بين بلدية نيويورك ومبنى الأمم المتحدة
حدثان متزامنان كلاهما في نيويورك الأول زيارتنا لبلدية نيويورك والثاني اجتماعاتنا داخل مبنى الأمم المتحدة وراء كل منهما حكاية وكلاهما في مدينة نيويورك.
فمدينة نيويورك واحدة من أهم مدن العالم إن لم تكن الأهم علي الإطلاق? توصف بأنها عاصمة الرأسمالية والعولمة? وهي أكبر مدن العالم فيما يتعلق بالتنوع الديني? واللغوي ?والعرقي.
هذا في نظر العالم وبرغم ذلك لم تبهرني ولم تستطيع أن تشد عنقي لأتابع تعدد طوابقها الذي ينافس السحاب? فأنا بنت أول مدينة ناطحت السحاب بحميميه وتآلف افتقدته بين علب الكبريت هنا ….فكل شيء هنا يفقد معناه بقدر التقنية العالية من ناحية الجودة أو الإتقان في العمل المفرغ من حب الحياة ?يقولون الناس هنا يستمتعون بحياتهم? ويحبون الحياة ..,والحقيقة هنا الناس يصنعون الاستمتاع الجامد الذي لاطعم له? ولا لون تسرق منهم أعمارهم بأسم السرعة .
باختصار مدينة نيويورك ليس مدينه” وإنما هي لعبة بلستيشن كبيرة” يديرها العمدة الملياردير من مكتبه… فقد زرنا كوفد عربي نسائي من كل الدول العربية مبنى البلدية لنستعرض كنساء عربيات كيف تنجح النساء في هذه البلدية…?!! الذي يرأسها مايكل بلومبرغ? اليهودي الديانة… فما بالك عندما يكون هذا النموذج امرأة ومن أصول عربية…!! وليزيدكم دهشة وانبهار من فلسطين تحديدا?ِ… يألله إبهار مابعده إبهار…!!! ديمقراطيه صغيرة تحقق سيادية عظمى ….!!
طبعا لأنقص من نضال المجتهدة العربية الفلسطينية وهي ت?َختار لرئاسة لجنة شؤون المهاجرين في بلدية نيويورك? وهي المرة الأولى التي يتولى فيها شخص مسلم وعربي هذا المنصب فهو فخر لنا .
وما قالته فاطمة شمعة وهي تستعرض لنا تجربة نجاحها نحن النساء العربيات ‘ إن تعيينها الذي تم بقرار من بلومبرغ ? لم يحدث أي إثارة للجدل من زملائها? ‘ بحسب تعبيرها وهي المنحدرة أصلا?ٍ من بلدة ‘دير دبوان’ القريبة من رام الله التي زارتها آخر مرة قبل سنوات ‘.
وأضافت فاطمة شمعة? البالغة من العمر 35 سنة? إنها ستسعى لأن تكون بحجم المسؤولية التي ألقاها على عاتقها رئيس بلدية نيويورك” في تولي شؤون المهاجرين” لمدينة يهاجر إليها كل عام مئات الآلاف من كل قارات الدنيا ? حيث تسمع في شوارع المدينة عشرات اللغات واللهجات المختلفة.
وأوضحت لنا فاطمة شمعة ‘أنها أبصرت النور في نيويورك من أم برازيلية? حيث كان والدها مقيما?ٍ قبلها في “ريو دي جنيرو? بالبرازيل”? وهناك قضت هي بعض السنوات? لذلك فهي تتقن العربية والبرتغالية والانجليزية والفرنسية والاسبانية وبعض الايطالية’?وهي متزوجة من مسلم سوري? يعمل في الحقل المصرفي في نيويورك ولها منه ثلاثة أولاد وقد عبرت عن أسفها لأنها لم ترزق “بطفلة أنثى” ? وهي تسافر بعض الأحيان لقضاء العطل في بلدان عربية ? وتفتخر بدينها الإسلامي? وتمارس طقوسها الدينية “من صوم? وصلاة”… بكل حرية والى وقت قريب لم يعرف عمدة بلدية نيويورك بأنها إمراءة مسلمة….. ومع هذا لم يؤثر ذلك على حساسية عملها? وهي تعشق نيويورك وتراها مدينة معولمة? ففيها ولدت وفيها عملت في السنوات الأخيرة قبل توليها المنصب الحالي مستشارة للشؤون التربوية في بلديتها? حتى تمت ترقيتها كرئيسة للجنة شؤون أن لمهاجرين إلى هنا وأنهت حديثها… بعدها فتحت لنا المداخلات.. والنشوة ترتقي بنا فها نحن نناقش إمراءة صانعة قرار? وأم? وزوجة ومسلمة عربية… إلى أن أنطلق صوت ليكسر تلك النشوة المصنوعة? كبرنامجنا المصنوع.. فموفدة فلسطين صحت فينا الضمير النائم وهي تستعرض كيف هي من بلدة رام الله نفس بلدة فاطمة شمعه ولكنها لاتحتفظ بحقها بصناعة أي قرار لأنها فلسطينيه من أبوين فلسطينيين وتحمل جواز فلسطيني وتتكلم العربية فالكلام محرم عليها ? وصلة الأرحام محرم? دموعها سبقت حروفها …وسط تلك القاعة التي تتبنى الحريات لتقول لهم بس كفاية… حف الصمت القاعة تخلله كالعادة تصفيق لتلك المرأة الفلسطينية العظيمة التي تحمل جواز فلسطيني لنأخذ الصور التذكارية ونخرج كما دخلنا لم نفيد ولم نستفيد.
ليكن يومنا التالي الذي يقتضي تجمع مئة إمراءة من كل دول العالم بمبنى الأمم المتحدة لنحتفل بيوم الثامن من مارس وسط التصفيق والتهليل واصلت تلك الصامدة الشجاعة إيصال صوتها وهي تشرح للحاضرات من كل دول العالم بأنها بأمس الحاجة لإيقاف الفيتو التي تستخدمه الأمم المتحدة ضد الفلسطينيين بعد كل مجزرة ….لتحتفل كل نساء فلسطين الشجاعات بيوم المرأة في كل مكان فقد ضاق بهم الوجود? فالمرأة بفلسطين تصرخ كل يوم… والثامن من مارس لايقدم لها شيء سوى تضخم الحزن بذاكرتها
فيوم الثامن من مارس ..ما عاد يجدي والحمل على المرأة الفلسطينية أصبح أكبر من الكتابة?وحاجتنا بفلسطين إلى التنفس جعلتني أتى إلى هنا لأقول: لكن بأن وطني يكتظ بالهواء بس صادروا حقنا بالتنفس ? وطني يمنحني الحياة بس حدودكم تقتلني ?وطني يعيد الأرض إلى قدمي ويعيد قدمي إلى الأرض?وطني يجعلني فوق الأر