ماذا تعني لي حكومةٌ يعترف بها العالم إلا أنا ؟!!
بقلم/ عبدالمنان السنبلي
يطالبونني بأن أعترف بحكومةٍ و شرعيةٍ لا أرى أمامي لها أثراً يوحي لي بأنها تمثلني أو تشعر بي و بآلامي و أحزاني …
و كيف أعترف بمن لا يعرفني أو يقيم لي وزنا ؟!!
أنا من تعرض للقصف و التهجير و النزوح و بأمرٍ سامٍ من أولئك المطعونين في مروءتهم و المدّعين تمثيلي من غرف الفنادق، فكيف أعترف بهم ؟! ..
أنا.. و منذ أكثر من عامٍ كاملٍ مَن أُعاني ويلات الحصار و التجويع المنظم و إنقطاع الراتب و بإيعازٍ كريمٍ من أولئك البائعين نفوسهم و ضمائرهم للشيطان لا لشئٍ إلا لأنني أردت أن أعيش كريماً و عزيزاً في وطني، فكيف أرضى بهم حكاماً عليَّا ؟!..
أنا من كانوا إذا دعوني لبذلٍ بذلت و لنصرةٍ أجبت و لحشدٍ حشدت و جمعت، فكانوا أول من بخل و خذل و أول من إستحشد العالم كله عليَّا، فكيف أقبل على نفسي و قد جربتهم من قبل أن أُلدغ من جحرٍ مرتين و أقبل بهم ؟!!
أيها المتسولون على مداخل و أبواب قصري العرجاء و اليمامة ..
أنا المواطن اليمني، أنا ابن هذه الأرض و من يدافع عن حياضها و يتواجد في كل شبرٍ منها، أنا الشعب ؛ مالك السلطة و مصدرها أهبها لمن أشاء و أمنعها عمن أشاء، فمن أعطاكم الحق أيها المتسلقون على أكتافي إلى شرفات الثروة و الجاه و النفوذ أن تتحدثوا بإسمي و قد لفظتكم بعد أن طعنتموني من الخلف أو أن تفاوضوني نيابةً عني على مصيري و مصير وطني ؟!!
أيها الحمقى .. أنا من ليس مثلكم، لا أعرف لأسواق نخاسة الأوطان و الشعوب طريقاً و لا مسلكا، أنا ” ابن من شاب قرناها ” كما وصفني ذات يوم المخضرم البردّوني، أنا .. إبن اليمن، فهل عرفتموني ؟!!
فلا تنتظرون – بعد أن عرّفتكم بي – مني إعترافاً بكم حتى لو إعترف بكم العالم كله طالما و قد أفلستم من معاني و قيم الوطنية و بعتم الوطن بثمنٍ بخسٍ ريالاتٍ معدوداتٍ لأعداء الوطن، فأنتم لا تمثلوني .. لا تمثلون الشعب و الوطن، و لا تمثلون حتى أنفسكم !!