبقى في الشق المتعلق بواقع القوات العميلة لـ تحالف العدوان في المناطق التي يسيطر عليها الإماراتيون ففي الجنوب حيث تتولى قوات إماراتية الشؤون العسكرية والإدارية «لم يكن هناك مشكلات» وفق ناصر العزيري وهو مساعد رئيس هيئة الأركان في الجيش الموالي لهادي محمد المقدشي.
ويبدو أن الدفع للجنود في تلك المناطق ليس منتظماً فحسب بل يصل أحياناً إلى أن يكون أكثر بمرتين وبثلاث مما تدفعه السعودية كذلك يمنح الإماراتيون المقاتلين المرتزقة إجازات سنوية المكسب الذي يشير إلى توقع إماراتي باستمرار الحرب لبعض الوقت.
ويتابع العزيري: «الكثير من هؤلاء المقاتلين يتزوجون ويبنون بيوتاً وقد تحسنت حياتهم منذ أن انضموا إلى قوات تحالف العدوان ولا سيما منذ أن هدأت الأوضاع في تلك المناطق… هم قادرون على الاستمتاع بالراتب الذي لم يكونوا ليتقاضونه في مكان آخر وهؤلاء الشبان الآتون من عائلات ليست غنية لم يكونوا لينجزوا أيّاً من تلك الأشياء من دون الوقوف مع الغزاة المعتدين.