إجراءات سعودية برعاية أمريكية لتجويع اليمن (مترجم)
شهارة نت – تقرير / شيماء ابراهيم:
هناك بلد واحد في الشرق الأوسط يبدو أنه يحصل على غطاء دبلوماسي من الولايات المتحدة الأمريكية كلما فعل شيئا خاطئا، إنها الدولة التي أفعالها تثير التطرف الإسلامي في جميع أنحاء المنطقة. إنها البلد التي لا ينشر تقارير بجرائمها في وسائل الإعلام الأمريكية، وخصوصا عندما تتورط في تلك الجرائم الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية، هذه الدولة بالتأكيد هي المملكة العربية السعودية.
التورط الأمريكي في الحرب السعودية الظالمة على اليمن، والتي أصبحت كارثة إنسانية، هو أمر صعب الاعتراف به من قبل الطبقة السياسية الأمريكية، وبالكاد حتى معروف للجمهور أو ربما الناس تريد أن تتجاهل ما يجري. بمساعدة وتواطؤ الحكومتين البريطانية والأمريكية، تتسبب السعودية في تجويع اليمن، التي تعتمد بشكل أساسي على واردات الغذاء.
أفادت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أن ما يقرب من 14 مليون شخص، نصف سكان اليمن، يعانون من “أزمة غذاء طارئة”. التصنيف المقبل بعد الطوارئ هو “المجاعة”. جهود الأمم المتحدة في التخفيف من الأزمة الغذائية في اليمن يصل فقط إلى 3.5 مليون من الشعب اليمني، وحتى هذا المشروع يعاني بشدة من التمويل. كما أن الضربات الجوية التي تقودها السعودية قد أهدرت العديد من موارد الإغاثة الإنسانية في اليمن.
الولايات المتحدة متواطئة في هذه الحرب، أمريكا تقدم المعلومات الاستخباراتية، وتدير هجمات بالطائرات بدون طيار، وبعض القوات الخاصة الأمريكية موجودة على أرض اليمن، كل هذا في الوقت الذي تواصل فيه السعودية حربها ضد أنصار الله.
ولكن المشكلة السعودية تتجاوز مجرد الحرب في اليمن، يمكن القول أن المملكة تتحمل جزءا من المسؤولية عن جميع الصراعات في الشرق الأوسط التي فيها تشارك الولايات المتحدة، ولاسيما مكافحة تنظيم داعش في العراق، وسوريا، وليبيا.
السعودية لا تزال تمول، كسياسة رسمية، الحركات الراديكالية والوهابية في مختلف أنحاء العالم من خلال مساجد ومراكز دينية ممولة سعوديا، في حينداعش صارت تشكل تهديدا لبيت آل سعود في المملكة نفسها، فإنها توفر أيضا وكيلا مفيدا في المنافسة طويلة الأمد مع الوكلاء الإيرانيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
معظم الاتجاهات في أمريكا غير متوافقة مع السعودية، بعد هجمات 11 سبتمبر، دعا العديد من المحافظين الإدارة الأمريكية لإنهاء حكم “سادة الإرهاب”، بما في ذلك الرياض على القائمة، كما يكره الليبراليون النظام السعودي باعتباره عدوا لحقوق الإنسان وأحد المروجين لمعظم الحركات الانتقامية في العالم الإسلامي.
حتى الآن، تتعاون الإدارة الأمريكية معها في الحرب التي ليس لها علاقة مفهومة بمصالح الولايات المتحدة وكأن هناك نوعا من القدرية التي تبقى على صداقتنا مع السعودية.
الولايات المتحدة تعزي نفسها بأنه على الأقل السعودية تساعد على إبقاء أسعار النفط منخفضة، الأمر الذي يحافظ على الضغط على روسيا. وعلى الأقل نحن نعرف العائلة المالكة ولا نعرف ما يمكن أن يحل محل آل سعود إذا سقطت.
ولكن حتى لو أننا عالقون في العمل مع السعودية بدعوى منع الأسوأ من السيطرة على الحكم في السعودية، وحتى لو كنا عالقين معها كقوة موازنة للنظام الإيراني، فالشعب الأمريكي يستحق بعض الجواب عن لماذا نحن نساعدهم في تجويع اليمن. لماذا هذه المهمة ذات قيمة بالنسبة للولايات المتحدة؟ لماذا نشارك، على الرغم من التحذيرات المتكررة بأنها كارثة إنسانية؟! أي نوع من الصداقة يتطلب الاستمرار في شيئ شرير بهذا الوضوح؟.
مايكل دوجيرتي -ذا ويك