الفكر العربي بين لغة السياسة وسياسة اللغة محاضرة ألقاها عبد السلام المسدي
استضافت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الدكتور عبد السلام المسدي الذي ألقى محاضرة بعنوان “الفكر العربي بين لغة السياسة وسياسة اللغة” بحضور السيد عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة وعدد من الصحفيين والمهتمين وذلك مساء أمس الثلاثاء 22 فبراير 2011 في قاعة المحاضرات بالمسرح الوطني.
وتحدث الدكتور في بداية محاضرته عن عدم إمكانية الفصل بين اللغة والخطاب السياسي أو الثقافي أو المجتمعي? فلا ثقافة دون هوية حضارية? ولا هوية حضارية دون إنتاج فكري? ولا فكر دون مؤسسات علمية متينة? و لا علم دون معرفة? و لا معرفة ولا تواصل و لا تأثير دون لغة تضرب جذورها في التاريخ وتشارف بشموخ حاجة العصر و ضرورات المستقبل.
وتابع الدكتور المسدي “في اللغة قواعد متواترة لا يعيها المستعملون لها إلا ببصيرة نقدية خاصة? منها أن الإنسان يستعمل ألفاظها على أساس دلالتها القائمة في زمن استعماله لها? لكن للألفاظ ذاكرة? وذاكرتها هي مخزن دلالتها الماضية? والفروق رقيقة أحيانا بحيث تحتجب عند الانتقال التدريجي? والمشكلة تتمثل في أن المستعمل للغة إذا ما أصر على استحضار تاريخ دلالات الألفاظ تعطل تواصله مع الآخرين? وقد يتعطل انسجامه الذاتي مع أداته التعبيرية? ولكن المشكلة الأعسر هي أن الكلمات التي شحنتها السياسة بإيحاءاتها الخاصة تظل تراوح حقيقتين في الذاكرة : حقيقة دلالتها الراهنة وحقيقة الظلال الدلالية الماضية”.
وأوضح المسدي في محاضرته أن اللغة علامات ولكنها علامات تدل إذا حضرت وتدل إذا غابت? وعندما تحضر قد تدل بما تقول وقد تدل بما توحي به دون أن تقوله? وربما أوهمت أنها تقول وتعرف أن المتلقي سيستدرجه إيهامها ولكنها تحتفظ بما به تنكر أنها أوهمت? فلقد كان كافيا?ٍ أن نسم?ي? أن ن?ْط?لق اسما?ٍ? أن نصطلح على الأشياء اصطلاحا?ٍ نريده حتى يكون بالتالي تعبيرا?ٍ عن رأينا وموقفا?ٍ خاصا?ٍ بنا.