الاوقاف: السعودية تمنع اليمنيين من أداء فريضة الحج والعمرة
شهارة نت – حوار / محمد انعم :
أوضح الاستاذ/ عبدالرحمن القلام- القائم بأعمال وزير الأوقاف والإرشاد- أن السعودية منعت الحجاج اليمنيين من أداء فريضة الحج للعام الثاني على التوالي، حيث قامت وزارة الأوقاف والإرشاد بتوجيه عدة مذكرات لوزارة الحج السعودية ولكنها لم تتجاوب.
وقال القلام في حوار مع »الميثاق«: إن العدوان السعودي استهدف أكثر من 600 مسجد وغالبيتها دمرت تدميراً كاملاً.. مشيراً إلى أنه ليس هناك أي إقصاء للخطباء بسبب انتمائهم لحزب معين، وان تعيين الخطباء يأتي عن طريق الأهالي لأنهم هم من يختارونهم.. مضيفاً: ان التواصل مازال قائماً بين الوزارة وبين جميع مكاتبها في كافة المحافظات..
داعياً الخطباء إلى بث ثقافة التسامح بين أبناء الشعب اليمني والابتعاد عن الغلو والتطرف الذي لا يولد سوى الفرقة والشتات.. فإلى نص الحوار:
< في البداية ترحب صحيفة »الميثاق« بالاستاذ عبدالرحمن القلام القائم بأعمال وزارة الأوقاف والارشاد ونود أن تطلعونا على الجهود التي تبذلها الوزارة لضمان أداء أبناء الشعب اليمني العمرة والحج لهذا العام.. وهل تواصلتم في هذا الجانب مع الأشقاء في السعودية؟
– الموضوع شائك ولا يخفاكم دوافع واسباب التعنت السعودي ومع ذلك فقد حرصنا في الوزارة على بذل كل مانستطيع حيث وقد كلفنا من يقوم بالتواصل معهم لأن السعودية الآن لا تتواصل مع أي يمني إلا مع أشخاص معينين، فكلفنا من يتواصل معهم وارسلنا عدة مذكرات وخطابات لهم ولكنهم لم يوافقوا عليها، حتى أن وزارة الحج السعودية عقدت جلسات مع بعثات الحج جميعها من جميع الدول واستثنت اليمن وسوريا وإيران، كما انها لم ترد على خطاباتنا كبعثة حج يمنية، وكذلك على أصحاب الوكالات حتى يتمكنون من الترتيب للحجاج.. لكننا مازلنا نبذل جهوداً كبيرة من أجل الحصول على الموافقة ولو كان حتى للوكالات كي يذهبوا لتدبير السكن الملائم للحجاج اليمنيين لأنهم في العام الماضي لم يردوا علينا إلا قبل بدء مناسك الحج بأيام ووافقوا لنا على ثلاثة آلاف حاج، بينما الحجاج اليمنيون المسجلون اكثر من 27 ألف حاج، وأرادوا من وراء ذلك خلق صراع ولكن الحمد لله اليمنيون قدّروا الموقف واستطعنا إعادة المبالغ المالية لمن بقي، وأيضاً أعدنا جزءاً لمن سافر.
وأود أن أضيف أننا أشرنا في مذكرتنا التي بعثناها للمسؤولين السعوديين إلى أن الحج ركن من أركان الاسلام ولا علاقة له بأية جهة من الجهات داخل أو خارج البلاد، ولا يجب تسييسه ابداً باعتباره ركن مفروض على الأمة الاسلامية بكاملها، وأملنا كبير في الأيام القادمة أن نلقى تجاوباً.
< وهل مازلتم تبعثون مذكرات بهذا الشأن؟
– مازلنا وسنظل نبعث بمذكرات وخطابات وكل ذلك من أجل ان يتمكن من استطاع اليه سبيلا من أداء فريضة الحج من ابناء اليمن.
< يعني ممكن القول إن اليمنيين سيحرمون من الحج للسنة الثانية؟
– يبدو ذلك، ولكن لا استطيع أن أجزم الآن حتى لا أقطع الأمل على الحجاج اليمنيين، وإن أراد الله فإنه سييسر للحاج اليمني.
< هل تعتقدون أنهم حصروا الحج والعمرة على أعضاء حزب الإصلاح فقط؟
– الوكالات الموجودة هناك ثلاث وكالات أعلنّا العام الماضي إلغاءها وهي تابعة لقيادات إصلاحية، وهناك أصحاب وكالات من الاصلاحيين لكنهم بقوا في وطنهم.
< مع حلول شهر رمضان المبارك هناك تأجيج للمذهبية في بعض المساجد وذلك ضمن مخطط لخلق صراع مذهبي.. ما برنامج الوزارة لمواجهة هذه المؤامرة؟
– هناك من يحاولون أن يحركوا الجانب العقائدي لخلق فجوة داخل المجتمع، وذلك بعد ان وجدوا أنهم لم يستطيعوا كسر شوكتنا بالعدوان والسلاح رغم شحة إمكاناتنا الا اننا مازلنا صامدين، ومازلنا ثابتين الى الآن أيقنوا أنهم لا يستطيعون السيطرة على اليمن إلا بتفجير الأوضاع من الداخل، ولكن والحمد لله حتى الأشخاص الذين كانوا يراهنون عليهم استوعبوا المخطط وعرفوا أن هذا وطن لا يمكن التفريط به، وان الدين الاسلامي أوصاهم بحب الوطن وأوصاهم بحب الله عز وجل ورسوله في المقدمة، فلهذا باءت محاولاتهم بالفشل ومن ضمن محاولاتهم التآمرية هذه أنهم العام الماضي سمحوا لجماعة من اخواننا الاسماعيليين بالحج وأدخلوهم بغير جوازات، معتقدين أنهم سيستطيعون إثارة فتنة جديدة داخل البلاد، فكثير مما خططوا له أفشله الله.. واخواننا السلفيون وغيرهم حتى من كانوا في الإصلاح مواقفهم مشرفة لأنهم يعلمون أن العدو يقتل اليمنيين جميعاً ولا يفرق بين مذهب وآخر.
< كيف واجهتم العدوان في الوزارة وفي المكاتب بالمحافظات.. وما خسائركم جراء هذا العدوان؟
– اعتقد ان أكثر من خسر من الوزارات هي وزارة الأوقاف، وقد تحملت أعباءً كثيرة وسأذكر لك مثلاً بسيطاً أن خطباء وأئمة المساجد وضربت مساكنهم وأصبحوا نازحين وهم مجموعة كبيرة، لأن العدوان استهدف أكثر من 600 مسجد ما بين تضرر وما بين تدمير كامل.. ولدينا الوزارة شركاء الوقف الذين يعملون في أراضي الأوقاف ضربت مزارعهم وضربت بيوتهم ويعتبرون الآن مشردين، وكذلك التجار المستأجرون من الأوقاف هؤلاء منعوا من الاستيراد ولم يستطيعوا تسديد ما عليهم من إيجارات.
كما ان هناك مجموعة ممن هربوا الى الرياض ومازالوا مستأجرين شققاً من عقارات الاوقاف ونحن نراعي أنهم يمنيون، لذلك لم نستعد هذه الشقق، رغم انهم للأسف لم يراعوا ذلك وبرغم هذا فأخلاقنا لا تسمح لنا بإخراج أسرهم الى الشارع بينما هم يطالبون بقتلنا وضربنا، ولكنا نتحمل ذلك عسى أن تتحرك فيهم حتى ذرة من وطنية أو حياء.. هذه كلها أعباء تتحملها وزارة الأوقاف.
< يعني الآن استطعتم تجاوز بعض ما خلفه العدوان ومعالجته؟
– لله الحمد عالجنا البعض منها والبعض منها مازالت معلقة، واليمنيون خيّرون، حيث استوعبوا الكثير من النازحين وأنفقوا عليهم، وهذا دليل ترابط اليمنيين وتكافلهم.
< يمكن أنهم كانوا يزعمون قصفوا هذه المساجد بدعوى انها للرافضة؟
– أي مسجد هو بيت الله وكان على تحالف العدوان أن يحترموا المالك لهذا البيت وهو الله عز وجل، لكن هؤلاء لا يحترمون مالكاً ولا غيره، فلو كان في بيتك ضيف وأهنته أنا أو شخص آخر لأخرجتني، فكيف برجل يضرب ويقتل وهو بين يدي الله وفي بيته.
< يتردد ان هناك صراعاً على المساجد بين الاخوان وأنصار الله.. ما حقيقة ما يجري.. ويقال أيضاً إن هناك الكثير ممن تم إقصاؤهم من منابر المساجد؟
– لا يوجد مثل هذا الإقصاء.. وقد اتخذنا في وزارة الاوقاف من سابق وليس من الآن قراراً وذلك حرصاً على الخطيب وحرصاً على بيت الله ألا يكون المسجد مقراً لإثارة الفتن والصراع بين المجتمع اليمني حيث تركنا حق الخطابة لرواد المسجد لا لوزارة الأوقاف، ولا للإصلاح ولا للمؤتمر ولا لأنصار الله.. تركناها لرواد المسجد لأنهم هم المرتبطون بالخطيب وهم من يقيمونه.. فعندما يشكو رواد المسجد من خطيب ما أو أنه أثار الفتنة فعند ذلك يقومون برفع شكوى للوزارة ونحن الشكوى إلا إذا كانت موقعة من جميع سكان الحي ثم على ضوئها يحال الموضوع الى الإدارة المختصة بالوزارة التي بدورها تطلب منهم خطيباً من الحي نفسه وإذا لم يكن لديهم شخص يستطيع الخطابة نقوم بإرسال خطيب لهم من المعهد العالي للارشاد يقوم بالعمل، وهذا حرصاً منّا على عدم إثارة النعرات والفتن.. صحيح أننا غيرنا بعض الخطباء ولكن لم نغيرهم بأشخاص لا من المؤتمر ولا من أنصار الله ولا من غيرهم وإنما غيرناهم بأشخاص من المربعات نفسها، لأن الناس يثيرهم أي خطيب لا يتحدث عن العدوان.. فشخص لا يتكلم عن العدوان على وطنه لا يصلح أن يكون خطيباً، وخلاصة القول: إنه لا توجد صراعات وهناك خطباء من أنصار الله ولكن عينوا بموجب مذكرة من الحي ومن المجلس المحلي على أن هذا الخطيب تم ترشيحه من الأهالي وأزلنا بعض الخطباء من أنصار الله عندما وجدنا أن بعض رواد المساجد غير قابلين بهم.
< هل فعلاً قمتم بتغيير بعض من الخطباء المنتمين لأنصار الله؟
– ليسوا كثيرين ولكن إذا طالب أهل الحي بتغيير شخص فهذا حقهم ولديّ شكوى الآن من الطبري يطالب فيها المواطنون بتغيير خطيب ينتمي لأنصار الله وأحلته لمكتب الأمانة لتغييره بموجب طلب الأهالي.
< كيف تقيمون مستوى العمل في المكاتب في ظل الأوضاع الراهنة والعدوان والحصار وبالذات في المحافظات الجنوبية.. هل مازلتم تتواصلون معها؟
– نتواصل مع مكاتبنا في المحافظات الجنوبية مستمر وبها رجال أشاوس يحبون وطنهم، والعملاء قلة وأصحاب النفوس الدنيئة مقابل الدولار والريال السعودي والدرهم الإماراتي قلة قليلة، وهناك أناس وطنيون ومخلصون لهذا الوطن، ويتواصلون معنا، وأي إشكاليات تواجههم يتصلون بنا.. معنا مشكلة مع مدير مكتب عدن عينه الدنبوع ولا نعلم من أين أتى به.. هذا فقط أما بقية المكاتب فإنهم على تواصل معنا حتى على مستوى الخطباء والمرشدين فإن مرتباتهم مازالت ترسل لهم شهرياً من صنعاء.
< المعروف أن لدينا أكثر من 70 ألف مسجد.. ما رسالتك الى خطباء المساجد خلال شهر رمضان؟
– ادعوة الاخوة خطباء المساجد في جميع المحافظات في هذا الشهر الكريم الى ان يتحملوا مسؤوليتهم الدينية والوطنية وان يعملوا على تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية وعليهم تجسيد القرب من الله سبحانه وتعالى والتصدي لكل محاولة تشق الصف، هذه رسالتهم يعلّمون المسلمين أن الناس سواسية أمام الله وعليهم تبيان موقف الاسلام من العنف والارهاب والدعوة للاصطفاف الوطني العام دفاعاً عن أرضنا وعرضنا ودمائنا وممتلكاتنا، وقد أصبحت الدعوة الى الجهاد واجبة، وإن لم يجسد هذا خطيب المسجد، فمن سيقوم بذلك غيره؟ ونحن مستعدون أن ندافع عن وطننا ونموت فيه نحن شعب لايقبل الذل ولسنا متعودين أن نتشرد خارج بلادنا.
اتمنى من جميع الخطباء والمرشدين أن يعملوا بشكل مضاعف على توحيد الصف وجمع الكلمة في شهر رمضان وبقية الأشهر وأن يقربوا بين وجهات النظر إذا كان هناك بعض الفجوات، كما ان عليهم أن يعلموا أن من مهامهم الدعوة للتوحد والتآخي والتراحم والتكافل والتصدي لدعوات الفرقة والتمزق والشتات فيما بين اليمنيين لأنهم ابناء شعب واحد وأمة واحدة.
< باعتباركم قائماً بأعمال وزير الأوقاف ومطلعين على مايجري .. هل تعتقدون أن بإمكان المتآمرين تفجير صراع مذهبي داخل اليمن؟
– إذا سمحنا للجماعات المتشددة مثل بعض شباب خريجي جامعة الايمان أو أية مجموعة أخرى سواء من أنصار الله أو من غيرهم فيمكن.. لأن أي فكر ضيق متشدد لا يرى الى الدنيا الا من ثقب واحد هو ثقب منهجه وهذا تعصب وانغلاق يمكن اذا سمحنا بذلك أن يوصلنا الى صراع، ولكن عندما يكون المجتمع منفتحاً ويسمع للآخرين فلا يمكن أن نصل الى هذه المرحلة لأن لدينا قابلية للاستماع لآراء الآخرين والتعاطي معها.. فالتشدد والانغلاق مثل الاشتراكية عندما كان يؤمن بها شخص ما كان يلحد بالله، نفس الطريقة أنت عندما تعد مجموعة من منظار واحد وتصد بقية الآراء، فتكون النتيجة مثل الذي يفجر نفسه في المسجد ويعتبر نفسه شهيداً وأنه سيذهب الى الجنة رغم أنه خالف كتاب الله وسنة رسوله وفجر نفسه في بيت من بيوت الله، فأين الشهادة .. إذاً هذا نتيجة للفكر الضيق والمتشدد والفكر المنغلق الذي لا يسمح بالتعايش مع الآخرين أبداً، ولكن عندما توجد جماعات دينية وتترك لها مجالاً للاطلاع على آراء الآخرين وتهيئ نفسها للرد بما هو الصحيح وما هو الخطأ عند ذلك لا يمكن أن نصل الى مرحلة الصراع، أما إذا عُدْنا للعادات السابقة أقوم فيها بفصل مجموعة من مدرسة خاصة ومعاهد خاصة وجامعة خاصة بهذه المجموعة ولفكر معين هذا قد ينقلنا الى التشدد.. ولذا علينا الاهتمام بتعليم الشباب كيف يحاورون ويواجهون الحجة بالحجة..
< هل لديكم برنامج لمواجهة هذا التشدد؟
– نقوم باعداد برامج بهذا الشأن استناداً الى مانعيشه من حقائق مخفية ولا استطيع أن افصح عن ذلك إلا بعد استكمال هذا البرنامج..
< هل تواصلتم مع منظمات واتحادات عربية إسلامية للتوسط لدى السعودية بالسماح للحجاج اليمنيين بتأدية فريضة الحج كالاتحاد الاسلامي والأزهر مثلاً؟
– تواصلنا العام الماضي مع الأزهر وقد القى كلمة أوضح فيها أن الحج ركن من أركان الإسلام ولا يجوز منع أحد عنه ولكن دون جدوى.. الآن يشنون العدوان على بلادنا رغم ان الحوار يتواصل في الكويت ومع ذلك ندرك ان ما يقومون به هو لإفشال الحوار.
< هناك مواقع نشرت أن أنصار الله ينهبون أراضي الأوقاف ماصحة ذلك؟
– للرد على هذا سأعطيك محضراً بيننا وبين أنصار الله فقد شكلنا لجنة حول الأرض التي أُوقفت للمساكن.. أنصار الله يحترمون الأوقاف وقد عملوا محضراً أن تكون هذه الأرض مدناً سكنية لأولاد الشهداء توزع عليهم حتى يأمن الشهيد الذي قدم حياته من أجل الوطن على أسرته وخصصوا أراضي لذلك.. لكنهم ابتعدوا عن أراضي الأوقاف والمساجد التي لها أوقاف قليلة جداً حيث أكثر المساجد بنيت وليس لها أوقاف.. كانت مجموعة من المنتمين للاخوان المسلمين إذا أرادوا إثارة إشكالية قاموا ببناء مسجد لإثارة المشاكل في المربعات، وأمانة العاصمة بها 1700 مسجد لو حسبت المساجد التي لها أوقاف فإن عددها ضئيل جداً ولكن الحمد لله هذه المساجد هي التي تنفق على بقية المساجد واتخذنا نظاماً جديداً بأن يُمنع بناء أي مسجد إلا بترخيصٍ من الوزارة ومن أول الشروط لمنح الترخيص أن تكون له مرافق تنفق عليه..