الأخ الالكتروني..علاقة إنسانية أم خيالية
لا يخلو منزل اليوم من وجود جهاز كمبيوتر موصل بكابل للتواصل مع العالم الخارجي وهو ما يسمي بالانترنيت .
أن اكتشاف الانترنت يعتبر نقلة نوعية في الوجود الإنساني وهو يعتبر اقوي اكتشاف علمي وله تأثيرات ايجابية وسلبية علي حدي سواء ,ويستخدم هذا الاكتشاف علي العديد من الأنماط التي يصعب أن نذكرها أو نعددها .
العديد من الأشخاص لمجرد أن يفتح جهازه يقوم مباشره بفتح برنامج المحادثات وهي متنوعة ومختلفة من برنامج خاصة مثل الهت ميل والياهو والسكاي إلي غرف المحادثات الجامعية ومنها للفردية والفيس بوك و توتر وغيرها العديد من طرق التواصل والحديث مع العالم الخارجي حيث جميعها في النهاية توظف لتكوين علاقات إنسانية ونوع من التواصل بين الأفراد.
بعد عدة محدثات تتكون علاقات إنسانية مختلفة ويمكن أن تتوقف عند حد معين ومن جهة أخري يمكن أن تتكون علاقات ناجحة تترتب عليها خطوات مستقبلية مصيرية تخص كلا الطرفين.
ويمكن أن تكون هذه العلاقة تتجه اتجاه أخر وليس بالضرورة أن تكون مصيرية ولكن تتخطي حدود العلاقة العادية لتصل إلي الثقة المطلقة والتي تكون بين الأخوة من الأب وألام لنصل إلي ما يسمي بالأخ الالكتروني.
فهل يمكن أن تكون شبكة الانترنت علاقة أخوية وتصبح بديلة عن الأخ الحقيقي وهل تشتت أفراد الأسرة الواحدة وجلوس الأفراد لوقت طويل أمام جهاز الكمبيوتر أدي إلي إلغاء العلاقات الأسرية وتبديلها بشكل دائم أو مؤقت بعلاقات أسرية عبر شبكة الانترنت ,وهل الأخوة ننتهي عند حد معين وهل تختلف نظرة الذكور والنساء إلي الإخوة وأيهما أكثر قدرة علي الصمود أخوة الجنس الواحد أم الجنس المختلف .
في هذا التقرير نعرض وجهات نظر لكلا الجنسين لنتعرف إلي أي مدي وصلت العلاقات الإنسانية مع أشخاص لا نتعرف أليهم إلي عن طريق الكتابة وفي بعض الأحيان بالصورة والصوت.
يقول محمد وهو لم يتجاوز بعد منصف العشرينيات “يوجد لدي أكثر من أخ عن طريق شبكة الانترنت ولقد تطورت إلي أن أصبحت شخصية مع بعضهم حيث قابلتهم وتعرفت عليهم وأصبحوا أخوة لي أكثر ممن عشت معهم منذ طفولتي ”
ويؤكد أن هذه العلاقات غير مبنية علي مصلحة بين الأفراد وهذا ما يقويها ويعززها فكل شخص لا يحتاج إلي الأخر في البداية حيث تكون فقط للدردشة وتجد شخص يسمعك ويساعدك بالنصيحة وفي حل بعض المشاكل .
ويستطرد “مع تكرار الحديث والدخول أكثر بيننا تصبح هناك علاقة يمكن أن تكون كالأخ الحقيقي ,فبسبب أمور الحياة فلا تجد احد في البيت يسمعك أو يتحدث معك ,فلا تجد غير صديقك علي الانترنيت فهو من يسمعك ويتحدثك ويساعدك في أي وقت تحتاج أليه “.
ويكمل “أنا لا استطيع أن أكمل حياتي بدون أخوتي علي الكمبيوتر فهم شيء أساسي في حياتي وهم مكملون لي ولا أقارنهم بأخوتي الحقيقيون فكل واحد مهم له وضع مختلف ”
ولقد أدت ظهور برامج المحادثات نقلة?ٍ نوعية في مجال العلاقات الإنسانية حيث يقضي العديد من الشباب أوقات فراغهم بتصفح مواقع التعارف الاجتماعي مثل face bookالذي اجتذب?ِ منذ?ْ انطلاقته بعام ( 2004 ) حوالي مائتي مليون زائر وفقا?ٍ لآخر إحصائيات.
وأطلق الفكرة مارك زكيبيرج من رغبته باستمرارية العلاقات بينه وبين زملائه بالجامعة? ومنها فكرته أصبحت واقعا?ٍ حتى توسعت وأصبحت متاحة للجميع.
وتتيح هذه الشبكات عدة مميزات لمنتسبيها منها :
قدرة الأفراد على التعرف على أشخاص يقاربونهم في الميول ولهم اهتمامات مشتركة معهم, كذلك تساهم هذه المواقع في جعل الشاب أكثر انفتاحا?ٍ على ثقافات مختلفة مما يجعله أكثر معرفة وإطلاع.
من جانب آخر أدت هذه المواقع والبرامج لانغلاق الفرد على نفسه وقلة احتكاكه ببقية أفراد أ?ْسرته مما يؤدي للتفكك الاجتماعي ,كما أدت لتعرض الشباب لصدمات عاطفية نتيجة للتعلق بناس مجهولين غير موثوق بهم.
هدي لديها اخوين علي شبكة الانترنت وتعتبرهم أهم من أخوتها الحقيقيون من أمها وأبيها حيث تثق بهم كثيرا ورغم ذلك يوجد حدود بينهم .
وتتابع” تعرفت عن طريق الشات علي أكثر من شخص وبعد فترة عرفت بمن أثق وبمن اعتبره فقط للدردشة ووثقت باثنين واغلب أسراري لديهم وكلاهما لا يعلم بالأخر”.
تقول “بصراحة أخوتي من أمي وأبي أخاف أن أتحدث معهم وخاصة في اهتماماتي ورغباتي ومواضيع يمكن أن تكون حساسة لديهم حيث يفهمون كل تصرفاتي بشكل خاطئ وادخل معهم بالمشاكل ”
لذلك تؤكد ” قررت أن لا أتحدث معهم بأي موضوع يخصني واكتفيت بأخوتي علي الانترنت حيث هم من ينصحوني في أي موقف أو مشكلة أتعرض لها وأنا كذلك أبادلهم نفس الأمر ”
لا أثق في احد
لا أثق في احد لا استطيع أن أراه وهو يتحدث ” هذا ما أعلنته مي أبنت 25 سنة والتي لديها العديد من الأصدقاء الذين تحدثهم عبر شبكة الانترنت .
وتكمل “أنا لا أثق في أي احد لا استطيع أن أري وجهه وهو يتحدث حتى لا أثق في احد وهو يتحدث عبر التلفون أو الجوال رغم معرفتي بهم فكيف أثق في من لا اعرفهم ”
وتضيف “صحيح أن لي العديد من الأصدقاء