هَذا ما سَيربحهُ اليَمن مِن عاصفة سَلمان..!
بقلم / ماجِد عَبد الله الهاجِري
أن تَربح أولاً لا يَعني إنكَ ستَربح الحَرب، مَن يَربح دائماً هو القادِر على تَحمل الضربة الإولى، وضَربة سلمان كانت ضَربة مَجنون، لا يَفقه مِن الحُروب شيئاً، فوحدها الدحّة تَليق بملوكنا!
ذَهبَ سلمان وأخذَ شَعبي معهُ، إلى حيثُ هلاكهُ وهلاكهُم، يُريد سلمان مُلكه، ويُريد شعبي لهُ هذا المُلك، فشعبي أدمنَ أفيون الدين المَلكي، الذي يُكتب بالريال والدولار لا بالحبرِ والقلم.
قبلَ عامين مِن الآن، حدثني أمير مُقرب مِن القرار الملكي عن قُرب توجيه ضربة عَسكرية لليمن، كانَ متشائماً ومتفائلاً جِداً في الوقتِ ذاتهِ، متشائماً لإنهُ يَكره بن سلمان ويخشى سطوته بعدَ نجاحهِ في الحرب، ومتفائل لإنهُ كان يؤكد أن الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بأقل العشرون يوماً..
كانَ حديثهُ بهِ نوع مِن التأثر بكلام الأمراء الآخرين، قالَ لي بالحرف الواحد أن بن سلمان يقول؛ سنكرر سيناريو دخول الأمريكان لبغداد، وسوف لن نخطأ مثلهم ونَخرج، ستكون اليمن خالية من التبعية الإيرانية بحلول عام ٢٠١٧!
وقتها، كنتُ متأكداً أن مُحمد بن سلمان يَحلُم، فاليمن تختلف عن العِراق جُغرافياً، والحوثيين العقائديين يختلفون عن جيش صَدام المُجبر، وجيشنا يختلف عن المارينز الأمريكي، وهذا ما حاولت شَرحهُ لصديقي الأمير، لكن بصورة أقل شِدة مما ذَكرت، لكنَ الأمير صَدمني بسؤال وقتها مُجيباً على ماذَكرت، قالَ لي هل تعلم إن التطبيع السعودي_الإسرائيلي حاصل لا محال؟!
هُنا تَبدلت كل أفكاري وتشتت، حاولت أن أستفسر لكنهُ فَضل غَلق الحديث وقال، لو تسمعني سوالف ليل كان أفضل، فأستمعنا سويةً لسوالف ليل بصوت طلال مداح، هو أستمعَ وأنا أفكر.. ماذا سأسمعُ بعدَ عام في نَشرات الأخبار؟!
ذهبَ سلمان وآخذ شعبي معهُ، ليبراليتي التي أعشقها عَشقها أيضاً كثيرٌ من ضباط الجيش وقادة الأمن، كلهم كانوا يؤكدون إن الحرب في اليمن خاسِرة، هم لم يتكلموا أبداً والحق يُقال، لكني لم أسمعهم أبداً يتكلمون بالنَصر، بل لم أسمعهم أبداً يتحدثون عن نهاية هذه الحرب، وصديقي الأمير قال لي مرة ضاحكاً، ألم أقل لك إن الملك محمد بن سلمان سيقضي على التبعية الإيرانية عام ٣٠١٧!
حربُ الألف سنة القادمة يقودها عُشاق الكراهية آل سعود، حطبها نَحنُ وأطفال اليَمن، وها هم اليوم شُجعان اليمن يضربون حدودنا ثأراً من صورايخنا وقصفنا لأطفالهم، وكأننا نسينا إن العربي الأصيل لا يترك ثأرهُ أبداً، وكأننا نسينا تأريخ آل سعود الماجن!
يا شعبي يا أخوتي يا أخواتي، أعترفوا إن الجيش مغلوبٌ على أمره، أعترفوا إننا ظلمنا اليمن وشعب اليمن وأرض اليمن، قل لهم يا مُجتهد، قُولوا لهم يا آل رشيد، أفضحوا التأمر السعودي على أرض النبي أبراهيم، على أرض النبي مُحمد، على أرض خُلقت ليتقارب فيها المُسلمين بدلاً من أن يُذبحوا..