وأخيراً اكتملت الملحمة
الشاعر / حسن المرتضى :
(الهَارِبون)
(1)
كُونوا رجالاً مرّةً كونوا رجالا
كُونوا فإنّ العارّ يأباكمْ مثالا
كُونوا كَمَا قُلتمْ فَمَا مَنْ قالَ قالا
كُونوا فهلْ في الحَرْبِ منْ يخشى النّزالا؟؟!
في الحربِ إنّا ما تقوّلنا الفِعالا
شِئنا فشاءَ اللهُ مولانا تعالى
فإذا كلاشنكوفُنا لَمَسَ المُحالا
وعلى زُنودِ رجالِنا زادَ اكتمالا
يُردي..يُجندلُ ..يسحقُ الأرتالا
ما عادْ من فُوهاتهِ الموتُ احتمالا
وعلى الجماجمِ يعزف الموّالا
فالموتُ نحنُ ونحنُ منْ خُضنا النضالا
والهاربونَ همُ وقد جاءوا احتلالا!!
كانوا كمن فينا ترأس واستقالا
الهاربون وعارُهم يأبى ارتحالا
العاصفونَ الحاشدونَ لنا الهزالا
الحازمونَ هروبَهم والابتذالا
والقاصفونَ ليحصدوا الأطفالا
العزُّ في أوصالنا يأبى انتشالا
وعلى الرّكام سنصنعُ استقلالا
فقتالهم كان اعتقالا واغتيالا
كانوا دماراً يقذفُ الأموالا
كم جندوا الأرذال والأنذالا
خمسووون عاماً..هل نغيّرُ حالا؟؟
ثرْنا على خمسينَ مَوْووتٍ كان سالا
والقاصفونَ اليومَ ضجّوا حينَ زالا
كانوا احتلالاً ناعماً كانوا احتلالا
وهروبُهم أضحى جواباً لا سؤالا
والآن يا نجرااان طيبي لي وصالا
(2)
سجّل:
بأنّ الخمسة الأبطال كانوا
أية التأويل في سفر الخلودْ
عبروا حدود الموتِ
لمّا لم تقيّدْهم عن المجدِ الحدودْ
سجّل:
بأنّ البندقيّةَ وحدها
هجمت على (الإبرامز)
لمّا لم يقاتلْها الجنودْ
سجّل:
على نجران أن الفتية الأحرارَ
داسوا فوق أبراجِ الجحيمِ
ووحدهم عبروا أخاديد الحريقِ
وعزّهم كان الوقودْ
سجّل:
بأنّ زهايمر التاريخ في نجران يمحو الآن (آل سعودَ)
يبحث في تراب الأرضِ
ذاكرةً
يُطلُّ بها يمانيّون من قبل الوجودْ
(3)
كنّا رجالاً ليتكم كنتم رجالا
نشتاق يوماً أن نرى منكم قتالا
فالموتُ في الميدان يعطينا الكمالا
تاريخكمْ من أين جاء وكيف زالا؟!
الآن …أطلقنا الردى (الزلزالا)
(بُركانُ)… ها قد جئتَ والأهوالا
صبرُ اليمانيين ضاقَ بكم وطالا
والآن..يا نجران ما ذاق الكسالى:
سلّمْ لتسلمَ لا ترُمْ منّا احتيالا
سلّم لتسلمَ واغتنمْ منا الدّلالا
سلّم فإن على الجبالِ ترى الجبالا
سلّم فأنت محاصرٌ…مات انذهالا
نجران لم تسْطِعْ على الصبرِ احتمالا
ولطالما من مقلةٍ ذرفت رمالا
قالت ومنها شهقةٌ ذابتْ زُلالا
أهلاً بكم ..أهلاً بكم..طبْنا الوصالا
الآن أحشدُ كلّ أزمنتي احتفالا
فاسمي بأهلي الآن مزداداً جمالا
الآن أقدرُ أنْ أقيمَ الكرنفالا
وأُعيدُ في أغصان تاريخي الجلالا
يمنٌ أنا..ولغيرهِ ما كنتُ..لا..لا
قالتْ عسيرٌ غبطةً رُمتِ المنالا
الضوء في بابي سيمنحني اغتسالا
فالفجرُ مدّ على مشارفنا الذُّبالا
ليلُ الزهايمر سوف ينطفئ اشتعالا
قالتْ لها جيزان قد عشتُ انتقالا
قد قيل لي (جازان) زورا وانتحالا
والآن لاسمي يرفض استبدالا
من جاءها بالبندقيّةِ حين قالا:
كونوا رجالاً مرةً كونوا رجالا
(4)
سجّل:
بأنّ البندقية تكتبُ التاريخَ
تكتبُ يوم ميلادِ الشعوبْ
سجل:
بأنّ النصر يأتي من تضاريس الغيوبْ
سجلْ:
بأنّ الأرض يُورثها العباد الصالحينْ
وبأنّ نبضَ قلوبهم بالله متصلٌ
فيا نعم القلوبْ .