رمضان في اليمن.. وعلماء (الكبسة)
بقلم/ محمد أنعم
< للعام الثاني نستقبل شهر رمضان المبارك في ظل استمرار العدوان السعودي والحصار الجائر على الشعب اليمني المسلم ، فها هو الشهر الفضيل يهل على 27 مليون يمني فيما طائرات العدوان تزهق أرواح فلذات أكبادهم وصواريخ تحالف الشر تحرق وتدمر وتقتل بوحشية كل حي على أراضيهم وبحارهم وجزرهم .. المجاعة والأمراض تفتك بالملايين من ابناء اليمن، والبقية الباقية تحصد أرواحهم صواريخ من يسمون بأخوة الدين والدم ممن تربطنا بهم أواشج القربى والرحم .. للعام الثاني يهل شهر الرحمة على شعب الأيمان والحكمة والدول العربية والإسلامية تهاجمنا بصواريخها الى داخل منازلنا كالوحوش الكاسرة بدون سبب ومن لم يشارك في جرائم حرب الابادة التي ترتكبها السعودية فإنهم يدافعون او يتسترون على القتلة.. لم يحتل الشعب اليمني ارض فلسطين ..ولا يقيم عروض جنسية في مدينة القدس.. ولا تربطه أية علاقة مع الكيان الصهيوني ولا توجد في أراضيه قواعد عسكرية لدول غربية او شرقية تهدد الأمن القومي العربي.. كما لا يهدد سد مارب بنضوب مياه نهر النيل لترسل مصر والسودان جيوشها لقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية.. هاهي القاهرة.. الأردن.. الخرطوم.. الدوحة.. أبو ظبي.. الرياض.. الرباط.. جيبوتي.. وكل المدن والقرى العربية والاسلامية تستقبل رمضان وهي تتوهج بالأنوار والشعب اليمني يعيش في الظلام ويبحث عن الماء والدواء والغذاء .. تصوروا ..ان التجار في كندا قرروا عمل تخفيضات في اسعار سلعهم للمسلمين بمناسبة شهر رمضان.. لكن في بلاد المسلمين لا أحد يكترث لجرائم ابادة 27 مليون يمني يُقتلون يومياً.. لا أحد تدفعه روابط القربى والدين والدم للتدخل لوقف نزيف دماء اليمنيين ولو رحمة بالنساء والاطفال .. > ملك السعودية لم يكتف بقتل عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء مثلما يذبح البوذيون مسلمي بورما.. بل ان فرعون مصر.. وسفاح السودان.. وامراء (قرى ) الخليج.. جميعهم يتحدثون باسم الإسلام.. باسم العروبة.. باسم الأخوة.. باسم الدين والقومية والمصالح المشتركة.. لكنهم بسادية يتلذذون بقتل الشعب اليمني ، لا يردعهم دين ولا ضمير ولا أخلاق أو قيم أو عهود أو مواثيق دولية ..
للعام الثاني وعلماء المسلمين في الأزهر والحرمين الشريفين والجمعيات والاتحادات الإسلامية يتشدق باسم الإسلام ويرددون شعارات وفتاوى وأحاديث ويسردون قصص عن تسامح الإسلام وتراحم المسلمين .. نسمعهم ليل نهار يدعون للرحمة والتراحم خلال هذا الشهر ويوعظون حول عظمة الصوم الذي يعد مدرسة يربي فيها الإسلام أبناء المجتمع على التراحم.. يجعل الأغنياء يشعرون من خلال الصوم بجوع الفقراء ، لكننا نجد علماء الحكام والطغاة يتجاهلون مآسي شعب اليمن الذي يعيش محاصرا للعام الثاني ويمنع عليه الغذاء والدواء والوقود ..
سنتان واربعة اشهر واليمنيون لا يعرفون الكهرباء .. سنتان وعلماء الكبسة يذرفون الدموع كالمطلقات على شاشات التلفزيون ليل نهار على صغائر الأمور، ونكاح الجهاد وزواج فريند، بينما نجدهم يتحولون الى اشبه بوحوش مسعورة عندما تقف أمامهم مأساة اخوانهم المسلمين في اليمن.. للأسف أغلبهم يحرضون من اطهر المنابر واقدسها السفاح سلمان على الاستمرار بقتل الشعب اليمني في شهر رمضان وبقية الأشهر ..اما بعض هؤلاء الكهنة فهم مشغولين جدا بالحديث عن حكم مداعبة النساء والغلمان في شهر رمضان..