لا يمكن مواجهة سياسات اللامنطق بسياسة المنطق
يقلم/ عبدالباسط الحبيشي:
يتصاعد التذمر الشعبي والثوري ضد أنصار الله في الأيام الأخيرة لأسباب عديدة منها الحملات الإعلامية والدعائية الشرسة التي يشنها العدو ومرتزقته ومنها الوضع المآساوي الناتج عن العدوان والحصار الشامل على كل المستويات ومنها مافيات الفساد التي تنخر في جسد الأمة محاولة إسقاط الثورة لصالح نظام الإرتهان والعمالة. كل هذا يحدث بينما هناك من يدافع عن اليمن في مختلف الجبهات القتالية والسياسية والإعلامية والإدارية بكل كفاءة وإقتدار.
قد يكون هذا التذمر مبرراً لما يلاحظ من خلال بعض القصور نتيجة كل ماسبق وغيره من القضايا المتعددة والمتفرعة التي قد تكون خارجة عن السيطرة وقد لا يدركها البعض وربما في احيانٍ كثيرة قد لا يدركها الجميع حيث انه لم يُخطط لحدوثها بشكل مفاجئ بل تم التخطيط لها منذ عقود طويلة ويتم تنفيذها على نار هادئة لم تبلغ ذروتها بعد في ظل عدوان غاشم غير مُدرَك وغير مُبَرر وغير منطقي ليس على اليمن وحسب بل على الأمة بأكملها. اذا أردنا ان نبحث عن المُبررات وعن المنطق لما يحدث فلنسأل أنفسنا عن منطق العدوان على سوريا والعراق وليبيا بكل هذه الوحشية وماهو منطق العدوان الذي يستهدف حالياً مصر ولبنان وغيرها من بقية الدول في المنطقة.
لسنا هنا بصدد الإجابة عن المبررات لهذا العدوان الشامل لأنها في الأغلبية معروفة لدى الجميع ولكن مانريد قوله هو بأن ردود الفعل السلبية المتذمرة لهذه الأحداث ضد من يقدمون أنفسهم ودمائهم هي في الأصل ما يُراد الوصول اليها من خلال هذا العدوان وهي أيضاً ما يصبو الى حدوثها الأعداء لقتل خطوط الدفاع والمقاومة التي يتصدرها أنصار الله والقوى الوطنية الأخرى.
لذا فأن العدوان والحصار والأحداث الغير منطقية والغير مبررة لا يمكن مواجهتها بأساليب مُبرّرة ومنطقية لأن ذلك سيقودنا دون شك الى الخسران والهزيمة. ما أود قوله بأن على الجميع أن يتحلى بالإيمان والصبر وقوة الإرادة وربط الجأش والشكيمة لا سيما من هم على مستوى القيادات الثورية الذين من الملاحظ انه قد بداء الشك يتسرب الى أذهانهم وهذا مايريد العدو ان يصل اليه. لذا فإني مضطر ان أعلن من واقع المسؤولية الوطنية ومن واقع معرفتي عن بُعد بما يدور في كواليس اللامنطق واللامبرر السياسي بأن قيادات أنصار الله سواء على المستوى السياسي او على المستوى الميداني يتعاطون مع العدوان والحصار الشامل ومع مستقبل بلادنا بحكمة وبكل روية وحرص وإقتدار يفوق كل التوقعات وكل التصورات. ومن هذا المنطلق فإني اطلب من جميع الشرفاء توحيد الصف خلف قيادة أنصار الله وعلى رأسها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.