(( لا تتاجروا بأرواح شهدائنا وابتعدوا عن الفتن))
– صعقت الأمة اليمنية من أقصاها إلى أقصاها بالحادثة الشنيعة التي حدثت يوم الجمعة الماضية في دوار الجامعة في العاصمة صنعاء والتي راح ضحيتها أكثر من ( 46 شهيد) عوضا عن المصابين والذي تجاوز عددهم المئات في حادث شنيع لم يشهد له مثيل في العاصمة منذ فترة حيث والأحداث ليست حرب بين أفراد وآخرون بل كانت نتيجة لإطلاق قناصة من سفح بعض المنازل المجاورة الرصاص عليهم أبكت كل الأمهات اليمنيات قبل أمهات الشهداء واهتز لهذا الحادث عروش الحكام والمعارضة وتجار الحروب والمستفيدين والمستنفذين ومن عهدوا التعيش والمتاجرة بأرواحنا منذ الأزل,وهذا الحادث يضاف إلى حوادث أخرى حصلت في أماكن أخرى ومتفرقة في يمني الحبيب كل هذا والهدف من هذا أنهم كانوا يبحثون عن عيشة كريمة تكفل لهم سد رمقهم حتى يتوفاهم الموت بعيد كل البعد عن أطماع السلطة والثروة وغيرها لأن هذه الأطماع لها تجار وأناس ابتلاهم الله بهذا في الحياة الدنيا {ف?ِلا?ِ ت?ْع?ج?ب?ك?ِ أ?ِم?و?ِال?ْه?ْم? و?ِلا?ِ أ?ِو?لا?ِد?ْه?ْم? إ?ن??ِم?ِا ي?ْر?يد?ْ الل?ه?ْ ل?ي?ْع?ِذ??ب?ِه?ْم ب?ه?ِا ف?ي ال?ح?ِي?ِاة? الد??ْن?ي?ِا و?ِت?ِز?ه?ِق?ِ أ?ِنف?ْس?ْه?ْم? و?ِه?ْم? ك?ِاف?ر?ْون?ِ }التوبة55 وبعيدا عن السبب والمسبب لهذه المجزرة الشنيعة التي أرقت منامنا وأفجعت قلوبنا وهزتنا هزا فنحن جميعا نريد تقديم مسببي الحادث إلى العدالة لينالوا جزائهم ولا نريد القصاص فقط ممن أطلق العنان ليديه ليطيح بالمتظاهرين ويرديهم قتلى بل نريد من خطط لهذا وأمرهم ليقوموا بهذه الجريمة الشنعاء وبلا استثناء كائنا من كان فلا حياة ولا هناء ولا راحة حتى ينال من تلطخت يداه بالدماء جزائهم العادل وفي نفس مكان الحادث , أما موضوع اعتبارهم شهداء من عدمه فهذا أمر مسلم فيه فهم شهداء عند ربهم يرزقون نسأل الله لهم العفو وأن يتجاوز عن سيئاتهم , ولكن ما يحز قلبي في هذه الأيام وجود أشخاص وجماعات وتنظيمات تتاجر بشهدائنا وتروج لمشاريعهم من خلال عرض دمائهم ونشرها هنا وهناك بعيد كل البعد عن السعي الجاد والحثيث لكشف الحقائق والملابسات ومن كان خلفها وبدون أي ضبابية او شكوك في هذا الأمر فشهدائنا يا من تدعون حق الوصاية عليهم أكبر وأقدس وأنزه من أن تصورهم في ملفات ورقية وتعرضوها هنا وهناك لمن يدفع أكثر أو يقدم تنازلات منصبيه أو يدعمهم أو يتعاطف معهم , شهدائنا أطهر وأرقى من أن تدعي جهة أو أخرى حق الوصاية عليهم فاليمن أرضا وشعبا هم المسئولين عنهم وعن ذويهم دون تدخل أي جهة أو جماعة في هذا الأمر , شهدائنا أعز وأكرم من أن تدعي فئة مسئوليتها عن السعي للقصاص لدمائهم وأرواحهم ما لم يكن هذا الساعي هو الشعب اليمني دون غيره,فما قيمة الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها وسلطانها بعد أن تتلطخ يداك بدماء الأبرياء من المسلمين الموحدين بل ببني آدم مهما كانت جنسيتة او ديانته او اعتقاده, مالهدف من الحياة الدنيا وقد تجرأتم على على حق من حقوق الخالق سبحانة وتعالى فالله خلق البشر ليعمروا الدنيا وأنتم قتلتم من خلقهم الله لهذا , أزهقتم روح قال عنها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (( لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم )) فالكل مسئول عنهم وعن دمائهم وبأي ذنب قتلت هذه الأنفس بدءا من رئيس الجمهورية مرورا بالعلماء والمعارضة وحتى نحن جميعا وبلا إستثناء وسيعاقب كل حسب مشاركته في هذا الجرم الشنيع فقد توعد الله بمن يستبيح الدماء قولا أو فعلا أو حتى فكرا بالعذاب الشديد والخزي في الدنيا والآخرة فقال جل وعلا {و?ِم?ِن ي?ِق?ت?ْل? م?ْؤ?م?نا?ٍ م??ْت?ِع?ِم??دا?ٍ ف?ِج?ِز?ِآؤ?ْه?ْ ج?ِه?ِن??ِم?ْ خ?ِال?دا?ٍ ف?يه?ِا و?ِغ?ِض?ب?ِ الل?ه?ْ ع?ِل?ِي?ه? و?ِل?ِع?ِن?ِه?ْ و?ِأ?ِع?ِد??ِ ل?ِه?ْ ع?ِذ?ِابا?ٍ ع?ِظ?يما?ٍ }النساء93 فقد توعدهم بشر الوعيد مجتمعه ( جهنم والخلود فيها بعد أن يغضب عليه في الدنيا والآخرة واللعنة وشدة العذاب ) فأي حياة وهنأ وراحة بال وسكينة بعد أن يكون نصيبك هذه الآية الشديدة العقاب والوعيد ومن هنا أرفع للجميع أخواني رسالة أتمنى منها أن تصل إليهم جميعا ففي أوقات الفتن كهذه الفتن أتمنى منكم أن يكون محلكم منها في ثلاث محاور ( المحور الأول ) أن تبتعدوا عنها وعن مسبباتها وألا تصيبكم شرارتها أو تصيبوها لتسلموا عرضكم ودينكم {ي?ِا ب?ِن?ي آد?ِم?ِ لا?ِ ي?ِف?ت?ن?ِن??ِك?ْم?ْ الش??ِي?ط?ِان?ْ}الأعراف27 وليكن قدوتك في هذا عبدالله بن العباس وعبدالله بن عمر بن العاص وغيرهم ( المحور الثاني ) البحث الجاد خلف الجانب الصحيح والحق وإتباعه ومناصرته مهما كان انتماءك وإنتماءة وفكرك وفكره واتجاهك وإتجاهه لكي لا تكن ذات يوم ممن يشملهم قوله تعالى (( ?ِق?ِال?ْوا ر?ِب??ِن?ِا إ?ن??ِا أ?ِط?ِع?ن?ِا س?ِاد?ِت?ِن?ِا و?ِك?ْب?ِر?ِاءن?ِا ف?ِأ?ِض?ِل??ْون?ِا الس??ِب?يل?ِا{67} ر?ِب??ِن?ِا آت?ه?م? ض?ع?ف?ِي?ن? م?ن?ِ ال?ع?ِذ?ِاب? و?ِال?ع?ِن?ه?ْم? ل?ِع?نا?ٍ ك?ِب?يرا?ٍ{68} الأحزاب, وليكن قدوتك في هذا عمار بن ياسر ( المحور الثالث ) أن تكو