لا يا نجوى .. لا ..ليس بالمال وحده يحيا الإنسان !!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
أسخف ما قرأت و سمعت عن حشد الأمس في السبعين هو قول البعض ممن لم يسرهم هكذا مشهد بأن هذا الخروج الغير مسبوق ما كان ليكون بهذه العظمة لو لم يلعب المال دوراً أساسياً في إغراء الناس و دفعهم إلى الخروج !!
بصراحة لم تأخذني الدهشة و أنا أستمع إلى هذا التعليل المعهود ممن يُفترض أنهم مثقفون و متعلمون لطول ما أعتدت سماعه منهم من قبل، بقدر ما أخذتني في واقع الأمر الحيرة قليلاً حتى أنني وقفت أتأمل ما نوعية العقلية هذه التي يفكر بها هؤلاء الغارقون في الوهم حد الهذيان !!
حسناً يا ست نجوى أنتُ و المتيمين بإطلالتك الشمطاء و ضيوفك الحمقى، سَوّقُوا كما تشاءون ما يقوله هؤلاء العباقرة الذين إستطاعوا بقدراتهم العجيبة كشف سرٍ خطيرٍ من أسرار صالح و الحوثي و أخبروا العالم كله الذي وقف صامتاً و مندهشاً أمام هذه السيول المتدفقة من البشر أن المسألة ليست سوى مجرد مال ؛ ألفين ريال يمني لا أكثر لكل واصلٍ إلى السبعين، لكن مادام الأمر كذلك، فلماذا لا يتم إستئجار هذا الطوفان البشري الضخم بنفس الكيفية و إستخدامه للثورة على (صالح و الحوثي) لو كنتم صادقين ؟!!
ألا تمتلك السعودية من المال ما لو وُزَّع الفتات منه على شعوب الشرق الأوسط لكان كفيلاً بأن يجعلهم يجتمعون مرةً كل إسبوعٍ إلى أي ساحةٍ و ميدانٍ شآء سلمان و يهتفون بحياته و حياة طفله المدلل الصغير، فلماذا لا يتم إستخدام ورقة المال هذه للوصول إلى صنعاء و يوفر السعوديون و حلفاءهم على أنفسهم عناء البحث المضني عن وسيلةٍ ما توصلهم إلى صنعاء طالما و هذه الملايين التي تقف حائلةً دون تحقيق العاصفة أهدافها هم من فئة الألفين ريال بحسب قناة الحدث و أخواتها ؟!!
يا نجوى لقد إستطاع السعوديون فعلاً شراء العالم كله بكل منظماته و هيئاته الدولية و الإنسانية و غيرها، إلا أنه عجز أن يشتري نفوس هؤلاء القوم المدافعين بكل قوةٍ عن تاريخهم و أرضهم و شعبهم، فكيف يلهث مثل هؤلاء الغياري خلف ألفين أو عشرة أو مئة ألفٍ أو مليونٍ قد يخرج لهم من خزائن الحوثي أو صالح حتى يُساقون كالقطيع إلى الميادين ليعبروا عن رفضهم للعدوان ؟!!
يا بنت قاسم إنها إرادة الشعوب و كرامتها و عزتها هي من تحرك مثل هؤلاء – على قلة ذات اليد – للدفاع عن وطنهم و شعبهم و ليست الأموال لو كنتم تعقلون !!