هولاء هم اليمنيون الذين تجهلهم يا ضاحي ..!
بقلم / عبدالكريم المدي :
ليعذرني أهلنا العرب من سُكّان دولة الإمارات، الذين يٌمثّلون فقط (10%) من بقية القوميات الأجنبية الأخرى ،المعلن عنها التي تنتمي لغة وثقافة ولباساً وسلوكاً وديانات وولاء لدول وسط وجنوب وجنوب شرق آسياء والهند .
ليعذروني وأنا أثيرواقعاً معاشاً في جغرافيا عربية ، لم يعد لها من عروبتها إلى الاسم ولسان الباطل والتزييف الذي يطلُّ علينا من وقت لآخر، عبر ضجيج ضاحي خلفان، وما تيسّر من أسر يمنية/عربية حافظت منذُ زمن بعيد على الاسم والجغرافيا من قراصنة وغزاة الشرق والشمال الذين تصدّت لهم قبائل همدان اليمنية التي تعتبر أكبر وأقدم تجمع قبلي في شبه الجزيرة العربية كلها منذُ القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد ،إلى أن جاء من هم على شاكلة (خلفان) وتنكّروا لحماة لأبناء السلالة الهمدانية اليمنية السبئية ،الحميرية التي – ولعلم الضاحي – تمتدُّ مناطقها من شمال صنعاء حتى صعدة والجوف شرقاً وتهامة غرباً ، وصولاً إلى ( همدان ) في حضرموت (آل كثير ) الذين يسكنون شبام وسيئون ، اضافة إلى همدان الشام في ( صعدة )، وملحان.
ضاحي خلفان ، الذي يبدو بأنه لم يقرأ حرفاً من تاريخ المنطقة التي حالفه الحظ وصمود المركب وحالة الرياح في الوصول إلى شواطى دبي ومن ثم الحصول على هوية ولسان وخيرات الجغرافيا التي يُرعدُ ويُزبدُ ويوزّع عقود التأصيل للشعوب الضاربة جذور عروبتها في أعماق الجغرافيا والتاريخ والحضارة ، يقول إن نسبة العرب في الشمال اليمني لم يتجاوزوا الـ (40%) والبقية من الفرس والتراك والأحباش .
بالفعل( إذا لم تستحِ فصنع ما شئت ) ، يبدو أن هذا الرّجل هو ومن يدفع به لمحارق اللسان، ينام الجهل والحُمق في عينيه وقلبه وفكره ، ولا يمتلك أي مقياس أو معيار منطقي للفصل بين الحقّ والباطل ، الحي والمتحجّر ، الأصيل والطارىء، الحضارة العربية النقية التي تمتدّ لإحدى عشر ألف سنة في مأرب والجوف وصنعاء وذمار وعمران وحجة وصعدة والمحويت وتعزوإب وحضرموت وشبوة ، وبين الغابات الخرسانية في إمارة دبي التي تمتد لعشرين سنة بناها عمّال من الهند والباكستان والبنكال ومن ثم جلبوا أسرهم وأقاربهم
واستوطنوا فيها ..هكذا يقول الواقع وشواهد الحال وليس أنا.
ما أكثرها الحُفر التي يقع فيها الشرطي( ضاحي) ومنها إنه لا يعرف مثلاً، التفريق بين دلالة وتاريخ شارع الشاطئ في (حي جميرا) في دبي وبين صنعاء التي تمدُّ الأمة بالطاقة والأمجاد، بينما (جميرا ) تمدُّ السواح بالنبيذ والحانات وبائعات الهوى من أوكرانيا والتشيك وغيرها.
هذا الشخص ، مع الأسف، يُمعن دوماً في تقديم نفسه كمهرّج من الطراز الأول ،بدليل تهريجه هذه المرة على عروبة اليمن الذي تُعتبرُ أخلاقياته المهد الذي نشأت عليه أعرق الحضارات في المنطقة كـ سبأ ومعين وحضرموت وحمير وظفار في اليمن ،وواكد وبابل وأشور وكلدان في العراق ،وبلاد الحجر العربية /شمال شرق الجزيرة بين فلسطين و شرق البحر الأحمر.
حرام عليك يا هذا ، تقول عن هذا الشعب بإنهم ليسوا عربا،وهم الذين مثّلت أشعارهم وأمجادهم وفلوكلورهم نوافذا لروح الأمة التي تُفاخرُبهم، بالله عليك ألم تشعر بالعار وبوخزة ضميروأنت تصف أبناء همدان بالهجين ،وهم من حمل ألوية الفتوحات والأماجد عبر التاريخ وهم من نصر رسول الله ( صل الله عليه وآله وصحبه وسلم )، ألا تدري – يا رجل – إن أصغر قادة همدان وفرسانها هم من فتح بلاد الأندلس من أمثال عبدالرحمن الغافقي الذي اخترق بجيشه جيوش الفرنجة حتى كاد أن يصل إلى باريس ، والسمح بن مالك الخولاني الذي وصل بجيشه إلى قلب مملكة الفرنجة .
ماذا تصنع بنفسك – يا خلفان- وأنت تتحلّل من كل قيمة حينما تتحدّث عن اليمن وكأنك تتحدث عن آلية تجميع البضائع في دبي ،أو عن توزيع الإجازات الأسبوعية ،أوالمتعلقة بالمناسبات القومية لطلاب المدارس الآسيوية في دبي التي تُطبّق المنهاج الهندي والباكستاني والأندنوسي والإيراني وغيره؟
هل تعلم إن الشمال اليمني الذي قلت :إن عروبته تُمثّل فقط (40%)هو الجنس العربي الوحيد الذي لم يُهجّن فيه أي جنس أجنبي آخر، ولم تعبث به صادرات وواردات مكاتب استقدام العمالة ، وأنه مهد القبيلة العربية الأولى وإن هذه الجغرافيا تنتمي لقبيلة سبئية قديمة يعود ذكرها للقرن العاشر قبل الميلاد، وقد ذُكِرت في نصوص سبئية تعود لأقيال حاشد، وإن همدان جدٌّ شرعيّ ،وليس ابن خطيئة لسائق تاكسي أو خدّام ؟
حتى يصحُّ القول ، على ضاحي خلفان ، ومن يُغرّد في فلك جهله بحقائق التاريخ والجفرافيا أن يرفع القبعة لأهل اليمن،وليعلم بأنهم ،ليسوا خليطا لأعراق ومولدين ،أومن خليقة ومخرجات الطفرات النفطية والغازية التي لا تصنع تاريخاً ولا تبني فكراً.
يبقى السؤال المشروع هنا ،بما أنكم – يا خلفان – ترجعون للأجنبي في كل شيء حتى في خصوصياتكم، فلماذا – إذن – لا ترجعون لأصدقائكم ومؤسسي إمبراطورياتكم الصحراوية ، الخرسانية من الأنجليز والمستشرقين وعلى رأسهم ( لورانس العرب ) ، وتسألونهم عن اليمن وعروبتها، أعتقد سيقولون لكم : إن أبناء هذا البلد عرب خُلّص وعمر بلادهم يمتدُّ لأكثر من (11) ألف سنة ، وأنهم من صدّر العروبة والقيم والتاريخ والحضارة والإنسان والعمران إلى جميع الديار التي حملت وتحمل اليوم بصمة وتوقيع وعلامة ولسان هذا الإنسان .
نصيحة ،يا ضاحي.. عليك أن تُسارع للإعتذار،وكُن على يقين إن اليمنيين ليسوا فُرساً ولن يكونون ، وليسوا أتراكاً ولن يكونون ،وليسوا أحباشاً ولن يكونون ، اليمنيون في صنعاء وغيرها هم اليمينون الحميريون، السبئيون،الهمدانيون الذين لا يحتاجون مطلقا لأي تقيم من أمثالك ، لأنهم حقاً يعرفون من يكونون، ويعلمون جيدا إنهم بنو قحطان أصل العرب الذين عاشوا اليمن و نزحوا منه إلى الشام و العراق و نجد والحجاز و الخليج و مصر والمغرب والأندلس واقاموا ممالك عظيمة وكانوا ملوكا على العرب قاطبة ، كما سيطروا على طرق التجارة وبنوا أول المداميك في جدار الحضارة .