الزعيم صالح يخلط الاوراق ويدفن المبادرة
بقلم / محمد انعم
حرص الزعيم علي عبدالله صالح ان يجلس الى جواره في منصة الاجتماع رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الشورى ونائب رئيس المجلس السياسي وعضوين بالمجلس..
الاختيار كان مقصودا وليس عفويا على الاطلاق ومن هاهنا يمكننا فهم اهم رسالة اراد ان يوجهها الزعيم من خلال هذا الاجتماع الذي حضره اعضاء مجلسي النواب والشورى من كتلة المؤتمرالشعبي العام الى تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن..
اصداء الكلمة التي القاها الزعيم في الاجتماع الذي عقد صباح الثلاثاء في العاصمة صنعاء كانت تهز الوجدان وسحب دخان صواريخ طيران العدو السعودي لم تغادر سماء العاصمة صنعاء.
وأمام أعضاء السلطة التشريعية في اليمن وهي المؤسسة الدستورية الوحيدة في البلاد اطلق الزعيم صالح عدة صواريخ مزلزلة ستربك عواصم تحالف العدوان، ولعل اخطرها هو إعلانه بشجاعة وفاة المبادرة الخليجية ودفنها الى الابد، ومثلها القرار (2216).. قالها بثقة ويلتف حوله قيادة واعضاء مجلسي النواب والشورى ليفهم من لايريد ان يفهم، وتعمد ان يكرر كلمة (دفناها) مراراً ليعي ذلك القاصي والداني.
واضح ان الزعيم يمتلك اوراق كثيرة ويلعبها بدهاء وتبدو اشد قوة وتأثيراً في احداث متغيرات جذرية ليس في المعركة السياسية فحسب وانما في المواجهات المسلحة في جبهات القتال..
هذه الاوراق احدثت متغيرات كبيرة في ايام في مسار الازمة والعدوان بعد ان عجزت اموال بني سعود وبني زايد وصواريخهم وطائراتهم بعد اكثر من عام ونصف من العدوان ان تخضع الشعب اليمني الصامد.. وهذه الاوراق ايضاً كفيلة ان تجعل المجتمع الدولي وتحديداً الأمم المتحدة ان تسمع انين الشعب اليمني وليس اصوات المال الخليجي المدنس ويجعلها تخرج من تحت معطف السعودية وتسمع لصوت الشعب اليمني الذي يعيش تحت القصف والحصار ويتعرض لحرب ابادة ولم يندد المجتمع الدولي بوحشية تلك الجرائم .
اجزم ان المبعوث الدولي الى اليمن وأمين عام مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة السعودية سيعضون اليوم أصابع الندم لأنهم اصحوا يدركون انهم ارتكبوا خطأ جسيماً عندما عملوا على افشال مشاورات الكويت، والتي لو اخذوا التنازلات التي قدمها الوفد الوطني لكانوا حققوا انتصاراً مهماً ومكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية على مستوى اليمن والمنطقة والعالم.
لكن الغباء السياسي والحماقة جعلت السعودية ومن معها يخسرون كل شيء في ساعات، ويتعرضون لهزائم سياسية ساحقة اشد من خسائرهم العسكرية أمام صمود الشعب اليمني طوال عام ونصف في وجه العدوان والحصار.
اليوم.. يمكن القول انه وبعد فضيحة ولد الشيخ وتبنيه لمقترح سعودي لحل الازمة اليمنية والذي قدمه الى مجلس الامن مؤخرا، اصبحت اليمن تعيش متغيرات استراتيجية كبيرة يصعب على ولد الشيخ متابعتها أو الامساك او التحكم بمسار سيرها، بعد فشله في نسف الاتفاق الوطني او الحيلولة دون تشكيل المجلس السياسي الأعلى او استئناف جلسات مجلس النواب السلطة الدستورية الشرعية المنتخبة من الشعب.. بعد كل هذه المتغيرات الجوهرية لن يكون بمقدور المبعوث الدولي ان يمسك بورقة تشكيل الحكومة اليمنية المرتقبة التي طالب الزعيم المجلس السياسي الاعلى بسرعة تشكيلها.
اعتقد ان الزعيم صالح وبعد ان زلزل بعواصم الريال بهذه القرارات التاريخية التي زلزلت وعصفت بعواصم العدوان، طمئن ولد الشيخ ولم ينهي مهمته ومنحه فرصة اخيرة لاجراء حوار يمني_ سعودي من خلال وفد سيشكله المجلس السياسي الاعلى وبرأسه واحد وليس براسين.
وهكذا نجد انفسنا ونحن نغوص في تفاصيل وابعاد كلمة الزعيم اننا نقف امام خارطة طريق منقذة للشعب اليمني يرسم معالمها القائد الوطني عفاش .