العدوان السعودي على اليمن ودور منظمات المجتمع المدني
بقلم/ د. علي حسن الخولاني
سنة وثلاثة أشهر والشعب اليمني يرزح تحت قصف طائرات التحالف العدواني بقيادة العربية السعودية، قصف بالقنابل والصواريخ المحرمة دولياً، هذا القصف الذي أدى إلى مقتل الآلاف من الشعب اليمني، أغلبهم من النساء والأطفال، وشرد مئات الآلاف من الأبرياء، سنة وثلاثة أشهر والشعب اليمني يعاني من حصار خانق، حصار جوي وبحري وبري، حصار يستهدف منع دخول المواد الغذائية والدوائية بغرض تجويع وإذلال الشعب اليمني الحر الكريم، الصابر والمحتسب.
سنة وثلاثة أشهر لم يحقق فيها العدوان السعودي غير المبرر على اليمن، سوى تدمير البنية التحتية للشعب اليمني الذي تم إفقاره عمداً، حيث تم تدمير المستشفيات، المصانع، المؤسسات الخدمية، محطات الطاقة الكهربائية، المؤسسات التعليمية، الموانئ والمطارات، الطرقات والجسور، وصوامع الغلال، حتى مخيمات اللاجئين، الأعراس، الأسواق الشعبية ومنازل المواطنين الأبرياء لم تسلم من القصف.
هو عدوان استهدف الجيش اليمني، صمام أمن البلاد ووحدتها، عدوان من نتائجه تسليم جنوب اليمن للقاعدة وداعش، الأخيرتان اللتان أصبحتا مبرراً للتواجد العسكري الأمريكي في قاعدة العند وفي حضرموت بجنوب البلاد الذي أصبح هو الأخر تحت الاحتلال السعودي-الإماراتي. إنه عدوان بدأ في 26/ مارس/ 2015 بعدة ذرائع واهية كان أهمها:
– إعادة الشرعية المنتهية ( للرئيس ) عبد ربه منصور هادي.
– منع التمدد الشيعي في اليمن، علماً أنه لا يوجد في اليمن صراع مذهبي أو طائفي، فالتعايش بين المذهبين السائدين في البلاد، المذهب الزيدي والمذهب الشافعي، غير خاف على أحد والتاريخ خير شاهد على ذلك، فلا يوجد مسجد للزيود وآخر للشوافع؛ فالزيدي يصلي خلف الشافعي والشافعي يصلي خلف الزيدي. أيضاً المذهب الزيدي هناك من يصفه على أنه سنة الشيعة وهناك من يصنفه بالمذهب السني الخامس، كذلك هناك من يصف المذهب الشافعي بأنه شيعة السنة. واليوم تُريد السعودية، لأغراض سياسية، زرع الفتنة بين المذهبين المتعايشين معاً في اليمن لقرون عديدة.
إن العدوان على اليمن أتى في إطار عدوان أوسع يستهدف الدولة الوطنية في المنطقة العربية خدمتاً للصهيونية العالمية، وقد بدأ بتسليم العراق لإيران والولايات المتحدة عبر حرب الخليج الثالثة في العام 2003، ثم تقسيم السودان في العام 2011، تلا ذلك تدمير سوريا وليبيا اليمن، حتى مصر وتونس لم تفلتا بعد من هذا المخطط العدواني الذي تعتبر أسرة آل سعود ركيزته الأساسية، هذه الأسرة التي تُريد أيضاً المشاركة في مصادرة حق الشعب الصحراوي الشقيق في تقرير مصيره، وذلك عبر الاستثمار غير القانوني في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل النظام المغربي، مما يزيد من معاناة أشقائنا الصحراويين.
كذلك يأتي العدوان على اليمن، ضمن مخطط أوسع تنفذه أسرة آل سعود، نيابة عن الصهيونية العالمية، لصرف أنظار الأمة العربية-الإسلامية عن القضية المركزية الخاصة بها، ألا وهي القضية الفلسطينية.
إن المتضرر الأول من الحلف الوهابي-السعودي الذي اتهمته جهات كثيرة، رسمية وغير رسمية، في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، بنشر التطرف والإرهاب، هم المغتربين من أبناء الأمة العربية والإسلامية؛ إذ أصبح يُنظر لكل عربي-مسلم على أنه إرهابي.
اليوم أصبح النظام السعودي بين مطرقة المنظمات الدولية غير الرسمية المهتمة بحقوق الإنسان وسندان محكمة الجنايات الدولية، وليس بخاف على أحد تصنيف الأمم المتحدة للسعودية والحلف الذي تقوده ضد اليمن، على قائمتها السنوية السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات.
وبالتالي، أصبح النظام السعودي اليوم وأكثر من ذي قبل مهدداً للأمن والسلم الدوليين، وعليه يجب على منظمات المجتمع مدني، العربية والإسلامية والدولية، أن تحذر شعوبها، وتوعي العوام بداخلها، بهذا الخطر الصهيو-سعودي الذي يستهدف أي دولة عربية-إسلامية تسعى لأن يكون لديها قرار سيد. التوعية تكون عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات ونقلها عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، وتوثيق كل ما يقوم به العدو السعودي من جرائم ضد الإنسانية وتوثيق علاقاته المشبوهة مع الكيان الصهيوني.. الأمر الذي سيزيد الضغط على المجتمع الدولي ليتخذ إجراءات صارمة ضد العدو السعودي الحاقد والمتكبر..