أوسعتهم سَبَّاً و أودوا بالإبل !!
بقلم / عبدالمناان السنبلي
و الله أنني أحياناً عندما أرى طريقة تعاطي الأطراف الدائرة في رحى العدوان و المؤيدة له على مستوى النخب السياسية و الإجتماعية او على مستوى الأفراد منهم مع الأحداث و تطوراتها بصورة تعكس حقيقة العقلية المتبلدّة التي تسيطر على تصرفاتهم و طريقة تفكيرهم و تعاملهم اللامسئول مع الأوضاع و الظروف التي تواجههم، فإنني عندما أرى ذلك كله أرثي لهم هذا الحال الذي وصلوا إليه و أتمنى لو أنهم يلتزمون الصمت و يظلون عليه في كثير من المواقف خيراً من أن يتكلموا بما لا يزيد من مواقفهم الضعيفة أصلاً إلا ضعفاً و سخفا !!
فبدلاً من أن يواجهوا خصومهم و يشرحوا للشعب رؤيتهم و برامجهم بما يُقنع الناس و يجذب أكبر قدر ممكن من عامة الشعب إليهم من واقع براهين و أدلة واضحة على صوابية نظرتهم و مواقفهم، نجدهم دائماً يعتمدون على أساليبٍ سخيفةٍ لم يعد لها قبول في أوساط الناس و المجتمع كالمبالغة جداً في بث الإشاعات و طرحها على الناس عبر مشاهد تمثيليةٍ ساخرةٍ تتجاوز حدود المعقول و المقبول الأمر الذي يرتد عكسياً عليهم بشكل سلبي جداً يسئ إليهم و لا ينتقص شيئاً من خصومهم .
على أية حال و في الوقت الذي إستبشر فيه عموم الشعب خيراً بتوقيع الإتفاق التاريخي بين أنصارالله و المؤتمر و بتَرْك الباب مفتوحاً لبقية القوى بمن فيها المقيمون خارجاً في الرياض للإنضمام و الإلتحاق بهذا الإتفاق، يطلع إلينا أحدهم بفيديو يحاول فيه بمعية شخصين أو ثلاثة تقمص أدوار الشخصيات الحاضرة و الموقعة على ذلك الإتفاق بإسلوب ٍ تهكميٍ ساخرٍ ليس الهدف منه النقد البنّاء و الموضوعي و إنما الهدف منه هو محاولة شيطنة كل من وقع أو حضر التوقيع و إظهارهم للعامة كما لو كانوا متآمرين و متأبطين شراً بهذا الوطن و الشعب .
في الواقع ليست المرة الأولى التي يقوم بها اولئك المهرجون بهكذا تهكمٍ و سخرية، فلا يوجد رمزٌ من رموز و قيادات خصومهم إلا و جسدوا شخصيته بذات الطريقة و الأسلوب التهكمي الساخر، و ليست مشكلة طبعاً أن تمارس هذا العمل كفنٍ من فنون النقد الأدبي طالما إلتزمت بقواعده و ضوابطه الأخلاقية بما يُنمّي و يزيد من درجة الوعي المجتمعي، و لكن المشكلة هي أن تتعمد تشويه صورة خصمك و شيطنته و إظهاره بما ليس فيه بطريقة لا تخلو من الأكاذيب و الإستهداف المنظم !!
على العكس من ذلك و منذ أن دخلت الأوضاع في اليمن مرحلة الصراع الظاهر و المفتوح في أعقاب ما عُرف بأحداث الربيع العربي، فلم أرَ أحداً من خصومهم على الضفة الأخرى قد لجأ إلى نفس الأساليب السخيفة و المتكررة دائماً مع هذا الفريق أو ذاك، حيث أظهروا ترفعاً عن إتباع هكذا أساليبٍ و وسائلٍ رخيصةٍ و غير مثمرة و ذهبوا يمارسون مع خصومهم فنون السياسةً على أصولها و برغم ما أوسعوهم من سبٍ و قدحٍ و ذم على مدى سنوات، فلم يكترثوا أو يلتفتوا وراءهم حتى ظفروا و أودوا بالإبل جميعاً !!
و هنا يكمن الفرق بين الخصمين !!