هل تطور أشلاء تلاميذ صعدة من حالة القلق لدى بان كي مون
شهارة نت – تقرير / محمد الحسني
13 أغسطس: ثلاث وجبات دموية ابتدأ بها العدوان السعودي الأمريكي يومه السبت 13 أغسطس 2016 أطباقها كانوا أشلاء من أجساد العشرات من التلاميذ الصغار اللذين لم تتجاوز أعمارهم الـ12 ربيعا. متنقلا بين الأطباق الأكثر دموية في موائد مصاصي الدماء وسفاحي العصر يجد العدوان بآلات الفتك والدمار نفسه وبقائمة مقبلات وفاتحات شهية يزينها تؤاطؤ المجتمع الدولي.
والأمم المتحدة أبرع من يقوم بذلك. تواجه مملكة العدوان أزمة فشل ذريع في حربها في اليمن، فقد فشلت في جبهات القتال في عمق أراضيها وفشلت كذلك في العملية السياسية، وهي عودتنا أن تعوض عن كل جولة فشل مؤلمة بامتصاص أطنان من دماء الأبرياء لاسيما الأطفال.
نحو أربعين طفلا كانوا يتلقون دورس تقوية ضمن ملحق صيفي للدراسة الإبتدائية بمنطقة جمعة بن فاضل قبل أن تباغتهم طائرات العدوان بغارتين استهدفت إحداهما فصل دراستهم والأخرى فناء المدرسة المتواضعة المكونة من عدد من الغرف، التي هي في الأصل عبارة عن مبنى صغير تبرع به الأهالي حتى يواصل أبناءهم الدراسة بعد أن دمر العدوان مدارسهم والتهم كل مقومات عيشهم البائسة.
على وقع أجسادهم الهزيلة أصلا، بسبب عدوان قضى على كل شيء في حياتهم تقريبا منازلهم مدارسهم مزارعهم، تحولت فصولهم إلى مقابر جماعية جاهزة ..
لم تكن غارة خاطئة فقد سبق الغارتان تحليق مكثف يؤكد ارتكاب العدوان للمجزرة مع سبق الإصرار والترصد. ويتراوح أعمار التلاميذ ضحايا المجزرة التي وقعت في المنطقة التابعة لمديرية حيدان مابين 7- 12 عاما.
ظروف الكشف عن تفاصيل الجريمة ماتزال صعبة وربما ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تفاصيل وصور لايعكس حجم البشاعة في ارتكاب الجريمة التي يعمل العدوان على طمس معالمها والتغطية على آثارها الشنيعة كحال كل جريمة يرتكبها منذ اليوم الأول لعدوانه.
وفقا لأحاديث سكان القرى المجاورة، فقد أعد المجرم لظروف ارتكاب جريمته جيدا، فالطرق مقطوعة بفعل ما طالها من دمار إثر استهداف الغارات والمراكز الطبية المتواضعة مدمرة كذلك وقبل أيام اسهداف العدوان شبكة الاتصالات في المنطقة حتى يعزلها عن العالم.
في سياق الحصيلة غير النهائية للمجزرة تلاميذ جمعة بن فاضل بصعدة هناك سبعة شهداء و30 جريحا جلهم من الأطفالنصف جراحاتهم خطيرة، ولذلك فحصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع كذلك، في ظل انعدام الخدمات الطبية، التي باتت نادرة بسبب تدمير العدوان لعشرات المراكز الطبية والمستشفى الوحيد في المدينة.
ووفقا للمصادر، فإن من بين الجرحى فتيات صغار كن يلعبن بجانب المدرسة التي استهدفتها غارتا العدوان. ولكي يثبت هذا العدوان تفوقه غير المسبوق في ارتكاب المجازر فقد عمد إلى أن تكونمجزرة الطلاب هذه بين مجزرتين بذات المحافظة: الأولى مجزرة سقط فيها 6 شهداء ومثلهم جرحى إثر غارة على منزل بمديرية رازح، والثانية مجزرة ارتكبت بحق طلاب ثانوية كانوا يؤدون الامتحانات في منطقة بني سويد بمديرية مجز بذات المحافظة.
لن ينتظر العدوان تسويق مبررات لارتكاب جريمته فهو لايريد لأي مظهر من مظاهر الحياة أن يستمر؛ فكيف يحتمل مشهد رؤية عشرات الطلاب وهم يتعلمون ويمرحون، وفي صعدة بالذات التي يعتقد أنه كان قد فتك بها منذ زمن.
اعتاد اليمنيون الصامدون تقييم الحالة المزاجية للعدوان بما يرتكبه من جرائم، فمدى إمعانه في الوحشية في قتل المدنيين يعكس تماما مدى فشله وارتباكه وعمق شعوره بالعار لمايتكبده من خسائر في الجبهات، رغم كل ما يمتلكه من امكانات بعد تجنيده العالم.
يمكن للأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون أن يقلق بعد اليوم كما يحلو له، فالمجازر أتت بعد أقل من يوم على صدور بيان من مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية يقول فيه إن” الوفيات بين المدنيين بسبب الحرب في اليمن “تتزايد بشكل مطرد”.
وأن الغارات الجوية للتحالف باتت تستهدف المدنيين بصورة أكبر.
والغريب أيضا أن مجزرة التلاميذ تأتي بعد أيام من تصريح منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنها ومنذ بدء العدوان على اليمن في مارس الماضي، تمكنت من التحقق من استشهاد 1121 طفلاً.
واستنكارها لحادثة إستشهاد أربعة أطفال وإصابةَ سبعة آخرين في السابع من أغسطس الجاري، في مديرية نهم شرقيَّ صنعاء، ودعوتها قوى العدوان إلى ممارسةِ أقصى درجات الحذر وتجنب البنى التحتية المدنية.
مسلسل إحراق العدوان لصعدة والمجازر التي يرتكبها بحق عشرات المدنيين بصورة يومية في اليمن عموما لا تهتز لها مشاعر آلاف المنظمات الدولية في العالم التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بينما تصرخ وتصدر بيانات الشجب والإدانة لإقدام مختل على طعن مخمور في أقصى العالم.. هل تطور أشلاء تلاميذ صعدة من حالة القلق لدى بان كي مون ؟.