اتفاق المؤتمر وأنصار الله يفشل سياسة البترو-دولار السعودية في اليمن
بقلم/ د. علي حسن الخولاني
قمة القوة وقمة المسؤولية هذا الاتفاق الذي وقع بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، تنازلات حقيقة من قبل الطرفين لأجل المصلحة العليا لليمن، اتفاق جعل أعداء اليمن وأذنابهم من الصغار المرتزقة يدخلون في حالة هستيريا شديدة، جعلتهم يفقدون صوابهم وتركيزهم، هي صفعة لم تتوقعها أسرة بني سعود التي صرفت مئات الملايين من الدولارات لشق الصف والجبهة الداخلية المدافعة عن اليمن من عدوانهم وغطرستهم.
اتفاق زاد من شعبية حركة أنصار الله التي حاول العدو وآلته الإعلامية تشويهها ووصفها بهتاناً وزوراً بأمور سيئة ليست فيها أصلاً. اتفاق يلغي الإعلان الدستوري ولجنته الثورية وسيعيد العمل بالدستور اليمني النافذ، اتفاق يقول لجميع القوى اليمنية التي كانت معارضة لتفرد أنصار الله في قيادة الدولة تعالوا وشاركوا في العملية السياسية الجديدة، الآن لا عذر لأحد، الجميع تنازل لأجل المصلحة العليا لليمن.
أنصار الله ورغم حروبهم الستة مع المؤتمر الشعبي العام وكذلك نفس الشيء بالنسبة للمؤتمر، تنازلوا لأجل الوطن، بالرغم من أن بعض من مَن هم محسوبين على الطرفين (الطابور الخامس) وغيرهم، سيقولون أن في هذا التنازل تنكر لشهداء الطرفين، لكن نقول لكل ناعق ولكل مرتزق ولكل عميل صغير أن مصلحة اليمن أهم وأغلى من أي مصلحة أخرى سواء كانت شخصية أو أسرية أو حزبية أو طائفية أو مذهبية أو قبلية أو مناطقية/ جهوية، على سبيل المثال الجزائريين تنازلوا لبعضهم البعض وأخرجوا بلدهم من عشرية سوداء كادت تأكل الأخضر واليابس لولا دخولهم في سياسة الوئام والمصالحة، أتمنى هنا من كل يمني الإطلاع على التجربة الجزائرية العظيمة في الوئام والمصالحة وكيف وضع الشعب الجزائري وقيادته مصلحة الجزائر الشقيقة فوق أي مصلحة أخرى.
اليوم سدُ الفراغ السياسي في اليمن، اليوم جميع القوى الوطنية متفقة، اليوم الشعب اليمني هو الضامن لهذا الاتفاق وهو الراعي له وهو من سيدافع عنه، هذا قرار شعب سيد لا يقبل الذل والهوان والرضوخ، اتفاق آتى بعد تطهير اليمن من عملاء ومرتزقة السعودية، إذ لا يمكن لأي عملية سياسية يمنية أن تنجح مادام عملاء السعودية لهم يد فيها. هذا الاتفاق على تشكيل مجلس سياسي يمني يقوم بتسيير أمور الدولة في كافة المجالات، سيجعل الكثير من الدول على المستوى الإقليمي والدولي أن تبادر بالاعتراف بالسلطة السياسية اليمنية الجديدة وأقصد هنا دول “البريكيس”.
هذا الاتفاق هو مرحلة جديدة يدخل فيها وطننا اليمني الحبيب، اتفاق أكد على فشل سياسة البترو-دولار السعودية في اليمن، فليس كل الشعوب تُشترى بالمال وليس كل الشعوب تبيع أرضها وأعراضها، اتفاق يقول للسعودي ومرتزقته الصغار أنتبه أنت أمام يمن الحضارة والتاريخ. اتفاق سيعيد البوصلة اليمنية لاتجاهها الصحيح داخلياً وإقليمياً ودولياً.
أخيراً كل الشكر والتقدير للزعيم الوالد/ علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الرئيس السابق للجمهورية اليمنية، كذا هي للسيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي ولكل يمني/ يمنية يناضل/ تناضل من أجل سيادة وكرامة الشعب اليمني على المستوى العسكري وعلى المستوى الدبلوماسي، وعلى المستوى السياسي، وعلى المستوى الإعلامي.