مجموعة غنائية باللغة الدارجة..(قرأت الحب) جديد إصدارات الدكتور عمر علوي بن شهاب
مؤخرا صدرت مجموعة شعرية غنائية موسومة بعنوان (قرأت الحب) للدكتور عمر علوي بن شهاب جاءت المجموعة في مائة وأربعون صفحه من الحجم المتوسط (17×23) ذو النمط الأبيض والأسود بطباعه محلية حضرمية مميزة المجموعة إياها تزامن صدورها مع اختتام فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية وكذا مع فترة شبه ركود تعيشه الساحة الشعرية الغنائية الحضرمية في مصفوفات إصداراتها حيث يعد إصدار بن شهاب خطوة لامست أبراج التوفيق في اتجاه تحريك مياه الشعر الغنائي الراكدة في مثل هكذا أيام كبيسة .
نبذه عن المؤلف
قبل السباحة في بحر المجموعة والتجديف على ضفاف انهرها يجدر بنا التوقف قليلا أمام شخصية المؤلف لأسباب جوهرية يبقى في طليعتها التعمق عن كثب نحو شخصية المؤلف والاقتراب من سياياه وتعريف القارئ بشي من سيرته الذاتية ? الدكتور عمر علوي عبدالرحمن بن شهاب هو من مواليد مدينة تريم 1963م يعود نسبه إلى أسرة علوية شريفه لها مقامها السامي في مدينة تريم وهي ألأسرة التي ينتمي إليها الشاعر الكبير المرحوم ابوبكر بن شهاب احد عتاولة الشعر وأشهرهم على الإطلاق .
تلقى المؤلف تعليمه الابتدائي والثانوي في درة المدائن تريم وأكمل دراسته الجامعية في جامعة عدن وبها عمل معيدا فمدرسا بقسم اللغة العربية واصل دراسته العليا بجمهورية مصر العربية وحصل على درجة الدكتوراه العالمية مع مرتبة الشرف الأولى في أصول اللغة العربية ويعمل حاليا أستاذا محاضرا لمادة علم اللغة العام بكلية التربية بسيؤن جامعة حضرموت وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وانتخب رئيسا لجمعية تريم لخدمة التراث .
له مجموعتان شعريتان جاهزتان للطبع وهي تحت (ظل الرسم ـ الغمد ) وألف كتب عدة منها نغبة الرشاف من خطبة الكشاف ـ لمجد الدين الفيروز أبادي ? دراسة وتحقيق ? إضافة إلى كتاب الشعر الجاهلي في تفسير القران الكريم ـ دراسة توثيقية دلالية معجمية أسلوبية وله كتاب آخر مطبوع موسوم بعنوان الشعر في اليمن انحداره وازدهاره ? كما للمؤلف عدة أبحاث أخرى تحت الطبع وهي من قبس النور القرآني ـ وإقامة الجدار في تاريخ مسجد الإمام المحضار ـ وتعريف أولي بذرية محمد بن علي .
ونشر للمؤلف عددا من الأبحاث في عدد من المجلات المحكمة ونشر له عدد من القصائد الفصيحة والدارجة في عدد من الصحف والمجلات ويعد الشاعر بن شهاب من أفضل شعراء الشعر الفصيح باليمن حاليا وسبق وان شارك في بعض الندوات والمؤتمرات العلمية في الداخل والخارج وحصل على عدد من الشهادات التقديرية والأوسمة لبعض مشاركاته العلمية الإبداعية .
مجموعة باللغة الدارجة
غلب على مجموعة (قرأت الحب) للدكتور بن شهاب اعتماده على اللغة التريمية الدارجة المتعارف عليها في أوساط المجتمع الحضرمي في صور مبسطة وجميله مغلفه بالصراحة والحقيقية ? يقول المؤلف عن استخدامه للغة الدارجة في مقدمة المجموعة ( لاشك ان اللغة الدارجة التي خضعت لها قوالب كل هذه النصوص منزع ليس لي منه مهرب أو محيص ولم أكن أبها لذلك إدراكا مني لدور الأغنية في تحقيق ما يعجز عن تحقيقه النص المكتوب في كثير من الأحيان ? ذلك لأنها غالبا ما تكون ابعد خطرا وأكثر تأثيرا ? وحسبي أني قد درجت في سلم ابتغيه مصعدا ولو بلفظة أو معنى أو صورة أو تركيب أمارسه وامتطيه هابطا بغية الصعود وأنزل به ليتسنى لي بعد ذلك الطلوع على أنني لا ادعي تحقيق هذا على الوجه الأكمل عادة بل ولا أتعمده ولكنني كنت انشد تحقيقه .
وأبيته نية ومقصدا ابتداء من عنوان هذه المجموعة التي تسمى (قرأت الحب) إذ انحزت إلى الدلالة الأصل للفظة (القراءة) وهي تفيد الجهر بالشي وإعلانه لا كي يلتبس لدى بعض من يقول بـ (القراءة السرية) جهلا منهم بأصلها المتجذر في عدد من اللغات السامية .. فأن تحقق هذا ولو في اقل حدوده فذاك أمر لا يعدمني الفرح بطباعة هذه المجموعة .
ويضيف الدكتور بن شهاب في مقدمته للمجموعة بالقول : إنني لا ازعم تقديم إضافة نوعية لنصنا الغنائي الدارج فتمثلي واسترجاعي للموروث منه خاضع لذائقة المكان والزمان ? ولطالما استحضر عقلي الباطن رفقه تبدأ بالملحن فالمؤدي ثم الجم الغفير من السامعين ممن ينتمون للهجتنا الدارجة الحضرمية اليمنية وموازيا للسائد المألوف .
مكونات المجموعة
قبل الخوض في مكونات المجوعة هناك إشارة جديرة بالتوقف على ظلالها تتمثل في انعدام تقديم للمجموعة مثلما ما هو متعارف عليه في الإصدارات الأخيرة واكتفى المؤلف بإضاءة قصيرة كتبها بنفسه وكم أعجبتني هذه الطريقة التي أرى من خلالها قفز المؤلف على العرف السائد والتغريد خارج سرب المألوف لأسباب وجيهة بنظري أهمها يكمن في ان التقديم يذهب رغبة القارئ في معرفة دهاليز الديوان أو الكتاب بعد ان يستقي جرعة خفيفة من المقدم تذهب حلاوة حب التطلع لدى القارئ من جانب آخر قصائد المجموعة لا تحتاج إلى تقديم لاعتمادها الكلمات الدارجة البسيطة الخالية من التعقيد وفي ذلك ثمة دلالة توحي ان المعروف لا يعرف .
أعود إلى مكونات المج