محللون يتوقعون “تصاعد احداث العنف” في اليمن دون الدخول في “حرب اهلية”
توقع محللون سياسيون? أمس السبت ان تشهد اليمن خلال الأيام المقبلة “تصاعدا لأحداث العنف” في البلاد التي تشهد احتجاجات شعبية متنامية مطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح? الذي يتولى رئاسة اليمن منذ العام 1978? لكن دون الدخول في حرب اهلية.
وعمت حالة من الغضب والحنق معظم المدن اليمنية? إثر محاولة قوات الشرطة اليمنية? فجر اليوم? اقتحام مخيم للمعتصمين السلميين قبالة جامعة صنعاء? ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى ومئات الجرحى.
وقال الدكتور طارق نعمان بالمستشفى الميداني لوكالة انباء (شينخوا)? إن “ثلاثة اشخاص قتلوا برصاص قوات الامن اليوم? واصيب حوالي 300 آخرون? عندما اقتحمت قوات الامن اليمنية بعنف تجمعا لمعتصمين يطالبون بسقوط الرئيس علي عبدالله صالح قرب جامعة صنعاء في محاولة لتفريقهم.
واضاف نعمان ان قوات الامن اطلقت الرصاص الحي والمطاطي واستخدمت قنابل غازية و”قنابل سامة” اثناء محاولتها اقتحام مقر الاعتصام.
وقال رئيس المنتدى السياسي اليمني علي سيف حسن? في هذا الصدد? لـ(شينخوا)? إن قوات الأمن المركزي “أغلقت بوابة التفاهم وفتحت بوابة رحيل النظام الحاكم بحماقتها التي ارتكبتها”.
وتابع انه “لم يعد بإمكان السياسة تهدئة الأوضاع” المتفاقمة في البلاد.
واضاف ان قرار إنهاء هذه الأزمة المتصاعدة منذ اندلاع الاحتجاجات في 11 فبراير الماضي “خرج من أيدي السياسيين وانتقل إلى العنف”.
ومضى قائلا “الحكم سيكون للشارع”.
واكد حسن? وهو محلل سياسي معروف بمواقفه الوسطية والهادئة? ان أغلب أوراق النظام الحاكم “تساقطت”? مشددا على ضرورة أن “تنتقل أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) من مرحلة اللاحسم إلى مرحلة الحسم”.
بدوره? توقع أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء فؤاد الصلاحي? ان تتصاعد أحداث العنف في اليمن خلال الفترة المقبلة “لكنها لن تصل إلى درجة اندلاع حرب أهلية”.
وقال الصلاحي “توجد مراكز قوى داخل أجهزة الدولة تسعى إلى إيجاد حالة من الحرب حتى تبرر استخدام السلاح” ضد المحتجين في الميادين العامة.
واكد ان تداعيات الهجوم على الاعتصام الشبابي بجامعة صنعاء بدأت تبرز من خلال “توافد الآلاف إلى ساحة الاعتصام”? ما يزيد في نسبة التأييد الشعبي لمطالبهم برحيل الرئيس علي عبدالله صالح وإسقاط نظامه.
وقال إن الخطاب الشعبي اليمني الآن “يكاد يكون موحدا وذلك لأول مرة”.
واوضح ان توحد القبائل اليمنية وانضمامها إلى صفوف المحتجين ستعجل في سقوط الرئيس صالح? الذي أعلن الخميس الماضي عن مبادرة جديدة? في محاولة منه للحد من الاحتجاجات المناهضة له.
وقدم الرئيس اليمني الخميس? مبادرة جديدة لانهاء الازمة في البلاد تنص على تشكيل لجنة خاصة من مجلسي النواب والشورى لصياغة دستور جديد? يتم الاستفتاء عليه مطلع العام المقبل 2012? والانتقال الى النظام البرلماني بحيث تنتقل كافة الصلاحيات الى الحكومة المنتخبة برلمانيا اواخر العام الجاري.
ورغم هذه المبادرة? طالبت أحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك? في بيان صحفي? اليوم? الشعب بـ”الخروج إلى الشارع”? و”الانضمام إلى ساحات التغيير والحرية” المناهضة للنظام الحاكم.
وعزت دعوتها الى “الدفاع عن حياتهم وحياة أبنائهم وبناتهم وحرماتهم وكرامتهم وحقهم في الحياة الحرة الآمنة الكريمة”.
واكدت ان موقفها الثابت في ان تكون “مع الشعب في خياراته وحقه في الحياة الحرة الكريمة”.
ونفت وزارة الداخلية اليمنية? اليوم محاولة قوات مكافحة الشغب اقتحام مخيم الاعتصام? مؤكدة أن هذه القوات تدخلت لفض “اشتباكات وأعمال شغب” بين المعتصمين وسكان الأحياء المطلة على ساحة الاعتصام.
وقال مصدر مسؤول بالوزارة ? في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)? إن قوات مكافحة الشغب استخدمت خراطيم المياه والقنابل الدخانية المسيلة للدموع.
ونفى امتلاك هذه القوات أي أسلحة أخرى “في ضوء التعليمات الصارمة الصادرة من وزارة الداخلية لأفراد الأمن بعدم استخدام السلاح”.
واتهم المصدر الأمني المعتصمين? الذين وصفهم بـ”العناصر المثيرة للفوضى” بإطلاق النار “باتجاه رجال الأمن”? ما أدى إلى “إصابة 161 من أفراد الأمن بإصابات مختلفة? إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين والمعتصمين”.
ونفى المصدر بشدة “الإدعاءات الكاذبة حول إطلاق الأمن لغازات سامة”.