الإمارات و السعودية ونهاية المهمات القذرة
بقلم/ محمد انعم
< رسالة دولة الإمارات وصلت إلى العالم وتحديداً الى السعودية وبقية دول الخليج بكلام واضح وصريح ودقيق ومركز، حيث أعلن د. أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، موقفاً مزلزلاً جاء فيه: (موقفنا اليوم واضح فالحرب عملياً انتهت لجنودنا ونرصد الترتيبات السياسية، ودورنا الأساسي حالياً تمكين اليمنيين من المناطق المحررة) ، ونشر بصفحة أخبار محمد بن زايد في (تويتر) ، الأربعاء.. > الموقف الإماراتي الجديد جاء أشبه بقنبلة عنقودية مدوية ، وليست المشكلة في توقيت التفجير وإنما بما ستكون له من تبعات خطيرة ..فموقف كهذا لا يمكن أن يكون موقفاً مرتجلاً أو أنه جاء بسبب زلَّة لسان أو تحريف في الكلام.. لذا من الطبيعي ان يجن جنون السعودية التي تدرك ان انسحاب الإمارات من تحالف العدوان يمثل هزيمة نكراء لمخططها التآمري وطعنة غادرة يوجهها محمد بن زايد في خصرها..
صحيفة (الشرق الأوسط)، الخميس، أوقفت طبعتها بهدف إعادة نشر خبر نسبته إلى د. قرقاش وتم اختيار عنوانه للتخفيف من هول الصدمة هكذا: (قرقاش : تم اجتزاء محاضرتي والإمارات مستمرة في الحرب لدعم الشرعية في اليمن).. علماً أن الخبر منشور في تويتر وبشكل واضح جداً وليس في المحاضرة التي تحدثت عنها الصحيفة ، وتخبط كهذا يعكس حقيقة ما احدثه الخبر من صدمة لدى السعوديين .
وإذا تراجعت الأمارات فعلاً عن موقفها وقرارها بهذه السرعة فذلك يؤكد انها تتعرض للضغط والتهديد من قبل السعودية، وهذا أمر غير مستبعد، والقيادة الإماراتية تتوقع ذلك، وتدرك أن السعودية ستجعلها تدفع الثمن غالياً، لكنها مستعدة لرد الصاع صاعين لأن قراراً كهذا أصاب تحالف العدوان بمقتل وأكد انه أصبح يترنح وان ثمة معارك نفوذ مستعرة بين السعودية وغيرها تدور رحاها على أرض اليمن..
الهزائم المتلاحقة التي تتكبدها السعودية أمام صمود الشعب اليمن ، دفعها منذ الأشهر الاولى للعدوان للبحث عن فرصة انتصار ولو على الجيش الإماراتي على ارض اليمن ، ويمكن القول ان السعودية نجحت في تصفية ابرز قيادات الجيش الإماراتي وبشكل واضح ..
وأخيراً قررت السعودية طرد القوات الإماراتية من قصر المعاشيق بعدن، وقبل ذلك خلعت خالد بحاح وهو رئيس الحكومة (الشرعية) من مناصبه، وقبل ايام كشرت عن أنيابها بشكل فظيع وأسقطت ثلاث طائرات مروحية إماراتية في عدن خلال ساعات ..
وإذا تراجعت دولة الإمارات عن موقفها ، إلا إنها قد أوصلت رسالتها وأكدت للعالم عدم رغبتها في استمرار قتل أبناء الشعب اليمني وتجويعه بفرض الحصار الشامل عليه لأكثر من عام، كما أكدت أيضاً ان استمرار العدوان على اليمن هو قرار سعودي بحت، وأن لا علاقة لها البتة بأية جرائم تُقترف بحق الشعب اليمني.
الموقف الإماراتي بالتأكيد ستكون له تداعيات خطيرة وستتفاقم يوماً بعد يوم وتعمق من حدة الخلافات الإماراتية السعودية التي تنذر بتفجر حرب بين الدولتين خصوصاً وأن السعودية تتعامل بغطرسة مع دول الخليج وبالذات مع دولة الإمارات وكأنها إمارات تابعة لها ..
بكل القراءات السعودية ستعتبر الموقف الإماراتي بأنه يمثل خيانة لآل سعود.. وخيانة جاءت في داخل معركة تعني ان الإمارات تنفذ مخططاً تآمرياً يستهدف السعودية ..حتى وان أعلنت الإمارات تراجعها الا ان ذلك التحدي والتطاول قد هز هيبة السعودية وسيدفع محمد بن زايد وإخوانه الثمن باهظاً.. والأيام بيننا..
القرار الإماراتي ستكون له تأثيرات مدمرة ستنعكس بشكل كبير على جبهات القتال في اليمن، فستعمل السعودية على تصفية حساباتها مع الإمارات على الأرض اليمنية باستمرار تدمير جيشها وإضعاف قوتها العسكرية والجوية تحديداً، كما ستدفع السعودية جماعة الإخوان المسلمين وجماعة السلفيين لتنفيذ هذه المهمة داخل الإمارات..
أما إذا جازفت الإمارات ولم تسارع بإعادة قواتها من اليمن على وجه السرعة فلا يمكن استبعاد إقدام القوات السعودية على اجتياح مناطق إماراتية، حولها خلافات مع السعودية في ساعات، مستغلةً انشغال الجيش الإماراتي في معارك عبثية في اليمن ..
وصدق من قال: (إن الحرب خدعة).