صدمة الرياض من انفراط تحالفها
كيهان :
لم يمر في تأريخ حكومة بني سعود ما تعيشه اليوم من مأزق كبير على مختلف المستويات سواء كانت الاقتصادية والسياسية والعسكرية فضلا عن الاقليمية والدولية، ورغم محاولاتها التي بذلتها ومن خلال انفاق الاموال من اجل ان يكون لها دور بارز في العالمين العربي والاسلامي الا انها اخذت تواجه الاحباطات والفشل الواحدة تلو الاخرى.
وفي قراءة سريعة للتخبط السياسي التي تعيشه الرياض خاصة فيما يتعلق بقضايا المنطقة، نجد انها اخذت تفقد مصداقيتها وبصورة لم تتوقعها، وكان العنوان الاول الذي اختفت وراءه في الوصول الى هدفها هو الارهاب الذي كانت تعتقد ان مارسته يخلق حالة من الرعب والخوف لدى الشعوب مما يدفعها ان تستسلم وتخضع طلبا للامن والاستقرار، الا ان هذه النظرية قد باءت بالفشل الذريع عندما اختطت الشعوب لنفسها طريق مواجهةالارهاب المستورد، مما مكن الشعبين في كل من سوريا والعراق من دحره وبصورة مخزية، بحيث فقد فاعليتهولم يعد لها بعد اليوم ذلك التأثير، اي وبعبارة اوضح يمكن القول ان الذراع القوي الذي ارادت الرياض منه ان يكسر ارادة الشعوب قد تهشم وللابد.
ولا ننسى ايضا ان الرياض وتطبيقا لرؤيتها السوداوية الحاقدة كما اسلفنا فانها تورطت وورطت حكومة البحرين وادخلتها في مأزق كبير لاتدري كيف الخروج منه، خاصة وانها دفعت بحكومة بني خليفة الى مواجهة التظاهرات السلمية المطالبة بحقوقها التي كفلها الدستور والقوة وقد تدخلت مباشر في ذلك من خلال ارسال قواتها العسكرية تحت ذريعة درع الجزيرة لاخماد الثورة البحرينية وباسرع وقت ممكن، الا ان اصرار الشعب البحريني وصموده تمكنا ان يضعا حكومة بني خليفة الاجرامية في وضع مأساوي كبير بحيث وبخطواتها الهمجية وغير المدروسة ضد ابناء البحرين كشفت للعالم اجمع انتهاكها لابسط مبادئ حقوق الانسان.
ولذا كان لابد للرياض وعندما وجدت ان مصداقيتها قد اخذت في الافول واصبحت في دائرة الاتهام الاقليمي والدولي بدعمها الارهاب يدفعها ذلك الى التراجع على اقل التقادير ،بتغيير سياستها لكي تحفظ ماء وجهها امام شعبها اولا، وشعوب العالم ثانيا، الا اننا نجد انهاقد اوغلت وانغمست الى اذنيها في ارتكاب أفظع الجرائم ضد ابناء الشعب اليمني خاصة وبعد اعطت لعدوانها غطاء لاقناع شعوب المنطقة بهذا العدوان من انه مدعوم من قبل دول المنطقة تحت اطار التحالف العربي.
ولكن وبعد مرور اكثر من عامين على العدوان والذي لم تحصد منه سوى ارتفاع اصوات المنظمات الدولية بالادانة لما ارتكبته من جرائم تندى لها جبين الانسانية بحق اطفال ونساء اليمن والذي بلغ وحشيته حدا لايطاق. مما ترك تأثيره المباشر على التحالف ا لمزعوم بحيث اخذ يتشظى ويتفكك لانفراط الدول منه وبصورة ابقت السعودية وحدها في الميدان مما يعكس خطأ استراتيجيتها واسلوبها في التعامل مع احداث المنطقة.
واليوم وبعد خروج القوات المغربية وقبلها الاماراتية وغيرها من الدول مماشكل تصدعا كبيرا في تحالف الرياض والذي يعد صورة كبيرة من صور الهزيمة التي منيت بها حكومة بني سعود اضافة الى هزائم المجاميع الارهابية الاخرى التي كانت تقدم لها الدعم اللامحدود، ولذا فان حكومة بني سعود وكماذكرت التقارير الاخبارية تعيش حالة من الارباك الكبير بحيث وبهذه الصفعات التي توالت عليها جعلها تعيش في مفترق طرق خطير، ومن الطبيعي جدا انه سينعكس على الداخل السعودي قبل غيره او في الواقع ان بوادر انعكاسه اخذت تظهر للافق والذي يوضحه اكثر تهافت المسؤولين السعوديين على واشنطن عسىولعل يجدوا الحل لديها، ولكن كما قيل ان ارتماء الرياض في احضان واشنطن “كالمستجير من الرمضاء بالنار”.