الرئيس يهدد بحرب أهلية ونعمان يؤكد حسم الثورة الشبابية خلال الساعات القادمة
قال قيادي في المعارضة اليمنية الثلاثاء ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيسمح له بأن يعيش حياة كريمة وامنة في اليمن اذا تنحى بشكل سلمي بعد ان قضى أكثر من ثلاثة عقود في السلطة.
وطالب ياسين سعيد نعمان الذي يتولى الرئاسة الدورية لتحالف المعارضة (المشترك) الرئيس صالح بتجنب القتال من أجل البقاء في السلطة الامر الذي من شأنه أن يمزق اليمن ويؤدي الى مزيد من الاضطرابات في البلد الفقير.
وقال نعمان ان الرئيس اليمني يجب ألا يتبع أسلوب الزعيم الليبي معمر القذافي بتدمير البلد وقتل الناس بل يتعين عليه بعد كل الوقت الذي قضاه في الحكم أن يقدم الشكر لشعبه ويتركه في سلام.
وقال نعمان الخبير الاقتصادي الذي يتزعم أيضا الحزب الاشتراكي اليمني انه يعرف أخلاق الشعب اليمني وان صالح اذا رحل بسلام فسينظر اليه الناس على أنه زعيم حقيقي وسيستطيع أن يعيش أينما يريد.
وأضاف ان اليمنيين سيضمنون له حياة طيبة جدا وستظل كرامته محفوظة.
ورفض متحدث باسم المعارضة عرض صالح الرحيل بحلول يناير 2012 قائلا ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة. وكان صالح تعهد سابقا بعدم السعي للبقاء في السلطة بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في عام 2013.
وشدد المحتجون موقفهم منذ أعمال العنف وبعد أن أعلن اللواء علي محسن الذي يتولى قيادة معسكر مجاور لمنطقة الاحتجاجات مساندته للمحتجين. ويقول البعض الان انهم يريدون محاكمة كل المسؤولين عن قتل المحتجين بمن فيهم صالح.
وذكر نعمان وهو من لحج في جنوب اليمن أنه يخشى أن تتصاعد أعمال العنف وتخرج عن السيطرة بعد أن ساند بعض القادة العسكريين جماعات المحتجين على ما يبدو بينما يقول وزير الدفاع ان الجيش ما زال يدين بالولاء للرئيس.
وقال ان صالح ومؤيديه اذا لم يفكروا بحرص واذا بدأوا يهددون باستخدام القوات العسكرية والعنف فسيمتد العنف الى كل أنحاء البلاد ولن يصبح مقصورا على صنعاء.
وأضاف أن ثمن ذلك سيكون باهظا وأن الامر لن يقتصر على الجيش بل سيمتد الى كل أنحاء البلاد وحتى الى القبائل. وتابع قائلا ان الجميع في اليمن يملكون أسلحة.
وكان نعمان اخر رئيس للحكومة في اليمن الجنوبي قبل الوحدة بين الشمال والجنوب. واتحد شطرا اليمن تحت قيادة صالح عام 1990 وقضى نعمان عدة سنوات في الخارج في أعقاب محاولة انفصال سحقتها صنعاء عام 1994.
وقال انه لا يعتفد أن الازمة الحالية ستتحول الى حرب أهلية شاملة. ويناضل صالح بالفعل لتدعيم سلام هش مع متمردين شيعة في الشمال وللقضاء على حركة انفصالية في الجنوب في نفس الوقت الذي يحارب فيه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.
وقال نعمان انه يعتقد أن كل المخارج أصبحت مغلقة مشيرا الى أن القرار في يد الرئيس علي صالح.
وأعلن عدد من القادة العسكريين والسفراء وزعماء القبائل مساندتهم للمحتجين المناهضين للحكومة اليمنية وتخلوا عن صالح بعد أن قتل أفراد من الشرطة منهم قناصة تمركزوا فوق أسطح المباني 52 من المحتجين رميا بالرصاص بعد صلاة الجمعة.
وتعتبر الولايات المتحدة صالح منذ وقت طويل حليفا رئيسيا في محاربة الوجود المتزايد لتنظيم القاعدة الذي يهدد أيضا السعودية.
وأعلن صالح حالة الطواريء وأقال حكومته في أعقاب أعمال العنف. وقال أحد معاوني صالح لشؤون الاعلام ان الرئيس سيسلم السلطة في يناير عام 2012 في أعقاب انتخابات برلمانية لكنه لا يريد الرحيل بدون أن يعرف من سيتسلم السلطة الا أن المعارضة رفضت ذلك .
كما طلب صالح من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يوم الاثنين الوساطة في الازمة وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن الرئيس اليمني أوفد وزير خارجيته الى الرياض حاملا رسالة الى الزعماء السعوديين. لكن الجانبين يتمسكان بموقفيهما.