التنازل من أجل السلام والخطأ الشائع
بقلم / حسين العزي :
عبر كل الحروب ومحطات الصراع المختلفة في التاريخ دائما وأبدا تجد أن الطرف المحق يتميز بتعاطيه الإيجابي مع كل جهود ومساعي السلام ، وبكونه الطرف الأكثر تنازلا من اجل السلام ، وشواهد ذلك كثيرة وكثيرة جداً .
-فوق ذلك سنكتشف ايضا أن مشكلة الطرف المعتدي أو الظالم دائما وأبداً تتمثل في كونه كان يقرأ تنازلات خصمه بشكل مغلوط ، وكان يعتبرها مؤشر ضعف فيندفع تحت تأثير هذه القراءة الخاطئة لمواصلة الحرب والعدوان ، ثم يصطدم بقدرة وردود مفاجئة وغير متوقعه لدى خصمه المحق ، والغريب انه رغم ذلك ربما يعود الى نفس الخطأ فتتكرر المفاجأة ثم لايرعوي .
– لقد احتظن التاريخ أمثلة كثيرة لجهات كانت تغريهم تنازلات خصومهم لمواصلة الاعتداء ، والملفت في المسألة ان الكثير من اهل الباطل ظلوا يكررون خطأهم هذا حتى اوردهم الهزيمة التي لا إغراء بعدها ولا نهوض ،
نعم هكذا ودونما ان يدفعهم اصطدامهم المتكرر بالمفاجآت – المعاكسة لتوهماتهم – إلى أدنى استفادة أوعبرة
– ثمة مثال من الماضي القريب ويمكن الوقوف عليه في صراع انصارالله مع خصومهم كمثال يجسد فعلاً هذه الحالة المتجذرة أو السائدة في طبيعة الصراع بين الحق والباطل او بين الظالم والمظلوم ، فقد ظلت تنازلات انصارالله من اجل السلام تغري خصومهم في مواصلة الاعتداء واشعال الحروب حربا تلو اخرى ولم يرعووا أولئك الخصوم حتى أفضوا الى هزيمة نكراء ، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت .
– اليوم يبدوا ان تحالف العدوان يكرر نفس الخطأ في قراءته لتنازلات اليمنيين من اجل السلام وهو مايفسر استمرار هذا التحالف في اعتداءاته وممارساته العدوانية ضد شعبنا المحق والمظلوم .
– ومن هنا يبدو من المهم دعوة هؤلاء الى مراجعة التاريخ والاستفادة من تجارب البشر ، كي يدركوا أن تفسيرهم للموقف اليمني ليس اكثر من وسوسة شيطان ربما يغريهم لكنه حتماً سيرديهم ، ذلك أن التفسير الصحيح لسلوك المحقين إنما يعود في الأساس الى عدالة القضية وماتوفره في العادة لاصحابها من قوة وقدرة ومن ثقة وتفوق نفسي وعوامل اخرى تدفعهم دائما وأبدا الى ان يكونوا بهذا المستوى الإيجابي من التفاعل مع جهود ومساعي السلام ،
فهل يفهمون ؟
أم سيظلوا في غيهم يعمهون ؟
إلى الله عاقبة الأمور ،، والعاقبة للمتقين