بيان جمعية التجديد حول ما تمر به البحرين من أحداث
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون? لقد ف?ْجعت البحرين بست?ة -لحد? الآن- م?ن أبنائها الشرفاء ومئات المصابين بأربعة أيام في حمام دم متواصل? ويعلم الله كم عدد الأرامل واليتامى الذين سيخل?فهم هذا الهوس الذي سيغي?ر بلا شك مجرى تاريخ هذه الجزيرة الصغيرة قبل أن يتوقف.
لقد حل? الزمان الذي كن?ا نحذره.
شعب?َ مكلوم? مآتم?ْ حزينة? وجنائز تطوف شوارع سترة وقرى الديه وكرزكان وغيرها من مناطق الوطن? لمواطنين خرجوا ي?ْطالبون سلمي?ا?ٍ بحقوقهم? فص?ْب? عليهم نيران?ْ الرصاص في زمان حالك? لتخرج في المقابل قافلة أفراح?ُ أخرى تدق? الأبواق والمزامير فرحة?ٍ مهل?لة… أهناك جنون “وطني??َ” يفوق هذا الجنون?!…
إننا سنكتب اليوم تاريخنا.
منذ نعومة أظفارنا كن?ا ن?ْلقن من آبائنا وأمهاتنا بأن? هذا البلد قد أنجب أسماء أبية شريفة من أهل السن?ة? عصية على هضم الظلم شاركت في بناء البحرين جنبا?ٍ إلى جنب مع إخوتهم الشيعة? نبحث عنهم وقلوبنا تخفق أين هم? أين هي المحرق? أين هي مدينة العروبة والإسلام? أين هم رجالاتها الذين عاشوا مع إخوتهم الشيعة تحابوا وتزاوجوا وتشاركوا في كل? شئ?! أين هم آل جودر والمناعي? والشملان والباكر? وشويطر والكعبي والزياني وفخرو وكانو وبوزبون وجناحي والمهزع.. وغيرهم من تلك الأسماء اللامعة التي كتبت تاريخ البحرين مع إخوتهم من الشيعة? نحن نعلم أنهم يتأل?مون لما يجري? ويبكون حزنا?ٍ على هذا الوطن الذي تحو?ل إلى مأتم كبير في غضون أربعة أيام? ولكن ذلك ليس بكاف?ُ? فالبحرين تنزف دما?ٍ وهي بحاجة إليهم ناطقين جاهرين بالحق? وبالحكمة كما عو?دوها.
لقد أوقعنا الدهر في زمان كش?رت فيه الفتنة عن أنيابها? وخ?ْط??ط فيه لأن تنخر الآفة الطائفية عقولنا? فها هي البحرين تخطو خطى لبنان -ولا نريد أن نقول العراق والعياذ بالله- حين وقعت “مقاومة العدو الصهيوني” فريسة?ٍ للتعص?ب الطائفي فأضحى أنبل?ْ وأشرف الأعمال ومحط? إجماع الأمة? أضحى عملا?ٍ مرفوضا?ٍ من بعض مجاميع طائفة?ُ لأن? الأقدار قد شاءت أن يتصد?ى لواجهة هذا العمل كوكبة?َ من الطائفة الأخرى.
العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية حقوق?َ أصيلة لا تسقط حتى لو استقل?ت بحملها طائفة?َ دون أخرى? والأمر المخيف الذي نحذ?ر منه اليوم هو مآل هذه الأحداث الجسام? فإن? أصيبت طائفة?َ بعد هذه الدماء في عز?تها وكرامتها? وانهزمت مطالب الحرية التي شاءت لها الأقدار أن تكون هي أو بعضها متصد?رة النداء بها? المطالبة لضرورة تحقيقها? فقد أصيبت البحرين في مقتل? والبحرين كل البحرين لن تكون حينها إلا خاسرة? فقد هزم نصف?ْها بالقهر والسلطان نصف?ِها الآخر? ولن ينفع حينئذ أي? عمل أو حراك لوقف سيل الكراهية والات?هام بالمشاركة في ظلم? فهذه ليست سوى إحدى ثمرات ما نعيشه اليوم? فكيف سيحيا بلد?َ مز?ق بعض?ْه بعضا?ٍ?
وإن تحق?قت مطالبها في الحر?يات باستجابة السلطة لهم وإن? كارهة? فلن يكون لهذه الحريات من ثمرة إلا المزيد من الكراهية والانشقاقات? وثمرة ذلك لن تكون بأقل? من تلك? فمن وقف متفر?جا?ٍ وراضيا?ٍ بما يحصل اليوم? لن يكون قبوله بهذه النتيجة يسيرا?ٍ? حتى وإن تحر?ك كبار أفاضل أهل السنة ورجالاتها الأشراف لرتق الفتق? فالتصد?ع الذي شطر بالبحرين يتطل?ب وقفة?ٍ اليوم وليس غدا?ٍ? ليس بالضرورة بعمل?ُ مشابه?ُ أو تابع ولكن بعمل?ُ مواز?ُ.
كم قد توالت? الفرص على البحرين لو كان هناك عزم?َ صادق? ولكنك رغم كثرة ما تسمعه على ألسنة كبار المسئولين من أن? مسيرة التقد?م نحو الديمقراطية لن تتوق?ف? وأن? مسيرة الإصلاحات السياسية ستستمر?? إلا أنها في واقع الأمر كطابور عسكر قد أمر بمكانك سر?? أو للوراء در?? هذه هي مسيرة التقد?م السياسي والحر?يات طوال العقد الفائت? فالوعود سراب? وحرث?ْ بحر? وقبض?ْ ريح? لا ثمرة لها إلا مزيد الإحباط والغضب واليأس.
لو كانت الوعود بالتقد?م تسير ولو رويد?ٍا? خطوة?ٍ في كل فصل تشريعي?? لهان الأمر? فكل? ما شهدناه طوال هذه السنوات كان تلاعبا?ٍ بالمطالب? وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع أصبحت مطالب بعض نواب المعارضة الحقة محل تند?ر وفكاهة? فخلال عقد?ُ وبالرغم من القصور الواضح في التشريعات التي سحبت العصا وخلعت الأسنان من المجلس المنتخب? كان التراجع الحاد? في الحر?يات والحقوق هو العنوان الأبرز لهذه الحقبة التي بدأت بوعود في العام الأول للميثاق حو?لت بحريننا لعرس وأفراح سرعان ما استحال يأسا?ٍ وإحباطا?ٍ بعد عام على الميثاق.. لتنتهي اليوم إلى مآتم ونوائح.
إننا اليوم لن نضل? عن سوء فهم? فالمحج?ة واضحة? وسبل الحكم الرشيد بي?نة? وماهية الديمقراطية الحقيقية -لا المزيفة- يعرفها أهل البحرين? فهم من أكثر الشعوب ثقافة? وصرخات الضجيج قد تعالت? ولكننا أصبحنا من الذين ضل?وا عن سوء قصد? أو من الذين أضل?هم الله على علم? فأصبحنا بين قوم استأثروا فأساءوا الأثرة? ولسنا ببعيد عن أن ن?ْصبح قوما?ٍ جزعو