الثلاثاء الدامي بساحة التغيير
مساء الثلاثاء وقبل ان يلفظ الثامن من مارس الجاري أنفاسه بقليل وجهت قوات من الأمن المركزي التي يتولى قيادتها ابن شقيق رئيس الجمهورية وقوات من الحرس الخاص الذي يتولى قيادته ابنه نيران أسلحتها إلى صدور المحتجين المسالمين المعتصمين أمام البوابة الجنوبية لجامعة صنعاء لتوقع شهيدين واكثر من ثمانين جريحا طبقا للتقارير الأولية.
وبعد صمت الأسلحة بقليل راجت أخبار عن توجه أمين العاصمة وصهر رئيس الجمهورية عبد الرحمن الاكوع بصحبة أفراد من الأمن بالزى المدني? الذي كانوا قد استبدلوا به زيهم العسكري أمام فتدق ايجل? إلى جامعة صنعاء ودخولهم إليها من بوابتها الشمالية بغرض مهاجمة المعتصمين من الخلف.
قبل ذلك وفي الليلة نفسها قالت مصادر إن نحو سجينين اثنين سقطا قتيلين وأصيب قرابة 52 بجراح حين تدخلت قوات الأمن لقمع السجناء في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء ليلة الثلاثاء.
وعلى صفحات الفيس بوك كانت تجري هجمة من نوع آخر اذ سارع المرجفون التابعون للسلطة الى القول بان صراعا بين عناصر حوثية وأخرى من الإصلاح أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين المعتصمين
ولم يلبث إعلام السلطة حتى شرع في بث الأكاذيب ذاتها اذ قال موقع المؤتمر نت ما نصه ” إصابة مواطنين ورجال امن بنيران (بلاطجة المشترك): صرح مصدر أمني مسئول بأن مجموعة من المعتصمين أمام جامعة صنعاء في اليمن حالوا نصب خيمة أمام مدرسة للأطفال بشارع الحرية فمنعهم رجال الأمن من ذلك نظرا?ٍ لكون المكان غير مخصص للاعتصامات ونصب خيمة فيه من شأنه أن يلحق الأذى بالمواطنين والتلاميذ.
وأشار المصدر إلى أن تلك المجموعة من المعتصمين أقدمت على مهاجمة رجل الأمن مستعينة بعناصر مسلحة من (بلاطجة المشترك) متمترسة في أسطح بعض المنازل والتي أخذت تطلق النار بغزارة ‘ ما أدى الى إصابة عدد من رجال الامن والمواطنين.”
العنف أخر سلاح في جعبة الديكتاتور:
قيام قوات تابعة لأفراد أسرة الرئيس بالهجمات يدل على أن النظام يستخدم آخر ما في جعبته بتوريطهم مباشرة في هذه الأعمال الإجرامية.
وقد كان إعلان الأميركيين والبريطانيين منذ يومين سحب رعاياهم من اليمن قد أوحي بمعرفتهم او على الأقل توقعهم اتجاه النظام لاستخدام العنف المفرط للقضاء على الثورة. وقد اجمع المعتصمون غلى الصمود لتيقتهم من الضغط الشعبي دون عنف كفيل بإسقاط النظام.
الهجوم على ساحات الاعتصام كما حدث في ساحة التغيير أو على السجناء الذين لا حول لهم? محاولة لجر المتظاهرين والمعتصمين إلى مربع استخدام العنف ردا على الاستفزاز والقتل وذلك في محاولة لتبرير عنف السلطة وبطشها بالناس الذين يمارسون سلميا حقوقهم الدستورية المشروعة . ولكن الشعب مصمم على التحلي بالسكينة? والاعتصام بالصبر? والإصرار على سلمية الثورة. وسيدين العالم كله النظام ورئيسه وجلاوزته وبلاطجته. ومن خلال التوثيق الذي تم للاعتداءات بالصور الساكنة والمتحركة وبالصوت والصورة سيتحمل النظام كامل المسؤولية أمام الرأي العام في الداخل والخارج. وكما قال احدهم على القيس بوك:
” المجزرة التي وقعت مؤخرا على معتصمي ساحة التغيير لن تمر بسلام قسما?ٍ بأن الشعب سيلاحق كل من له يد في هذه المجازر وسيحاكمون علنا?ٍ لن يرحمهم الشعب الحر … هذه هي نهايتهم انهم يحفرون قبورهم بأيديهم ان الهستيريا التي أصابت النظام ودفعته للقيام بهذه الجرائم البشعة ما هو الا دليل على إفلاسه وفقدان حججه وجنونه من تخلي أعضائه عنه واندماجهم مع شباب التغيير ونزولهم الى ساحات الحرية.
لقد فقد النظام صوابه عندما شاهد بأم عينيه هذه السيول العارمة من أبناء الشعب والتي تتدفق بغزارة الى ساحات الاعتصامات ولم يتبقى له من خيار سوى إبادتهم حتى يضمن بقائه .
ليعلم النظام انه لن يستطيع إبادة الأحرار فمن دمائهم صاعدون أجيالا وأجيالا حرة أبية تواقة إلى الشهادة في سبيل الحرية والكرامة.”
ملحوظة صغيرة أخيرة:
السيدات (المثقفات جدا) يحسن صنعا لو أعفين أنفسهن من هذه المزاحمة المتأخرة لأناس يعرضون أنفسهم للرصاص ويقودون ثورة? لم يعرفها اليمن في تاريخه كله? عن طريق الحديث عن هيمنة التيار الفلاني والعلاني على الساحة أو بالحديث عن الخلافات العادية بين الشباب وتضخيمها.
لا باس بصياحتهن والتقاطهن للصور واثبات وجودهن ولكني بت اشعر أن المسالة أصبحت تعبيرا عن نرجسية لا معنى ولا مكان لها هنا. فلن يستطعن مهما علت اصواتهن القبض على الثورة من قرنيها لانها ليست بقرة? ولانهن غير مؤهلات لوضع الرؤى والمخططات لهذه الثورة.
وصحيح أن هناك وجهات نظر متعارضة في صفوف الثوار وهذا مطلوب ومرغوب? والثوار سيصلون الى بلورة رؤى يتفقون حولها بالحوار سواء قيما يتعلق بالآن أو بالمابعد . أما المتسلقون فإنهم لا يضيفون غير البلبلة ولن يجنوا/ين غير الخيبة والخسران.