التاريخ لا يرحم …
بقلم/ عابد حمزة
على أنقاض سلطة فاسدة ظالمة مرتهنة للخارج وجد أنصار الله ومعهم شعب عظيم ينشد الحرية ويتطلع لبناء دولة مدنية عادلة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات إلا أن أحدا لم يكن يعرف في ذلك الوقت أن مؤامرة كونية تحاك ضد اليمن وأن دولا إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة تعد وتجهز وتحشد لشن عدوان ظالم على شعب مستضعف أنهكته عشرات الحروب الداخلية وكلفته من الخسائر في العدد والعتاد ما جعل الكثير يفكر بأن الشعب اليمني سيخسر المعركة في الجولة الأولى من الحرب التي فرضت عليه مطلع عام 2015 م لكن صمود اليمنيين وثباتهم وما حققه أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة على مدى عام وثلاثة أشهر بدد تلك الأوهام بل وجعل قوى العدوان تلعن الساعة التي قررت فيها غزو اليمن والعدوان عليه.
اليوم وبعد أن انحسر مد الغزاة والمرتزقة واستطاع الجيش واللجان الشعبية قلب الطاولة على رؤوسهم في الجبهات يبدو أن قوى الاحتلال لم تعد تراهن على كسر إرادة الشعب اليمني عسكريا بقدر ما تراهن على خنقه اقتصاديا من خلال مضاعفة الحصار ومنع دخول احتياجاته الضرورية والكمالية بالإضافة إلى سحب العملات الأجنبية من البنوك والأسواق اليمنية وبالتالي الإيعاز إلى وجوه جديدة ادخرت لهذه المرحلة بالقيام بتأليب الرأي العام ضد أنصار الله والأحرار من أبناء الوطن ومن تصدر الأنصار لطليعة الشعب اليمني في الدفاع عن الوطن ومكتسباته الثورية يقوم هؤلاء المجندين باتهامهم بالاستحواذ على السلطة وممارسة الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة والاختطاف والتعذيب والظلم والاستبداد ومصادرة الحقوق والحريات دون أن يقدموا ولو دليلا واحدا يثبت صحة ما يدعونه فقط يستغلون الادعاء بأنهم من مناهضي العدوان في اشغال الرأي العام بقضايا هامشية تخدم في مجملها العدو الخارجي وتساعده في تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بجيوشه وطائراته وترسانته العسكرية ولنا أن ندلل على اتهامنا لهؤلاء بالعمل لصالح قوى العدوان بما نراه من التغاضي وعدم الاكتراث بما يرتكبه العدوان الأمريكي السعودي من جرائم ومجازر وحشية بحق الشعب اليمني بالإضافة إلى ما يتعرض له اليمن من مخاطر التقسيم والتشرذم والاحتلال خصوصا بعد دخول الأمريكيين مؤخرا للجنوب وسيطرتهم على مناطق الثروات وأهم المواقع الاستراتيجية فيه وعليه فلو لم يكن هؤلاء من مؤيدي العدوان لما أداروا ظهورهم لقضايا كبيرة وهامة كهذه واكتفائهم بتوجيه سهامهم للنيل من الأحرار والشرفاء وبكل الطرق والوسائل يحاولون تشويه سمعتهم وكأنهم دون غيرهم من جلب الخراب والدمار وظنك العيش للمواطن اليمني أما وفي حال حصلت انتصارات ميدانية لأبطال الجيش واللجان الشعبية فإننا نراهم يبتلعون ألسنتهم وكأن شيئا لم يكن وبقدرة قادر ينتقلون اتوماتيكيا إلى قضايا أخرى ثانوية تتعلق في مجملها بقضايا أمنية يحاولون من خلالها تصوير كل من يتم القبض عليه بتهمة التخابر أو التخطيط لأعمال تخريبية أو القيام بأي عمل من الأعمال الجنائية كالقتل والسرقة والشذوذ الأخلاقي والمتاجرة بالحشيش والمخدرات بأنهم أبرياء واحرار بل وثائرون ضد سلطات القمع والتسلط والاختطاف يجب التوقف عن ملاحقتهم والسماح لهم بمزاولة أنشطتهم الاجرامية التي كفلتها لهم دساتير الاستخبارات الأجنبية وهكذا يواصلون بث السموم والعمل على تفكيك الجبهة الداخلية غير مكترثين بما يقدمونه للعدو الخارجي من خدمات مجانية لن يشكروا عليها وسيدونها التاريخ ضمن الخدمات التي قدمها بائعي أوطانهم للغزاة والمحتلين فالتاريخ لا يرحم