جاهلية العرب الأخرى و حلف فُضُولها ..(جامعة العهر العربية)
بقلم / الشيخ : عبدالمنان السنبلي:
كان العرب في جاهليتهم الأولى قبل الإسلام إذا إحتموا لا يحتمون إلا بحلف (الفُضول) و إذا إستنصروا لا يستنصرون إلا بحلف (الفضول) أيضاً، فلا أحد كان يستطيع أن يعتدي أو يظلم أحد مخافة أن يستنجد أو ينادي بحلف (الفضول) ..
لم يُعرف أن تحالف (الفضول) ذلك إنحاز يوماً إلى جانب ظالمٍ أو معتدٍ قط أو أنه تمالأ مع قبيلةٍ ضد أخرى أو أيد عدوان فئةٍ على أخرى أو تخاذل عن نصرة مظلومٍ أو نجدة ملهوف …
قال عنه رسول الله (ص) : “دُعيت إلى حلفٍ في الجاهلية لو دُعيت إليه في الإسلام لأجبت ”
فماذا عن جاهلية العرب الأخرى و حلف فضولها ؟!
في الواقع منذ أن دخل العرب عصر الجاهلية الأخرى على إثر تنفيذ إتفاقية سايكس – بيكو و أصبحوا دولاً و شعوباً كثيرة و نتيجةً لما تعرضوا له من ظلمٍ و غبن و نهبٍ للثروات من قبل القوى الإستعمارية الطامعة، فقد فكرت لهم بريطانيا و دعتهم ذات يومٍ من آيام شهر مارس1945 إلى حلف (فضولٍ)مشابهٍ في الأهداف و الغايات لذلك الذي أُنشئ في جاهلية العرب الأولى مع مراعاة عنصر و فارق الزمان و المكان بالطبع، و لأن بريطانيا هي صاحبة الفكرة فلم يستطيعوا تسميته بحلف الفضول، فأصطلحوا على تسمية هذا التحالف بالجامعة العربية .
فماذا فعلت الجامعة العربية منذ نشأتها ؟!!
إستغاثت فلسطين و قد قُتل و شُرد و هُجر أبناءها و حُوصر و سُجن ما تبقى منهم منذ العام الثالث لإعلان إنشاء هذه الجامعة إلى يومنا هذا، فما أغاثتهم و لا أعادت لهم حقوقا و لا كرامة بل أنها قد تاجرت و ساومت بقضيتهم بعد أن خذلتهم !!
إستنجدت بهم لبنان و قد إجتاح العدو الإسرائيلي الأراضي اللبنانية من الجنوب حتى وصل تخوم بيروت في 1982 و مارس عملية إبادة جماعية بحق اللبنانيين و الفلسطينيين، فلم تنجدهم و لم تُجب لهم نداءً و لا صراخا و أكتفت بإصدار بيانات الشجب و التنديد !!
باركت العدوان الثلاثيني على العراق و شاركت في حصار الشعب العراقي لأكثر من ثلاثة عشر عاماً و لم تلتفت لآهات و معانات الأطفال و النساء و الشيوخ، و ليتها إكتفت بذلك بل أنها إعطت الضوء الأخضر للأمريكان و سهلت لهم من أراضي بعض دولها غزو و إحتلال العراق في 2003 !!
تواطئت مع الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان في تموز 2006، بل و أدانت و أستنكرت على المقاومة اللبنانية حقها في الدفاع عن بلادها و مواجهة العدوان الصهيوني واصفةً إياهم يومها بالمغامرين !!
لم يستطع مجلسها أن يلتئم و ينعقد لقمةٍ طارئة للنظر في العدوان الصهيوني على غزة، و أكتفت بالصمت حينا و بالشجب و التنديد على إستحياء حيناً آخر !!
شاركت و أسهمت بشكل مباشر في التآمر على تدمير سوريا و ليبيا بل أنها قد قامت بتجميد مقعد سوريا في مجلسها و إستبدال العلم السوري بعلمٍ آخر يذكر بأيام الإحتلال الفرنسي و كذلك العلم الليبي !!
و اليوم هاهو مجلسها اللاموقر يبارك تمالؤاً و يدعم بشكل مباشر العدوان الصهيو سعودي الأمريكي على اليمن و يدعو إلى إستمراره و إستمرار الحصار على اليمن ليس آخر موقف له ذلك الذي أصدره قبل يومين فقط عبر بيان جدد فيه مباركته و دعمه للعدوان بدون أي تحفظ !!
و لن يتوقف بطبيعة الحال صراحةً خذلان هذه الجامعة للأمة العربية عند بلدٍ بعينه أو شعبٍ بذاته طالما ظلت قائمةً بذاتها و معبرةً عن إكذوبة التضامن و العمل العربي المشترك .
فمن يا ترى هو البلد القادم في قائمة خذلان حلف فضول أعراب الألفية الثالثة لنستعد لقراءة الفاتحة على روحة المغدورة و المقتولة سلفاً ؟!!
عربٌ و لكن لو نزعت قشورهم
لوجدت أن اللبَّ أمريكانُ…