الحمد لله على نعمة الغباء السعودي
بقلم/ عبده أحمد عطاء
في اليمن، هناك مثل شعبي يقول ” اللي ما تعرف تتبخر تحرق (البتاع)”، وربما أن قضية إدراج الأمم المتحدة لـ”التحالف” الذي تقوده السعودية على القائمة السوداء بشأن حقوق الطفل في اليمن، لم تكن ستحظى بالاهتمام الدولي، والحقوقي، والإعلامي الذي حظيت به بعد إعلان حذف السعودية من القائمة السوداء إلى أجل غير مسمى.
الحمد لله على نعمة الغباء السعودي، الذي سارع في ممارسة الضغوطات والتهديدات وإظهار العين الحمراء، لـ”الهيئة” وسلاحها الفتاك “الفتاوى الداعشية”، وذلك حسبما ذكر المصدر الأممي لـ”رويترز”، بأنه كان هناك تهديد أيضا “باجتماع شيوخ في الرياض لإصدار فتوى ضد الأمم المتحدة تقضي بكونها معادية للإسلام”، وربما هذا ما جعل “شيبة عرط” الأمم المتحدة “بان كي مون”، يلحق نفسه، ويحذف اسم تحالف السعودية من القائمة السوداء التي أعلنت الأسبوع الماضي، وذلك لحين إجراء مراجعة مشتركة بين المنظمة الدولية والتحالف لحالات الوفيات والإصابة بين الأطفال أثناء الحرب في اليمن.
“الابتزاز” الذي مارسته السعودية، على “بان كي مون”، حسب وصف مصادر بالأمم المتحدة لـ”رويترز”، وحذف “بان” لـ”التحالف السعودي” أثار ردود فعل غاضبة دولية، خاصة، من جماعات معنية بحقوق الإنسان، والتي اتهمت “كاهن” الأمم المتحدة، بالانصياع لضغوط الدول القوية، ومجازفة كبيرة سيكون لها الأثر والضرر الكبير بإرث وسمعة الأمم المتحدة.
عموما.. ليس بأيدينا إلا أن نرفعها إلى السماء، نحمد الله على الغباء السعودي، والذي بفضله تم لفت أنظار العالم إلى ما يتعرض له اليمن من ظلم مسكوت عنه، بالإضافة إلى أن تراجع الأمم المتحدة عن قرار إدراج السعودية في القائمة السوداء لقتلة الأطفال، يجعل من تراجعها عن القرار (2216) الخاص باليمن، سهل الهضم، وهو ما يتم العمل في إطاره، ضمن تسوية سياسية دولية في اليمن.
الحمد لله على نعمة “الغباء السعودي”، ولكن ما يؤخذ على الخدمة التي منحها “الغباء السعودي” لـ”اليمن”، هو أن الهدايا المجانية التي وزعها “الغباء السعودي” شملت القاصي والداني، فقد استفاد منها الكثيرون، وكان في مقدمة المستفيدين “إسرائيل”، خاصة، حين طالب “بنو سعود” بمساواتهم بـ”بنو صهيون”.