المبادرات الرئاسية
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة? فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل. والحديث قال عنه الهيثمي : ورجاله ثقات وأثبات.
وقال عنه الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم? وصححه الألباني في الصحيحة.
من هذا الحديث نستلهم مبدأ من أهم مبادئ الإسلام في بناء وعمارة الأرض وإصلاحها والحرص على ذلك حتى في أحلك الظروف..
وأنا أتأمل هذا الحديث النبوي استرجعت موقف بعض ابناء الوطن الذين يرددون عبارة يسقط النظام غير متقبلين لاي رأي غير السقوط اوو الرحيل للنظام ..
ربما الشباب منفعل بسبب معاناته التي أنتجتها سياسة الحكومات المتعاقبة على مدى العقود الماضية وأنا اعذرهم ولكن الذي لم افهمه هو موقف الأحزاب وعقلائها خصوصا الأحزاب ذات الرؤية الدينية حين يقولون ان الوقت لم يعد قابلا لاي مبادرة غير رحيل النظام او كما قال البعض بالنص ان الوقت تجاوز ذلك في رده على مبادرة الرئيس صالح..
طبعا قد أكون متفقا مع المبادرة او مختلفا معها وهذا أمر لا علاقة له بما اريد طرحه لاني اقصد بطرحي هنا ان الواجب علينا ان نستلهم هذا الحديث ونجسده في صلاح واقعنا مدركين مغزى نبي الأمة عليه الصلاة والسلام من خلاله الا وهو ان الانسان مهما كان ظرفه المعاش ان استطاع ان يعمل شيئا يعمر به الحياة فعليه عمله حتى وان كان في لحظات قيام الساعة ليؤكد بذلك ان تحاشي الدمار امر مهم في حياتنا ..
وكنت أتمنى أن تجسد هذه الرؤية النبوية منا كمقتدين مع مبادرة الرئيس ما دمنا نجد أنها ستحقق الأهداف التي نسعى إليها وهذا طبعا بغض النظر عن كوني متفق معها او مختلف لان غرضي هو التساؤل عن دور العقلاء في حفظ وضعنا من الانهيار ما دام هناك مجال لذلك فالتشدد والتطرف ليس من الإسلام في شيء ..
وانا أتمنى من المنادين برحيل او سقوط النظام ان يقدم لنا رؤية لما سيجري عقب ذلك ولا أريد من احد ان يقول يترك لنا حالنا ونحن سننظم أمورنا لأننا ان لم نتمكن من تنظيمها على مدى السنوات الماضية برغم الشراكات والمشاركات في سن القوانين والدساتير فكيف سننظمها عندما نتبرأ من تلك العقود الاجتماعية بالمرة?
وهل يعتقد من يرى بضرورة سقوط النظام انه ليس من حق المعارضين له اليوم ان ينادوا دا بسقوط النظام الجديد ان نحن شرعنا الخروج على العقود الاجتماعية التي ارتضيناها لنا?!
أليس الأحرى ان نعمل على تحقيق مطالبنا ابتدائا من تعديل عقودنا الاجتماعية لنسير وفقها حياتنا ونظامنا القادم ونستغل هذه المبادرات الرئاسية لتقديم مبادرات عقلانية تمكننا من تحقيق ذلك ?
بغض النظر ان كانت هذه المبادرة تلبي مطالبنا ام لا اعتقد أن الأفضل لنا ان نستغل هذه الفرصة للاخذ والرد ونتحاور حتى نصل لما نعتبره الأفضل مع اني اعتقد ان سقف المبادرة التي أعلنها الرئيس عالي جدا وان كنت انظر انها ركزت على الجانب السياسي ولم تقدم لي حلا فيما يتعلق بالاقتصاد ومشاكل المعيشة ولم تعاقب المفسدين أو تنصفني من القاتلين لاحلامي بانتهاجهم للمحسوبيات وأسلوب الوساطات ..
هذا مجرد رأي أرجو ان يجد مكانا للمراجعة والقراءة