هل الزنداني عالم دين?
أبتلينا في هذا الزمن الرديء باختلاط المفاهيم والقيم وتداخل الدين بالسياسة ووجدنا أن هناك فئة من الناس الذين التبس على الناس تصرفاتهم فهم يدعون الدين والتدين وتصرفاتهم تدل على أنهم أبعد ما يكونوا عن الدين النقي الخالص ووجدنا فئة من الناس الذين تلبسوا بالدين واتخذوه سلما للوصول إلى غاياتهم متخذين من القاعدة المايكفليلة أساس لحياتهم والتي تقول بأن(( الغاية تبرر الوسيلة)) وهي قاعدة تتنافى بالكلية مع مبادئ الإسلام الحنيف الذي لا يفرق بين الغاية والوسيلة فالوسيلة السيئة لا يمكن قبولها للوصول إلى غاية نبيلة لأنها تعتمد على الكذب والخداع والتدليس وهذا ما يرفضه الدين الإسلامي جملة وتفصيلا.
إن من هؤلاء الناس الذين يدلسون على المواطنين ويدخلونهم في حيرة من أمرهم المدعو عبد المجيد الزنداني الذي له مواقف عجيبة من ما يجري الآن في اليمن وهو لا يخجل على الإطلاق من أن يناقض نفسه بنفسه على مرأى ومسمع من ملايين المواطنين وهذا ليس بغريب عليه فهو من نادى قبل الوحدة بأن الإستفتاء على الدستور حرام ومن شارك سيدخل النار هكذا وبكل وقاحة وليت وسائل الإعلام تبث أشرطته قبل الوحدة حيث كان من أشد المناهضين والعارضين لها ثم ركب موجة الدولة الحديثة وجاءت حرب أربعة وتسعين حيث أفتى حينها بأن قتال الإشتراكيين فرض عين على كل يمني ولكنه نسي كل هذه الفتاوى التكفيرية التي أطلقها في التسعينات والتي كانت تصل إلى درجة أن من يأكل مع إشتراكي يعتبر كافر بالرغم من أنهم قد يكونوا أفضل منه تدينا, وفجأة وبدون مقدمات يدخل في حلف مع هؤلاء الذين كان يقول عنهم بأنهم الكفار دون حياء أو خجل ولم يعد مأكلهم ومشربهم حرام ونسي كل فتاواه.
وفي أيامنا هذه يلعب الزنداني لعبة قذرة بكل معنى الكلمة وهو يتلون ويتبدل بين ليلة وضحاها وقد أنذهل الناس من هذا الرجل ففي الليل كان له خطاب رائع ومتزن أما رئيس الجمهورية وعلماء اليمن وفي اليوم الثاني يذهب إلى الجامعة وبكل وقاحة يناقض كل ما قاله في الليل ولسان حاله يقول كلام الليل يمحوه النهار هكذا وبكل بساطة يقوم باستغفال الناس دون حياء أو خجل , وهو في أحاديثه يغمز ويلمز بأسلوب ممجوج وما أشبه الليلة بالبارحة فهو في حديثة يشبه الترابي بشكل عجيب فالاثنين عندما يتحدثان تجدهم يضحكون باستمرار بمناسبة وبغير مناسبة وبطريقة ممجوجة مستهجنة والكثير من الناس يستغربون هذا الأسلوب من شخص يدعي العلم والتدين ويلبس مسوح الورع والتقى ولكن تصرفاته أبعد ما تكون عن ذلك.
هذا الزنداني يستطيع بطرفة عين أن يبدل مواقفه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بكل سهولة دون أن يخجل أو يحسب حساب الناس الذين قد شبوا عن الطوق وأصبحوا قادرين على التمييز بين الحق والباطل ولكنه يتعامل معهم باعتبارهم رعاع وجهلة وهو واهم لأنه قد أصبح مكشوف ولم يعد يغتر به وبتصرفات سوى السذج من الناس أما العقلاء فغنهم يتعوذون من الشيطان الرجيم عندما يرد أسمة او يشاهدون صورته
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه با ارحم الراحمين.
هدى علوان