الارهاب لا دين له..
بقلم / حميد دلهام
أن تتمكن يد الارهاب العابثة من الوصول الى مدينة رسول الله،، و أن يتم التفجير على مقربة من مرقده وحرمه الشريف، فذلك ما كان يصعب توقعه، ان لم نقل تخيله…
مدينة رسول الله، وحرمه الشريف تحت النار،،، ثاني أقدس مقدسات المسلمين، و محطتهم الثانيه التي يشدون رحالهم اليها، تتعرض لتهديد حقيقي وتضرب في الصميم،، بالتأكيد في الصميم، فأمن المناطق المقدسة مقدم على أي ضروره أخرى،، ذلك المكان المقدس، مهوى الافئدة،، وأكثر بقاع الدنيا زياره و توافد وحضور عمار،، ماذا بقي اذا تلاشت سكينته، وتعرض أمنه للخطر؟؟ أي شيئ ذي قيمة أمام المسلمن يتوجب عليهم صونه وحفظه بمهج النفوس وفلذات الأكباد، أكثر من حرم نبيهم ومرقده الشريف…
هذه السابقة الخطيرة، و الكارثة الارهابية بكل ماتعنيه الكلمة، ألا تثمل مع قدسية الحرم النبوي، التي هي محل توافق من قبل كل المسلمين على اختلاف طوائفهم، ألا يمثل حافزا قويا، و أرضية صلبة تجمع الجميع، للوقوف في وجه الارهاب ومواجهته بجهد واحد، وعلى قلب رجل واحد،، و أن لم يتمكنوا من رص الصفوف، وتوحيد الجهود، فلا أقل من التوقف عن دعم النشاط الارهابي، وتقديم التسهيلات له،، نعم لا اقل من ذلك…
النشاط الارهابي والتنظيمات الارهابيه المسؤله عن، والمرتكبه لمثل هذه الفضائع معروفة، ولا تحتاج الى عبقرية لاكتشافها،، وبالتالي أي تسهيلات تقدم لها من س أو ص من المسلمين لتنفيذ أجندتهم الخاصة، لا يمكن أن تصنف الا في قائمة الخيانه الكبرى لله ولرسوله ولعامة المسلمين..
يكفي دس.. يكفي مكر.. يكفي خديعة.. يكفي استهانه بخلق الله،، يكفي استثمارا لمعاناتهم وخلق المزيد منها، تلبية للاحقاد والضغائن، يكفي هبوط مروءات وسقوط اخلاق،، وضع المسلمين لا يتحمل،، ومن كانت أجندته الخاصة ، وهواه ، ورغباته ونزواته تتعارض مع مصلحة المسلمين العامه فيجب عليه أن يتخلى عنها…
كفى انانية، و حب تسلط، كفي رعونة وحماقه و توغلا في الاعرابيه،، كفى لعب بالنار، فالمركب لن يغرق بفريق دون اخر،، الجميع في خطر، أمن دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت لن يكون وحدة في دائرة الخطر،، الارهاب غول لا يفرق، الارهاب لا دين له ، لا وفاء و لا ظمير، ومن يتوسل به اليوم لضرب عدوه، و يستغل شراهته للدماء وحبه المفرط في الفساد فى الارض واهلاك الحرث والنسل، من يستغل ذلك ويجد فيه الاداة المناسبة للانتقام و تدمير، المعارضين لتوجاهاته وافكاره،، بالتأكيد لن يكون في مأمن، لن يكون في منأى،
اليوم يجري ضرب المدينه المنورة، كما تضرب بغداد وبيروت وعدن،، لا أحد يزايد أو يتعالى بقوته الأمنيه، أو يراهن على قبضته الحديديه،، الكل مستهدف و تحت رحمة هذا الخطر المستفحل، و هذه الافة لن ينجو منها أحد..
لقد حان الوقت لاولائك العابثون بأمن الشعوب، الساعون الى تدميرها والقضاء على مقدراتها أن يعيدوا النظر في سياساتهم العدائيه، ان لهم أن يرفعوا أيديهم، ويكفوا شروهم عن خلق الله، ان لهم أن يقتنعوا أن تدمير الشعوب، والقضاء على جيوشها ومقدراتها، سيحولها الى دول فاشله..ومرتع خصيب للارهاب،، فهل نعقل ما نفعل، ونعي ما يراد بنا، ويدور حولنا أم نصاب بعمى القلوب (فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور)