طاولة الكويت .. سفينة نجاة
بقلم/ حميد دلهام :
ذلك ماينبغي أن يدركه الجميع..فالشعب اليمني هو المتضرر الأول والأخير، من العدوان، هو من يدفع فاتورته باهضة التكاليف، يدفع ثمنها من كل مناحي حياته، لذلك فمن مصلحته، بل من أولى أولوياته، ومن أكثر ضرواته الوطنية الحاحا في هذه المرحلة وقف العدوان، وايقاف نزيف الدم اليمني، و التخفيف من حجم المعاناة، وما يواجهه المواطن من صعوبات كبيرة، تتعلق بحياته اليوميه،.ووضعه المعيشي..
الشعب اليمني اليوم معني، بايقاف الة العدوان، وما يترتب عليه من مواجهات داخلية، تلك الالة التي حصدت، ولا زالت تحصد ارواح الالاف، من خيرة شبابه، وعماد مستقبله، علاوة على ما يسقط من شهداء الجانب المدني، الذين يقعون مباشرة، تحت طائلة الة القتل والحقد السعوديه..
الشعب اليمني معني أكثر من اي وقت مضى، برفع الحصار الجائر، وايقاف الحرب الاقتصادية الهمجية، التي يتعرض لها، و التي لا يمر يوم، دون ان تضيف جديد معاناه، و ضغط اضافي على كاهل المواطن في كل أرجاء البلاد..
الشعب اليمني اليوم معني بلملمة اوصالة، وتضميد جراحه، ووقف ما يتعرض له نسيجه الاجتماعي، من تهتك و محاولة غرس متعمد، من قبل العدوان لبذور الطائفية، والعرقية، والمناطقية، والجهوية، وكل انماط الفرقة والشتات ، وايغار الصدور، وزرع الأحقاد..ومن هنا فان التأييد الشعبي، لوفدنا الوطني لا يزال في اعلي مستوياته..لا زلنا نشد على أيديهم، ونمحنهم كشعب يمني الكثير والكثير من اهتمامنا، ومتابعتنا، بل و خالص دعاءنا لهم بالتوفيق والسداد..
ومع هذا الموقف المؤيد والداعم للسلام، الا انه من الخطأ الفادح، ان يعتقد من لا يجيد قراءة الامور، وفريق وضع خطط اسقاط صنعاء خلال ثلاثة ايام، قبل شهور طويله من الان، كما تردد في اعلام العدوان، من الخطأ الفادح، ان يفسر اولائك رغبة شعبنا العظيم في السلام، وحرصه الشديد عليه، ان ذلك علامة ضعف، او بوادر استسلام…واهم ومغفل وغير منطقي من يعتقد ذلك..
أما هادي وفريقه، وكل نزلاء الفنادق في الرياض..فأي اتفاق تتخمض عنه مفاوضات الكويت..سيخدمهم أكثر من غيرهم، بأي شكل، وتحت أي صفة كان.. انه عباره عن حفظ ماء وجه، و مخرج مقبول ومعقول..من حالة الفشل الذريع التي تلاحقهم، و تصم كل تحركاتهم، اينما نزلوا، وحيثما حلوا..
من يراقب اوضاع عدن، و بقاء هادي بعيدا عنها، وعودة حكومة المنفى (بن دغر وشلته) المتأخرة اليها، وحتى فشلهم الذريع في اصلاح كهرباء المدينه، وعدم قدرتهم على رفع العلم الوطني فوق المباني الحكومية، يدرك حجم الفشل الذي يلاحقهم، اما عن اوضاعها الاقتصادية والمعيشة، وتدهور الجانب الامني فيها فحدث ولا حرج..
اذا..كفى مكابرة..كفى متاجرة بدماء الشعب ومعاناة الناس..كفى حماقات..و خطوات فاشله..الشعب لا يحتمل المزيد..اجنحو للسلم..وكونوا طرفا فاعلا في تحقيقه..فهو سيضيف الى خدمتكم في ايقاف مشوار فشلكم الذريع، خدمة أخرى..وهي انكم ستحسبون على طاولة، انتجت اتفاقا تاريخيا، وحلا مقبولا، وضع عن الناس اصرهم، والاغلال التي اثقلتم اعناقهم وكواهلهم بها..وبالتالي لا تضيعوا الفرصة .. فقد منحتها لكم طاولة الكويت على طبق من ذهب..
بقي النظام السعودي…ولا مبالغة اذا وصفت طاولة الكويت، بانها الفرصة السانحة، والوحيدة والفريده، والتي من الغباء، والتخبط، وانعدام التصرف الرشيد عدم استغلالها..
انها فرصة ذهبية ثمنيه جدا، امام النظام في النزول عن الشجرة، ووقف حماقات بن سلمان، و محاولاته الفاشلة، في اظهار الحزم، و مخاطبة الاخرين بلغة القوة..
اليوم يجري التحضير امريكيا، لتخلص من السعوديه، والقضاء عليها كقوة عسكريه، واقتصاديه محسوبة للعرب والمسلمين، ولو من باب الاسم، وتحت يافطة التسمية..اما اعمالها ونشاطها على الارض، فهو محسوب، و مسخر لخدمة اعداء العروبة والاسلام، ومع ذلك فهم يريدون وضع ايديهم مباشرة عليها، وتحويلها الى فتات..هذه هي ملامح السياسيه والتوجه الامريكي القادم..
ليدرك النظام السعودي انه وان تمكن من اكراه الامم المتحده على شطب اسم تحالف عدوانه على اليمن من قوائمها السوداء..فهي قد قامت بادراجة مسبقا بكامل قناعتها ، وبما يتماشى مع وضعها الطبيعي..ومجال عملها القانوني..
ليدرك النظام كذلك بان سياسة التأييد الامريكي لسياسته الرعناء، سرعان ما انقلبت الى الضد، وتحولت الى نقد لاذع ، وتصويب للموقف الاممي..
ليدرك نظام ال سعود..بان الايغال في الدم اليمني ، والاستمرار في سفكه، ونزيفة..سيكون له عواقب وخيمة ، و وخيمة جدا..فهو سيكون سبب مباشر في نزول العقاب الالهي..ويعجل من زوال ملكهم، وانتهاء دولتهم.. كما انه قد يمثل ملف ادانة..يجر ويسرع عليهم..ويلات القادم الأمريكي..ويسهل عليه تنفيذ مخططاته..
اذا ليدرك الجميع ان طاولة الكويت سفينة نجاة..ومن الحكمة التشبث بها..