الصمود اليمني يعصف ب”عاصفة الحزم”
بقلم/ صحيفة كيهان
يوم شن النظام السعودي الحالي عدوانه السافر على اليمن البلد الفقير في موارده والكبير في حضارته وعنفوانه وصموده، اقام الدنيا ولم يقعدها بان “عاصفة الحزم” ستغير وجه المنطقة وستعود اليمن لما كانت عليه سابقا كحديقة خلفية لها، فيما كان الهدف الاساس من كل ذلك ان تفرض السعودية نفسها كقوة اقليمية فاعلة يفتح لها الغرب وخاصة اميركا حسابا جديدا على حد تصورها الواهي ومن ثم تمهيد الملك سلمان لايصال ولده المدلل محمد سلمان الى سدة الحكم.
وبعد اكثر من عام من عدوان نظام بني سعود الغادر ورغم امتلاكه الامكانيات العسكرية الضخمة وبذخه الكبير لشراء الذمم والقبائل لم تحقق هذه العائلة اي من اهدافها بل اندرجت في خانة اضغاث الاحلام وهي تبحث عن مخرج لحفظ ماء وجهها ولكن ليس باي ثمن كان وما يجري في الكويت هي احدى هذه المخارج. ومع احترامنا للكويت فانها لم تقدم على مثل هذه الخطوة ان لم تكن بضوء اخضر سعودي او املاء منها.
واذا ما قارنا بموقف بني سعود يوم شنوا عدوانهم الهمجي على اليمن ورفعهم المفرط لسقف المطالب واولها تسليم الحوثيين المدن والسلاح الى الحكومة الشرعية المزعومة والانسحاب من صنعاء والانكفاء في صعدة كقوة محلية لا اكثر، وموقفهم اليوم في الرضوخ الى المفاوضات والجلوس امام حركة انصار الله وهذا يعني الاستسلام والاعتراف الصريح بهذه الحركة كقوة يعتد بها داخل الدولة اليمنية والتي سيكون لها دورا في ادارتها فاين الثرى من الثريا.
ان صمود الشعب اليمني المنقطع النظير امام عدوان التحالف البغيض التي تقوده السعودية والاخطاء العسكرية القاتلة التي ارتكبها الطيران السعودي في قصفه للاسواق والمنشآت المدنية والمناطق السكينة وحتى المستشفيات، كان وراء هزيمة “عاصفة الحزم” لدرجة ان الامم المتحدة وامينها العام اضطرا لاصدار تقرير يحملا التحالف العربي وهو في الواقع النظام السعودي وارتكابه قتل المدنيين وبشكل خاص الاطفال في اليمن ولكن هذا التقرير لم يسقط عنهما المسؤولية بل يحملاهما المسؤولية لملاحقة السعودية على انها مرتكبة جرائم حرب ضد الانسانية.
وليس هناك اليوم اي عاقل في الدنيا لم يذعن لهذه الحقيقة بان السعودية غارقة في الرمال اليمنية وهذا ليس كلامنا او تحليلنا وما نشرته “رويترز” مؤخرا ونقلا عن مسؤولين اميركيين حاليين بان “الاداء العسكري السعودي في اليمن مرتبكا رغم انها تمتلك ثالث اكبر ميزانية دفاعية في العالم بعد اميركا والصين” يؤكد صحة ما ذهبنا اليه.
فالوضع العسكري السعودي المتعثر اليوم في اليمن دفع بنظام بني سعود ليس ان يجلس خانعا خاضعا امام وفد حركة انصار الله في الكويت بل ذهب الى ابعد من ذلك في دعوة الناطق الرسمي باسمها محمد عبد السلام لزيارة الظهران والتباحث معه في القضايا الثنائية في عملية التفافية مكشوفة على المسكين منصور هادي الذي هو مطية لها لا اكثر وهذا ما اغضب الاخير لعقد جلسة مع مستشاريه لدراسة المستجد وسحب وفده من مفاوضات الكويت بعد ان كانت على شرف التوقيع على صفقة الاسرى قبيل حلول الشهر الكريم وهذه اشارة واضحة لتهميشه.
وما يحرج السعودية اليوم بشدة ويفضحها امام العالم هو ضعف جيشها وانكساره حتى امام الحوثيين في حماية بلداتها الحدودية مع اليمن رغم امتلاكها للترسانة الكبيرة للسلاح وتفوقها المطلق في الجو وهذا ما دفعها لاستقبال محمد عبدالسلام على اراضيها لايجاد مخرج لازمتها على الحدود لكن المتيقن وما تكهن به البعض بان مفاوضات الكويت تتأرجح بين التقدم والجمود وليس التوقف و ان السعودية مضطرة بقبول الطرح الحوثي لانتخاب نائب للرئيس يقبل به الطرفين لادارة الامور والاشراف على الانتخابات تمهيدا لحل الازمة اليمنية سلميا.