يا شيخنا الزنداني.. مواطنات فاعلات لاسبايا ومملوكات!!
في مفترق الطرق هذا الذي تمر به اليمن نتخوف نحن اليمنيات ليس من ذهاب نظام الرئيس صالح بقدر ما نتخوف مما يليه? فالمؤشرات تنذر بخطاب إقصائي قمعي منذ البداية? وأسوأ ما في هذا الخطاب هو التراجع بمراحل عما تحقق للمرأة اليمنية خلال العقود الماضية? بغض النظر عن حجمه وفاعليته.
فلقد استغربت مثلي مثل غيري من أخواتي المعتصمات في ساحات الحرية وميادينها من الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني ليلة البارحة على قناة سهيل بخصوص فتواه بعدم جواز خروج المرأة في الاعتصامات السلمية المطالبة بسقوط النظام? وأن خير جهاد للمرأة هو الحج والعمرة? وهو ما يعني لنا مؤشرا?ٍ خطيرا?ٍ بل مفزعا?ٍ من القادم الديني الذي يبدو أن الشيخ الزنداني يضع له اللبنات الأولى منذ الآن عبر قناة سهيل? أو عبر الفتاوى المختلفة التي يبثها بين طلابه ومريديه وبين من يثقون في رأيه وعلمه وهم قطاع واسع من المجتمع في اليمن.
وهذا ما يجعلنا نخشى أن تكون ثورة الشباب التغييرية ليست سوى محطة عبور أولى نحو مستقبل له ملامح يشكلها خطاب المؤسسسة الدينية المغالية في آرائها تجاه كثير من القضايا خاصة ما يتعلق بالحريات ومشاركة المرأة في الحياة السياسية? فهل حقا?ٍ كان الشيخ الزنداني يعني ما يقول بخصوص مشاركة المرأة في الاعتصامات السلمية? ألا يعني هذا أن آلاف اليمنيات في ميادين الحرية والتغيير لسن سوى آبقات مارقات في نظره? ألم تكن الشجاعة المقدامة توكل كرمان هي المرأة التي قدحت شرارة ثورة التغيير في اليمن وقادت الشباب إلى الميادين بصوت مرفوع ليس فيه من العورة والإثم سوى ما يدور في مخيلة من يصدرون الفتاوى المنتقصة من حق المرأة في القيادة والنظر إليها بعين مريبة مستريبة.
أين كان الشيخ الزنداني وطلابه حين قارعت توكل السلطة وتبنت مشروع ثورة التغيير مع شباب وشابات فتحوا صدورهم لكل بطش وتسلط? في حين كان الزنداني ومن يحذو حذوه مطبقين في صمت ممالئ للنظام ومداهن له? أليس الأحرى به الآن أن يتركنا وشأننا نصنع مصير شعب اليمن نساء ورجالا?ٍ متحدين معا?ٍ! وله ولغيره نؤكد أننا لن نتوسلهم يوما?ٍ ما أي صكوك للرحمة? ولا بطاقات دخول إلى الجنة.
لقد استفزتني هذه الفتوى كما استفزت غيري من نساء اليمن التواقات إلى مزيد من الحرية الحقيقية التي ننشدها في ظل نظام جديد خال من فتاوى الرجعية المنتقصة لكرامتنا وأهليتنا في صنع التغيير والمشاركة في القيادة والحكم مواطنات?ُ فاعلات?ُ لا سبايا ومملوكات لهذه العقلية الذكورية المتلفعة بالدين سيفا?ٍ مسلطا?ٍ على رقابنا? وهو ما لن نسمح به ولا يمكن أن يلوث نقاء ثورتنا الشبابية.
شيخنا الجليل توكل كرمان ليست قطعة أثاث تتحكمون فيها كما تشاؤون? ألم تصلك الأخبار يا شيخنا بأن مجلة التايم قد اختارت توكل كواحدة من أبرز ست عشرة امرأة ثائرة في التاريخ الإنساني? أما كان الأولى بك أن تفخر بها كما يفخر بها الآن كل يمنية حرة ويمني حر? وسواء أعجبك ذلك أم لا? فإننا نعدك أننا سنناضل ونناضل حتى ننتصر ويسقط النظام وتسقط معه أهواؤكم.
توكل كرمان وسامية الأغبري وهدى العطاس يا شيخنا الألمعي صانعات للحرية وثائرات لكرامتكم وكرامتهن شئتم أو أبيتم? ونحن اليمنيات كلنا معهن ثائرات حتى الثمالة? سنتظاهر ونعتصم ونصرخ ونزاحم إخوتنا الشباب جنبا?ٍ إلى جنب? فافعلوا ما أنتم فاعلون.
أما كان الأحرى بكم يا شيخنا أن تؤجلوا فتاواكم قليلا?ٍ? أما كان الأحرى بسهيل قناة الثوار أن تقول للشيخ الزنداني مهلا?ٍ? ليس وقت الفتاوى الآن!! أما خطر ببالهم أنها فتوى متهورة ستحز في نفوسنا وستزعزع إيماننا بمستقبل غير مضمون لثورة شبابية صارت تتربص بها مقاصل قروسطية محتملة دشن الشيخ ليلة البارحة نواياها المبيتة!
يعلم الله وحده ماذا هناك أيضا في جعبة مشائخنا غير فتاوى الحجاب والنقاب والاختلاط والعمل وولاية المرأة يحمل راياتها جيش جرار من اللحى المتهافتة من جامعة اللاإيمان يحرك فيالقها الزنداني والحزمي والمسوري ومن والاهم ومالأهم من مرتزقي ثورة الشباب وقوى الرجعية التي تتطفل الآن على نضالنا ودمائنا في الوقت الذي تهيء فيه لظهورنا السياط ولعقولنا الأغلال الثقيلة? نسأله اللطف بنا وبكل يمنية حرة ماضية في اجتراح درب الحرية والكرامة ولا عزاء لطيور الظلام وسدنة الكهنوت!